أصبح في عصر العولمة والدرهم والدينار كلّ شيء للبيع أو قابلا للمساومة، وقد تأكّد ذلك جليا وبوضوح من خلال ما شنّته وتشنّه وسائل الإعلام الخليجية على أنظمة الحكم في تونس ومصر واليمن وليبيا وحاليا سوريا، حيث أظهرت بما لا يدع مجالا للشكّ أنها مأجورة تعمل وفق أجندة غربية تريد زعزعة الوطن العربي قيادة وشعبا، بل وتهدف إلى إدخاله في دوّامة من العنف المتواصل الذي لا يبقي ولا يذر، وهذا بدعوى مساندة الشعوب العربية التوّاقة إلى العدالة والحرّية· والحقيقة أنها دعوة إلى الفتنة وتحطيم الذات وتمزيق اللّحمة وكلّ الرّوابط التي بقيت بعد ذلك الاستهداف الذي تعرّض له الوطن العربي على امتداد قرون من قبل الغرب الحاقد وأعوانه في المنطقة، وفي مقدّمة ذلك دول الخليج العربي أو الفارسي والأصحّ الرّومي بعد أن أصبحت مياهه وأرضه مستباحة من طرف سفن أمريكا تجوبه كيف شاءت ومتى شاءت دون خجل أو وجل من أحد كائن من كان من أمّة العرب أو من أولئك الذين نصّبوا أنفسهم حماة الحقّ والحرّية والعدالة الاجتماعية التي تنشدها شعوب المنطقة، وطبعا باستثناء دول الخليج· إنني أدعو الزملاء والإخوة الذين ارتحلوا وحلّوا للعمل في الإمارات، قطر ودبي بحثا عن لقمة العيش والمال وأيضا عن الشهرة من خلال تسويق أجندة غربية مفروضة عن المنطقة الخليجية، إلى أن يراجعوا حساباتهم ويتّقوا اللّه في أوطانهم وفي أمّتهم، وأخصّ بالذّكر الإعلاميين الجزائريين العاملين في قناة "الجزيرة" من أمثال خديجة بن فنّة، فيروز زياني، مريم بلعالية وأيضا عبد القادر عيّاض، فهؤلاء جميعا قد آلمنا أن يعملوا وينفّذوا لا أقول ما لا يؤمنون به، لكن الذي لا تؤمن به كلّ الشعوب الحرّة وفي مقدّمتها الشعوب العربية الفطنة التي أدركت أخيرا أنه ليس هناك حيادا وموضوعية في شبكة "الجزيرة" وإنما هي تصفية حسابات، وللأسف يقوم بها إخوة وزملاء لنا بدلا عن أولئك أصحاب القناطير المقنطرة من الذهب والفضّة والدولار· فتعسا لعبدة الدرهم والدينار على حساب الكرامة والشهامة والنّخوة الجزائرية التي كانت وماتزال مضرب الأمثال في مشارق الأرض ومغاربها منذ الأزل وإلى اليوم·