بتعديل مسّ أربع وزارات أبرزها التجارة ** إبعاد بن مرّادي.. هل يؤشر على التخلي عن حظر الاستيراد؟ ع. صلاح الدين أعطى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نفساً جديداً لحكومة الوزير الأول أحمد أويحيى من خلال تعديل مسّ أربع وزارات أبرزها التجارة وهو تعديل يرتقب متتبعون أن يحدث بعض الديكليك والحركية على أداء الجهاز التنفيذي الذي كان عرضة لبعض الانتقادات والتحفظات في الشهور الأخيرة لاسيما على المستوى الاقتصادي علما أن وزارتين من الوزارات الأربع التي مسها التعديل لديهما طابع اقتصادي. رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أجرى أمس الأربعاء تعديلا في الحكومة مس وزارات الشباب والرياضة والتجارة والسياحة والصناعة التقليدية وكذا العلاقات مع البرلمان حسب بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان انه طبقا لأحكام المادة 93 من الدستور وبعد استشارة الوزير الأول قرر فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة هذا اليوم إجراء تعديلا في الحكومة.ومن ثمة قام رئيس الجمهورية بالتعيينات التالية: - السيد محمد حطاب وزيرا للشباب والرياضة خلفا للسيد الهادي ولد علي المستدعى لمهام أخرى. - السيد سعيد جلاب وزيرا للتجارة خلفا للسيد محمد بن مرادي المستدعى لمهام أخرى. - السيد عبد القادر بن مسعود وزيرا للسياحة والصناعة التقليدية خلفا للسيد حسن مرموري المستدعى لمهام أخرى. - السيد محجوب بدة وزيرا للعلاقات مع البرلمان خلفا للسيد طاهر خاوة المستدعى لمهام أخرى . وشكلت عودة الوزير السابق للصناعة محجوب بدة إلى الحكومة من بوابة وزارة العلاقات مع البرلمان مفاجأة لكثيرين توقعوا أن يكون إبعاده من الجهاز التنفيذي نهائيا علما أن الرجل لم يتردد في انتقاد صناعة السيارات في الجزائر التي وصفها بالاستيراد المقنع وهو تصريح لم يمكث بعده لفترة طويلة في الحكومة ويرى البعض عودته للحكومة مؤشرا على توجه أكثر جرأة في التعامل مع أهم الملفات الاقتصادية وفي مقدمتها ملف التجارة الخارجية التي أصبحت بين يدي سعيد جلاب المعيّن وزيرا للتجارة خلفا لمحمد بن مرادي الذي أثار جدلا من خلال تصريحاته التي اعتُبرت متناقضة بخصوص منع استيراد مئات المنتجات فبعد أن لمّح إلى إمكانية تقليص قائمة الممنوعات من الاستيراد عاد قبل أسابيع ليعلن عكس ذلك من خلال توسيع القائمة التي تجاوز تأثيرها حدود التراب الوطني بدليل أن الحكومة الإسبانية مثلا أعلنت صراحة عن امتعاضها وأكدت تضرّرها من إجراءات الحد من الاستيراد المتخذة في الجزائر وانطلاقا من ذلك قد يحمل إبعاد بن مرّادي بعض الإشارات الطيبة في اتجاه التخلي عن حظر الاستيراد الذي لم تستفد منه الجزائر كثيرا بل على النقيض من ذلك يؤكد خبراء أن ضرره أكبر من نفعه .. واعتبر متتبعون إبعاد الهادي ولد علي من وزارة الشباب والرياضة وتعويضه بالوالي السابق لبجاية محمد حطاب نتيجة منطقية لأبواب الصراعات التي فتحها هذا الأخير على نفسه مع بعض الفاعلين في هيئات وقطاعا ثقيلة الوزن بحجم اللجنة الأولمبية التي يترأسها بيراف بعد صراعه الشهير مع الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة ناهيك عن ملف الملاعب الجديدة التي تعرف تأخرا في أشغال إنجازها.. بدوره لم يعمر حسن مرموري طويلا في منصبه كوزير للسياحة والصناعة التقليدية ورأى متتبعون في التعديل الذي أصبح بموجبه الوالي السابق لتيسمسيلت عبد القادر بن مسعود وزيرا للقطاع دليلا على حرص السلطات العليا على إعطاء نفس جديد لقطاع تراهن عليه قيادة البلاد كثيرا لضخ مزيد من الأموال في الخزينة العمومية في ظل تذبذب أسعار النفط الذي يعد المصدر الأساسي والوحيد تقريبا لقوت الجزائريين.. ويبدي كثيرون تفاؤلهم بأي تغيير من هذا النوع في الوقت الذي يأمل المواطن البسيط أن يعود التعديل الحكومي الجديد بالنفع عليه في ظل تردي القدرة الشرائية ومشاكله اليومية الزمنة مثل مشكل عدم توفر الحليب المدعم بالكمية الكافية وسوء توزيعه وهو واحد من الملفات التي سيكون على الوزير الجديد للتجارة سعيد جلاب التعاطي معها في أسرع وقت ممكن..