تزايد عدد الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم ** وزارة الدفاع: ندعو جميع من تبقى من العائلات وبقايا الإرهابيين للتوبة ف. زينب أكدت تقارير أمنية تزايد عدد الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم للسلطات العسكرية في الفترة الأخيرة ويظهر ذلك من خلال البيانات التي تصدرها وزارة الدفاع الوطني والتي تبرز هذا التزايد بشكل يومي فخلال الأسبوع الأخير من شهر أفريل سلّم 5 إرهابيين أنفسهم لمصالح الأمن ولم يقتصر الأمر على المسلحين فقط بل شمل أيضا عائلاتهم وهو ما يبشّر بنهاية وشيكة لجماعات الدم في الجزائر. وحسب ما نقله موقع كل شيء عن الجزائر فقد كشفت حصيلة وزارة الدفاع أن عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للقوى الأمنية قد زاد بطريقة ملفتة خاصة في منطقة الصحراء والمناطق الحدودية القريبة من شمال مالي والنيجر ومالي. إضافة إلى العناصر المسلحة التي لا تزال تنشط في مناطق شمال الوطن على غرار جيجل وبلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش 29 إرهابيا منذ بداية 2018 مقارنة ب 30 إرهابيا سلموا أنفسهم للجيش خلال كامل السنة الماضية 2017 وهو ما يوحي بنجاح الإستراتيجية الأمنية المتبعة لإقناع المسلحين بإلقاء السلاح والاستفادة من التدابير التي تضمنها قانون المصالحة الوطنية. وذكرت وزارة الدفاع في بيان لها صدر الأحد الماضي أن إرهابيا سلم نفسه وبحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف للسلطات العسكرية بتمنراست ويتعلق الأمر بالمسمى ر. السالك الذي كان قد التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2015. ويرجع متابعون للشأن الأمني استمرار عمليات استسلام الإرهابيين إلى إبقاء السلطات باب التوبة مفتوحا أمامهم من خلال إعادة تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والذي كان قد منح مهلة ستة أشهر للمسلحين لإلقاء السلاح إلا أن السلطات فضلت ترك الباب مفتوحا وهو ما أدى إلى حدوث نزيف وسط التنظيمات الإرهابية. ودعت وزارة الدفاع الوطني مرة أخرى من تبقى من الإرهابيين لاغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية على غرار الكثير ممن سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية. فخلال الفترة الممتدة من 20 إلى 29 أفريل سلّم ستة مسلحين منتمين إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة تمنراست أنفسهم بشكل متتال من بينهم قيادي بارز في التنظيمات الإرهابية التي تنشط بالساحل وتم توقيف أربعة إرهابيين في كل من تبسةوجيجل وقبل ذلك وخلال الشهر الجاري سلم 11 مسلحا أنفسهم للسلطات العسكرية أغلبهم ينشطون في كتيبة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بينهم أربعة خلال الأسبوع الأول من شهر افريل وتم توقيف إرهابي آخر في البويرة وثلاثة إرهابيين في برج باجي مختار. وكشفت صحيفة الخبر اليومية مؤخرا نقلا عن مصدر أمني على علاقة مباشرة مع الملف عن استسلام عدد مهم من الإرهابيين خلال الثلاثي الأول من العام الحالي خاصة في الجنوب والمناطق الحدودية القريبة من شمال مالي والنيجر كما سلّم سبعة إرهابيين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية مختلفة تنشط في منطقة الصحراء والساحل أنفسهم إلى الجيش مع بداية شهر أفريل الحالي. وذكر المصدر نفسه أنه في الثلث الأخير من سنة 2016 شرع الجيش الجزائري في تنفيذ خطة أمنية وعسكرية مدروسة تهدف إلى تقليص عدد الإرهابيين والتي تتمحور حول تقديم ضمانات للإرهابيين بخصوص استفادتهم من تدابير قانون المصالحة الوطنية الصادر عام 2005. وجاء ذلك بعد اتصالات سرية مع إرهابيين ينشطون في شمال مالي والنيجر بغرض إقناعهم بتسليم أسلحتهم ووضع حد لنشاطهم الإرهابي خاصة بعد تكثيف الجيش الجزائري ضرباته ضد الإرهابيين في المناطق الحدودية والصحراء. توبة جماعية.. الملاحظ أن الفرار من قبضة التنظيمات الإرهابية لم يعد يقتصر فقط على المسلحين بل امتد ليشمل عائلاتهم وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أصدرته السبت 28 أفريل 2018 تلقت أخبار اليوم نسخة منه عن تسليم عائلة الإرهابي ف. صالح نفسها للسلطات العسكرية بجيجل بالناحية العسكرية الخامسة بعد أن قررت كسر حاجز الخوف والتردد والدخول من جديد في مسار الحياة الطبيعية في المجتمع. وأشارت الوزارة إلى أنّ أفراد العائلة كانوا لحظة تسليم أنفسهم في ظروف اجتماعية متدهورة من حيث الصحة الجسدية والنفسية خاصة الأطفال الرضع حيث استفادوا من التكفل الكامل الذي قُدم لهم من طرف المصالح المختصة بتوفير العلاج واللوازم المساعدة على تلبية حاجياتهم المستعجلة. كما أكّدت أنّ أفراد العائلة عبروا عن ارتياحهم وعن استعدادهم للمساهمة اتجاه الأشخاص المترددين من أجل إقناعهم بإتباع النهج الصحيح والاستجابة لنداء العقل والضمير وتمكين عائلاتهم من تجاوز الحاجز النفسي والظروف المأساوية والعودة إلى أحضان المجتمع وفق نص البلاغ. ودعت وزارة الدفاع جميع من تبقى من العائلات وبقايا الإرهابيين للتوبة والرجوع إلى جادة الصواب والاندماج في المجتمع واغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والنسج على منوال من سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية في الآونة الأخيرة بعدما تأكدوا أن طريق الإرهاب مسدود وأن الحل هو التعجيل بالنزول والعودة للمجتمع قبل فوات الأوان .