اعداد: كريم مادي الدورة الثالثة (فرنسا 1938) من إيطاليا إلى فرنسا.. بعد أن تعرفنا خلال الحلقات السابقة على تفاصيل الدورة المونديالية الثانية التي جرت بإيطاليا عام 1934 وتوج بها منظم البطولة كما أراد وخطط لها الرئيس الإيطالي موسيليني سنتحدث خلال حلقة اليوم والحلقتين المواليتين عن البطولة الثالثة التي جرت بفرنسا عام 1938 وحين نذكر هذا العام يتبادر إلى الذهن الكثير مثل الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بضعة أشهر بعد اختتام البطولة الثالثة الأمر الذي تم تجميد جميع النشاطات الرياضية بما في ذلك رياضة كرة القدم وانتظر الجميع مدة أثنى عشر سنة كاملة لتستعيد منافسة كأس العالم روحها ورونق من خلال اقامة البطولة الرابعة بالبرازيل. ترى كيف حصلت فرنسا على حق تنظيم البطولة الثالثة في وقت ان الاتحاد الدولي أكد بعد إسناد الأورغواي حق تنظيم أول بطولة عالمية بامستردام عام 1928 بحق تناوب القارتين الاوروبية والأمريكية على نهائيات كأس العالم؟ لكن وكما سبق الذكر ا نهاته البطولة جرت في أوضاع يحق لنا ان نشبهها بغليان الماء على النار فمي البديهي ان يتحول الاتحاد الدولي للعبة أشبه ببيدق شطرنج من أجل أن تبقى الكأس الغالية في القارة العجوز . طلب موسيليني الذي أرعب أعضاء الفيفا بعد ان حققت البطولة الثانية جميع الأهداف التي خطط لها الرئيس الإيطالي الفاشي موسيليني بكسب شعبية إضافية وتحقيق طموحاته الامبريالية تقدم بطلب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كان يرأسها الفرنسي جون ريمي وهو الطلب الذي جعل أعضاء الفيفا يرتعشون كيف لا وان الذي تقدم بهذا الطلب اسمه موسيليني وما إدراك بهذا الاسم في تلك الحقبة. طلب موسيليني تضمن بضعة اسطر كتب على ظهر صفة واحدة في رسالة كتب على خارجها لا تفتح وفي أسفل الرسالة حمل توقيع الرئيس الإيطالي موسيليني وفي الوجه الآخر من الرسالة وضع موسيليني الختم الذي كان يستعمله إلا في المناسبات الهامة آو في الرسائل الموجهة لكبار ساسة العالم. نقل الرسالة إلى أعضاء الاتحاد الدولي المجتمعون بالعاصمة الفرنسية باريس مستشاره الشخصي والذي كان يثق فه موسيليني كل الثقة. لم تكن الزيارة مبرمجة من قبل الأمر الذي جعل أعضاء الاتحاد الدوري في ذعر وخوف بعد وصول المستشار الاول للرئيس موسيليني وكل واحد راح يطرح على نفسه ألف سؤال وسؤال لكن رغم كثرة السؤال لا احد وجد الجواب فانتظر الجميع اللحظة الحاسمة بعد فتح الرسالة التي كان يحتملها مستشار موسيليني إلى رئيس الفيفا وأعضاء مكتبه. ويحكى انه فور دخول مستشار موسيليني قاعة الاجتماعات تهض الجميع خوفا عن ما سيقوله الوافد إليها دون سابق علم منهم. موسيليني: أريد أن تقام البطولة الثالثة بإيطاليا أو بلد مجاور لنا انتظر الجميع أي أعضاء الاتحاد الدولي اللحظة الحاسة لمعرفة ماذا دون في موسيليني في الرسالة التي جملها مستشاره الشخصي إليهم. ومما يحكى عن هذا الاجتماع في كتاب كان احد أعضاء الاتحاد الدولي الذي صدر عام 1950 قبل أيام من انطلاقة البطولة الرابعة بالبرازيل ان رئيس الفيفا شخصيا تناسى جدول الأعمال وراح يلتو على الحاضرين فحوى رسالة موسيليني. يقول الفاشي موسيليني : أريد منكم اقامة البطولة الثالثة بإيطاليا النجاح كأس العالم وإذا تعذر عليكم ذلك فلا باس ان تقيموا البطولة في بلد مجاور لإيطاليا لكن ان تقام ببلد بعيد فهذا مرفوض . هذا هو نص الرسالة التي حملها مستشار موسيليني إلى أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم أثناء اجتماعهم بفرنسا كلمات حتى وان يتعدى عددها عن العشرة إلا ان ها تحمل في طياتها الكثير من المعاني وقد فهم الحاضرين ما يدور في فكر وعقل الفاشي . ترى كيف كان رد أعضاء الاتحاد الدولي عن طلب موسيليني ذلك ما سنتعرف عليه حالا بعد ان نستعيد أنفاسنا. جبناء الفيفا ما ان أنهى رئيس الفيفا من قراءة نص الرسالة التي دونها موسيليني حتى راح بعض من أعضاء الاتحاد الدولي للعبة يطالبون من رئيس الفيفا بالموافقة على هذا الطلب المهم في نظر هؤلاء أن لا تتوقف كأس العالم فتوقفها يعني فشل إقامتها يعني موت هذا المولود في مهده. لكن هل يعقل ان تتم الموافقة على طلب الرئيس الإيطالي وقد تم الاتفاق بمدينة أمستردام عام 1928 بان يتم التداول بين القارتين الاوروبية والأمريكية بإقامة نهائيات كأس العالم. اختيار فرنسا إرضاءً لموسيليني حتى وإن كان بعض من أعضاء الاتحاد الدولي اللعبة قد منح موافقته ان تقام البطولة بإيطاليا بالرغم من احتضانها الدورة الثانية لكن رئيس الاتحاد الدولي للعبة تقدم باقتراح لأعضاء مكتبه بإقامتها خارج إيطاليا في بلد مجاور لهذا الأخير وهو الطلب الذي لم يلقى أي معارضة من طرف الحاضرين وتمت الموافقة بان تحتضن فرنسا العرس العالمي الثاني في ظروف يمكن وصفها بالمشحونة جدا جدا. اختيار فرنسا كان على حساب الأرجنتين اختيار فرنسا لاحتضان البطولة الثالثة استحسنه موسيليني وهنا أعضاء الاتحاد الدولي للعبة لكن هناك من وصفه بالمشين ولا يخدم تطوير اللعبة وميثاقها الاولمبي.. وفور اختيار فرنسا لاحتضان البطولة الثالثة قررت الأرجنتين مقاطعتها على اعتبار أنها كانت مرشحة لتنظيمها وفق الاتفاق الذي ينص ان تقال كأس العالم بالتناوب ين القارتين الأمريكية والأوروبية. الأورغواي تتضامن من الأرجنتين تضامنا مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بنقل البطولة الثالثة من الأرجنتين إلى افرنسا قررت دولة الاوروغواي مقاطعة البطولة وقد أرسلت الحكومة الأورغوايانية مبعوثا عنها إلى الفيفا لملاقاة رئيسها الفرنسي جون ريمي يشتكي فيه إلى الحقرة والمعاملة السيئة التي يتعامل بها الاتحاد الدولي مع جميع المنتخبات المقيمة خارج اوروبا. الأرجنتين تفشل في جر البرازيل للمقاطعة إذا كانت الحكومة الأورغوايانية قد استجابت للطلب الأرجنتيني بان لا تشارك في البطولة الثالثة بسبب نقل البطولة إلى فرنسا بدل من الأرجنتين لكن على النقيض من ذلك فشلت الأرجنتين في جر حارتها البرازيل إلى صف المقاطعين. فقد أعلن متحدث من البرازيل أنها قرار الأرجنتين بمقاطعتها البطولة الثالثة يخصها وحدها فنحن دولة مستقلة ذات سيادة لذا نعلن مشاركتنا في البطولة. مشاركة منتخب الصامبا أحدث أزمة بين البرازيلوالأرجنتين احدث القرار الصادر من الحكومة البرازيلية بالمشاركة في مونديال فرنسا 1938 أزمة حقيقية بين الأرجنتينوالبرازيل حيث قررت الحكومة الأرجنتينية تجميد العلاقات السياسية لكن دون قطعها مع استدعاء السفير البرازيلي في بيونس ايرس ولمن لا يعرف هذا الاسم نقول له انه اسم عاصمة الأرجنتين. ومما جاء في الرد البرازيلي على نظيره الأرجنتيني ان إعلان مشاركة البرازيل في المونديال الثالث سيتم حتى وات تم نقل البطولة إلى أي يبد كان كونها غير معنية بذلك. هدف المنتخب البرازيلي كان تسجيل اسمها في النهائيات أما تتويجها بالكأس فكان في نظر البرازيليين ضربا من الخيال خاصة وان تلك البطولة كانت تقام في ظرف يمكن وصفها بالاستثنائية بسبب بوادر اندلاع حرب عالمية ثانية. منظم البطولة غير معني بالتصفيات من ين أهم القرارات التي اتخذها المجتمعون في مؤتمر باريس تأهل منظم البطولة مباشرة إلى الأدوار النهائية وهو القرار الذي لم يكن موجود في البطولة الثانية حيث أرغم منظم البطولة المنتخب الإيطالي على خوض لقاء فاصل ولحسن حظ الإيطاليين بل لحسن منظمي البطولة الثانية ان إيطاليا كسبت اللقاء الفاضل بفوزها على اليونان بنتيجة ساحقة 4/0 وإلا لكان مصير الدورة الثانية الفشل لغياب منظم البطولة وهو أمر غير منطقي وكما يقال: ما الفائدة من اقامة العرس بدون عريس. خصوصاً وان اللجنة المنظمة أدركت ان فشل الدولة المنظمة للبطولة في التأهل للنهائيات يعني خسارة مالية ضخمة وهو ما حاول الاتحاد الدولي تجنبه. ألمانيا النازية.. كما سبقت الإشارة إليه كانت البطولة الثالثة التي نحن بصدد الحديث عن قصتها إلى حد بعيد مؤشراً حقيقياً إلى نية ألمانيا شن الحرب على جيرانها الأوروبيين وتؤكد سجلات التاريخ الرياضي ان منتخب النمسا تأهل إلى النهائيات اثر تغلبه على لاتفيا وبسبب احتلال ألمانيا لجارتها النمسا توجب على الأخيرة الانسحاب وفقاً لقوانين الاتحاد الدولي. مفارقة مضحكة من المفارقات ألمضحكة لدورة فرنسا 193 ان منتخب ألمانيا المشارك في النهائيات ضم إلى صفوفه خيرة لاعبي النمسا الذين مثلوا ألمانيا ولعبوا تحت علم محتل بلادهم. الاحتفاظ بنظام خروج المغلوب على غرار الدورة الثانية التي حرت بإيطاليا 1934 اعتمد نظام خروج المغلوب إلى حين تأهل فريقين للنهائي وهو النظام الذي كان له الأثر السلبي على المستوى العام للبطولة على اعتبار ان جميع المنتخبات كانت متخوفة من تلقي هدفا سيقصيها من البطولة مبكرا. قتلى وجرحى في بيونس إيرس فور إسناد الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا حق تنظيم البطولة الثالثة إلى فرنسا شهدت كبريات المدن الأرجنتينية مظاهرات عارمة كرد فعل منهم عن الحقرة التي تعرضت له بلادهم من طرف الفيفا . المظاهرات تحولت إلى أعمال شغب اضطر البوليس الأرجنتيني إلى التدخل الأمر الذي خلف قتلى والآلاف من الجرحى. الحرب الأهلية منعت إسبانيا من المشاركة في التصفيات حرمت الحرب الأهلية التي اندلعت في إسبانيا من دخول غمار الأدوار التصفوية وهو الذي سبق للإسبان ان حضروا الدورة الثانية لكنهم خرجوا في الدور الاول. في لقاء جمع الرجلين قبل نصف سنة عن انطلاقة البطولة هتلر وموسيليني وحكاية المونديال والحرب على العالم وبما ان بطولة فرنسا الثالثة في تاريخ كأس العالم قد جرت فوق بركان ساحن سرعان ما انفجر بعد أشهر قليلة من انتهاء البطولة تقول مصادر تاريخية ان مصير لقب البطولة الثالثة فصل في مصيره خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الألماني هتلر والإيطالي موسيليني؟ واليكم أهم ماجاء في كلام الرجلين والذي تم تدوينه في كتاب يروي حكايات الرجلين قبيل انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية. هتلر : كأس العالم لك ياموسيليني والعالم لي موسيليني : سأعطيك كأس العالم المقبلة ونقتسم العالم بيننا كلام الرجل النازي اودولف هتلر لموسيليني اضحك هذا الأخير وراح يرد عليه سأعطيك كأس العالم التي سنفوز بها في فرنسا حيث سيصبح لنا اثنان لكن مقابل ذلك سنقتسم نحن الاثنين الاثنين العالم كله . هتلر: لا كأس العالم بفرنسا أنا الذي سأفوز بها وإذا ضاعت منا سأعلن الحرب على البلد الذي يهزمنا موسيليني: وإذا كان البلد الذي سيهزم ألمانيا في النهائي إيطاليا هل ستعلن الحرب علي . هتلر: نعم سأعلن الحرب على بلدك موسيليني: لا اضن ذلك فنحن إخوة هتلر: في الحروب لا توجد معنى الإخوة فمن يعرف فنون الحرب يكسب . موسيليني: وإذا كسبت المعركة أنا هلتر: إذا كأس العالم لك والعالم لي . تطالعون في الحلقة المقبلة: الطريق إلى فرنسا المباريات التصفوية والتي أفرزت تأهل بعض المنتخبات التي لم يسبق لها وان شاركت في الدورتين الأوليين ترى من هي هاته المنتخبات التي شاركت لأول مرة ومن هو المنتخب الذي شارك في دورة فرنسا ولم يشارك إلى حد اللحظة في المونديال؟ فكونوا في الموعد في الحلقة المقبلة.