القصور العتيقة بجانت... فضاءات معمارية عريقة تنتظر تصنيفها ضمن القطاع المحفوظ تشكل القصور العتيقة بمدينة جانت بولاية إيليزي التي شيدت في عهود غابرة واحدة من المعالم التاريخية والأثرية الشاهدة على عراقة هذه المنطقة الواقعة بأقصى جنوب شرق الوطني والتي تظل في حاجة إلى جهود إضافية لتصنيفها تراثا ماديا في إطار القطاع المحفوظ بما يضمن حمايتها والمحافظة على هذا الموروث الثقافي المادي الثمين الذي تكتنزه المنطقة. ق.م يتعلق الأمر بالقصور الثلاثة زلواز والميهان وأجاهيل التي تعثرت عملية تصنيفها لعدة أسباب وفي مقدمها تبعيتها لنظام الحبوس وهو الأمر الذي يستدعي القيام بالتحقيق العقاري بمساهمة المعنيين بما يساعد على القيام بمختلف أشغال الترميم ومن ثمة تعزيز الجهود لتصنيفها في إطار القطاع المحفوظ والمعالم التاريخية كما ذكر مدير الثقافة لولاية إيليزي مرسلي عبد الحميد. وفي هذا الشأن بادر الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للتاسيلي سنة 2011 بإعداد ملف لتصنيف القصور الثلاثة لمدينة جانت إلا أن وزارة الثقافة سجلت حينها جملة من التحفظات التي يتكفل بها ذات الديوان. وفي هذا الخصوص أوضح مدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للتاسيلي أسكوكاف الشيخ أن مصالحه تعمل لرفع تلك التحفظات سيما ما تعلق منها بعملية جرد أسماء العائلات التي كانت تقطن في السابق بهذه القصور القديمة وذلك بغية الإسراع في تصنيف هذه الفضاءات العمرانية التي تعد واحدة من المعالم الأثرية الهامة بالمنطقة التي تستقطب السياح. دعوات محلية ... لتصنيف قصور جانت ومن جهتها ترفع الجمعيات الثقافية وفعاليات المجتمع المدني بمدينة جانت دعوات في مختلف المناسبات بغية تصنيف هذه القصور والتي تعد وجهة سياحية بامتياز وموضوع دراسات طلبة الجامعات الجزائرية والمهتمين بالهندسة المعمارية الصحراوية. وأوضح في هذا الصدد الشيخ حساني أحد قاطني قصر الميهان أن هذا القصر العتيق يشكل بطاقة تعريفية لسكان مدينة جانت مما يتطلب ترميمه وتصنيفه . وأبرز المتحدث بالمناسبة البعد الروحي لهذا القصر العريق والمتمثل أساسا في المسجد العتيق الذي يتوسطه إضافة إلى الزوايا التي تعتبر منارات دينية لتعليم القرآن الكريم والشريعة. لوحة معمارية تقليدية أصيلة ويكتشف الزائر لعروس التاسيلي أزجر جوانب من أسرار فن العمارة التقليدية التي تميز القصور الثلاثة لمدينة جانت حيث يقع واحد منها بمدخلها (قصر أجاهيل) وآخر بوسطها ( الميهان) فيما يقع قصر زلزاز بالمخرج الشمالي لجانت مشكلين بذلك لوحة فسيفسائية يمتزج بها اللون الأبيض الناصع واللون الآجوري البني. و لطالما شكل ذلك النمط المعماري التقليدي التي يتميز قصور جانت التي شيدت بأدوات ومواد أولية على غرار الطين وسعف النخيل وغيرها موضوع دراسات لعديد طلبة الآثار والهندسة. وفي سياق ذي صلة وفي إطار مساعي مديرية الثقافة لولاية إيليزي إلى المحافظة على الموروث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة التاسيلي أزجر عموما يقوم القطاع بإعداد أشرطة سمعية بصرية وجمع صور لمختلف العادات وتقاليد مجتمع الإيموهاغ ((التارقي) بهذا الإقليم وذلك في إطار الترويج للتراث المحلي وترقية السياحة الثقافية. وتظل منطقة التاسيلي أزجر التي تعد أكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق في العالم قبلة للسياح الوطنيين والأجانب من شتى الجنسيات الذين يتوافدون على هذه المنطقة ذات الخصوصية السياحية بامتياز لإستشكاف والتمتع بكنوزها الأثرية من قصور عريقة ونقوشات ورسومات صخرية تعود لآلاف السنين وأيضا التمتع بما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة.