في الوقت الذي تشهد فيه ضواحي مدينة مصراتة الليبية غربي طرابلس معارك عنيفة بين قوات المعارضة وقوات القذافي التي تشن هجمات مكثفة على المدينة، ذكرت تقارير صحفية أمس الأحد ان الإدارة الأمريكية بدأت عملية بحث مكثفة لإيجاد دولة تقبل باستضافة القذافي. وتفيد الأنباء بأن حالة من الإحباط تسود بين سكان المدينة المحاصرة منذ فبراير الماضي والتي تتعرض لقصف عنيف من قوات القذافي منذ أيام. وتصاعدت الانتقادات من سكان مصراتة لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" واتهموها بالفشل في حمايتهم من قوات القذافي. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن قوات القذافي قصفت المنطقة الصناعية في مصراتة بالعشرات من صواريخ غراد، تسبب في مقتل عدد من المدنيين خلال الايام الماضية. ويقول أطباء فى المدينة إنهم يواجهون صعوبات جمة فى التعامل مع عدد الضحايا جراء القصف. واعتبر متحدث باسم المعارضة المسلحة الليبية ان العقيد القذافي مصمم على إحداث أزمة انسانية كبيرة في مصراتة. وقال اللواء صلاح عمر عبد اله في مؤتمر صحفي ببنغازي إن على المجتمع الدولي ألا يتردد في حماية المدنيين. كما أعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة عن وجود قوائم بالأسلحة تم طلبها من الدول التي وصفها بالصديقة. وتشمل هذه القوائم الأسلحة الثقيلة. كما أعلن غوقة عن ترحيب المجلس الوطني الانتقالي برسالة زعماء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والتي تقضي بضرورة تنحي العقيد معمر القذافي عن الحكم. وقد أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن قوات الناتو تحتاج للتصرف بسرعة لمنع وقوع ما أسمه بمجزرة بشرية في مصراتة. جاء ذلك بينما بدأت قوات المعارضة الليبية محاولة جديدة للتقدم غربا باتجاه مدينة البريقة. وقالت وكالة "رويترز" إن العملية الجديدة تبدو محاولة من الثوار لاستعادة الأراضي التي فقدوها مؤخرا وفتح ممر يربطهم برفاقهم المحاصرين في مصراتة. كانت قوات القذافي قد كثفت طوال الأيام الماضية قصف الطريق بين اجدابيا والبريقة، وأفادت آخر التقارير بمقتل ستة من الثوار في قصف بالصواريخ استهدف قافلتهم على الطريق الساحلي السريع. وفي سياق متصل، رفضت حكومة تشاد مزاعم الثوار عن وجود ضباط ينتمون لجيشها يقاتلون إلى جانب القذافي وقالت انها طلبت من فرنسا مراقبة حدودها مع ليبيا. وفي الوقت الذي اعلن فيه المسؤولون الغربيون ان الحل في ليبيا لن يكون الا سياسيا، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان الإدارة الأمريكية بدأت عملية بحث مكثفة لإيجاد دولة تقبل باستضافة العقيد معمر القذافي. وقال ثلاثة مسئولين في إدارة الرئيس أوباما، انهم يحاولون إيجاد بلد لم يصادق على معاهدة روما، التي ترغم الحكومات المنضمة إليها على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية، من اجل إقناعه باستضافة القذافي. وفي باريس، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجي إن هناك احتمالا باستمرار النزاع في ليبيا لفترة طويلة. قبل ذلك، كان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبي قد قال إن بلاده لا ترى حاجة لقرار جديد من مجلس الأمن الدولي يسمح للحلف الأطلسي بمواصلة عملياته العسكرية في ليبيا. وأضاف جوبي أن الحلف يطبق قرار المجلس بشكل صارم في ليبيا وذلك ردا على منتقدي عمليات الحلف هناك. وفي برلين، قال وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الألماني اينر برودرله في تصريحات نقلتها مجلة ديرشبيغل إن حكومة برلين جمدت في الأسابيع الماضية حسابات بنكية للعقيد معمر القذافي بقيمة ستة مليارات دولار، استجابة من ألمانيا لمبادرة الاتحاد الأوربي بتجميد أصول القذافي.