بعد أن سمعنا ميل الكثير من الناس إلى الأشياء المستوردة وهوسهم بها بالنظر إلى جودتها على غرار الملابس والأحذية والعطور وغيرها من المقتنيات، لحق الأمر ببعضهم في الآونة الأخيرة حتى إلى الاعتماد على بعض العقاقير والمساحيق المستعملة في مجال السحر هناك، بعد أن ذاع صيت بعض المشعوذات في فرنسا وعُرفن بجدارتهن حسب هؤلاء والعياذ بالله، فصارت الكثيرات يتوافدن إليهن ليتزودن ببعض أمور الشعوذة وعادة ما يعتمدن عليها بعد لجوئهن إلى الجزائر، ولكل غرض في ذلك بغية الزواج والاستقرار وانصياع الأزواج لطلباتهن وإرادتهن إلى غيرها من الغايات السلبية التي باتت شعارهن الوحيد الذي يدفعن لأجله مبالغ بالعملة الصعبة، بالنظر إلى غلاء التكاليف هناك حتى بالنسبة للأشياء البسيطة فما بالنا بمساحيق الشعوذة والفواتير الباهظة التي تشترطها المشعوذات. هذا ما أكدته لنا بعض المغتربات الجزائريات اللواتي يقدمن إلى أرض الوطن بين الفينة والأخرى، بحيث أخبرتنا إحداهن أن أمور الشعوذة والسحر متفشية هناك خاصة ببعض الجهات التي تقطنها الجاليات المغاربية التي اختارت فئة لا بأس بها ارتياد بيوت بعض المشعوذات والتي ذاع صيت بعضهن، معظمهن ينتمين إلى دولة مجاورة اشتهرت بأمور السحر والشعوذة، مما جعل الكثيرات يتهافتن عليها حتى من الرجال بغرض الاستفادة من استشارات في أمور ما، والتزود ببعض العقاقير المفيدة في حل مشكلاتهم حسب اعتقادهم، والمتعلقة خاصة بالزواج وبالعمل وبالاستقرار إلى غيرها من الأمور الصعبة والمشاكل العويصة التي تواجه بعض المغتربين من مختلف الجنسيات، ولا تبخل تلك المشعوذات على زبائنهن بأي شيء فالمهم لديهن الحصول على مبالغ بالأورو. وأصبحت العديد من الفتيات القاطنات بأرض الوطن يستنجدن ببعض المغتربات لإرشادهن إلى بعض الأمور خاصة العاطفية منها والمتعلقة بالزواج، ولحق بهن الأمر حتى إلى الاتصال بهن لقراءة طالعهن لدى تلك العرافات بعد تزويدهن بمعلوماتهن الشخصية للاستفادة من مشورتهن واستفادتهن من بعض العقاقير التي لا تتأخر النسوة المغتربات عن تزويدهن بها بمجرد دخولهن إلى أرض الوطن مقابل دفع مبالغ مالية، وبذلك أصبح الأمر »بزنسة« بين الطرفين خاصة بعد تظاهر المغتربة أنها تعبت كثيرا لأجل إيصال الأمانة من فرنسا إلى الجزائر ووضعها بيد الفتاة، ولا تتوانى الفتيات عن منحهن المال وهن ينتظرن افتتاح أبواب السعد بعد استعمال تلك العقاقير باتجاه الخليل أو الزوج أو حتى الحماة أو الحمو بالنسبة للمتزوجات. وقد التقينا سيدة قطنت بفرنسا لسنوات فقالت إنها ترتاد العرافات المتواجدات بفرنسا والتي ذاع صيتهن، وفي كل مرة تنزل فيها إلى الجزائر تستعمل تلك العقاقير والمساحيق باتجاه خليلها التي تربطها معه علاقة عاطفية منذ أعوام، إلا أن رفض أهله لها حال دون الارتباط والاستقرار بفرنسا، لذلك تتزود ببعض المساحيق كلما أتت إلى الجزائر لاستعمالها خصيصا باتجاه صديقها وأهله من أجل الرضوخ وإتمام خطوة الزواج به والطيران إلى فرنسا بعد أن نصحتها الكثيرات بارتياد تلك العرافة التي اشتهرت هناك، وقالت إن ذلك الأمر شائع بين بعض المغتربات وتعرف بعض العرافات توافدا منقطع النظير من طرف جل الجاليات المغاربية هناك بحثا عن السعد والفرج بعد إبرازهن تفوقهن في المجال واعتمادهن على طرق ناجعة في السحر والشعوذة على حد قولها. »س« هي الأخرى اتبعت ذلك الطريق المحرم شرعا فبعد أن اغترب زوجها تاركا وراءه حزمة من الأبناء، احتارت في أمرها فاتصلت بإحدى صديقاتها التي تقيم بفرنسا بجواره لقراءة طالعها عند العرافات هناك، حتى ولو تطلب الأمر الكثير من المال وتزويده بتلك العقاقير لإعادته إلى وطنه وعائلته فما كان على صديقتها إلا تلبية رغباتها بالنظر إلى العلاقة الحميمة التي تربطهما معا. تلك العينات الحية ليست الوحيدة بل هناك العشرات ممن تماثلها حسب ما أكدته لنا بعض المغتربات بعد أن زرعت فكرة جودة السحر المستورد في عقول الكثيرات فمنهن من انصعن إلى ذلك الطريق الحرام، ومنهن من ابتعدن عنه كل البعد وجعلن بينهن وبينه حدودا واخترن التمسك بحبل الله عز وجل. نسيمة خباجة