اختتمت الدورة الأولى لمهرجان الصورة المؤسساتية والإشهارية، أول أمس، بقصر الثقافة، فعاليات بمشاركة العديد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص، ومسؤولي العلامات التجارية والمسوقين، مع توزيع الجوائز على الأعمال التي انتقتها لجنة التحكيم. جرى حفل الاختتام، بحضور وزير الثقافة والفنون زهير بللو، وقد انطلق البرنامج المسائي لليوم الثاني من المهرجان، بمداخلة قدمها الأستاذ مراد سنوسي، مدير مسرح وهران، عنوانها "من الشغف إلى الاحتراف: كيفية ابتكار صورة مؤسسة ثقافية"، مؤكدا أن تجربته بدأت منذ 7 سنوات بمسرح وهران، وتعاونه مع صديقه بمبلغ زهيد، لينجزا مسرحية عرضت بمركز "جون كندي" في واشنطن، ما يبرهن حسبه أن رأس المال ليس هو فقط من يصنع النجاح، علما أن هذا العمل ظل يعرض لمدة 16 سنة. قال سنوسي "وبما أنني ابن الباهية، فذلك ساعدني على الاحتكاك والولوج إلى مسرحها الجهوي، لتنطلق التجربة سنة 2017 بثمارها التي أتت من التنوع في العروض ومن العمل الجواري، والاستفادة من تقنيات الاتصالات وبحرية المبادرة والإنجاز، فقدمت للصغار "الأسد والحطابة" وللكبار "لعبة الزواج". قال أيضا، إنه استفاد من الخبرة الأجنبية ومن برامج المراكز الثقافية الأجنبية بالجزائر، ليدخل للمسرح عدة برامج، منها الموسيقى والرقص والرسم، ثم نوادي الشعر، فالمقهى الأدبي، ناهيك عن الدفع الإلكتروني والانفتاح على المجتمع الوهراني. توقف المتحدث أيضا عند تجربته مع المهرجان المتوسطي للمسرح في دورتيه بوهران، وبإمكانيات زهيدة خاصة، جلبت إعجاب الوفود الأجنبية. من جهة أخرى، أكد المتحدث، أنه يقدم برنامجا محترما يجلب الجمهور، هذا الأخير الذي سيحضر بكثافة للبرنامج الرمضاني المسطر ل2025، كما استعرض برامج الأطفال، حيث تم في العطل استقبال 1500 طفل يوميا، وفي الأيام العادية 500 طفل تقريبا، توظف فيها المقروئي، ما جعل "اليونيسف" تهنئ مسرح وهران. كما تحدث عن تعاونه مع المؤسسات الاقتصادية للتمويل، وهو ينتظر منها تمويل مركز علولة الذي يجمع فيه ألف وثيقة وصورة خاصة بمساره، وأشار أيضا إلى أنه يقوم بتأجير فضاءات بالمسرح، لأنشطة اقتصادية، مقابل مداخيل. "ماستر كلاس" في بنوك الصور بدوره، نشط إدريس ربعي "ماستر كلاس" عن الدور الاستراتيجي لبنوك الصور، موضحا أن بعض المؤسسات الاقتصادية وحتى الإعلامية، لا تزال تكرر نفس الصور الجاهزة، التي لا تقدم ميزة لمن يستعملها، لهذا تم استحداث بنك للصور خاصة لكل مؤسسة بعينها، ليكون لها صورها الخاصة المحفوظة بعقد ملكية، وهي حسبه- تعزيز للوجود البصري للمؤسسة وعلامتها التجارية، وكل بنك يتجدد كل 3 سنوات، كما أعطى نماذج للعديد من الصور خاصة بالمؤسسات، منها المخابر الصيدلانية ومتعاملي اتصالات وغيرها، وكذلك صور لشخصيات أو عمال من المؤسسة وأخرى. بعدها تم عرض الأفلام التي دخلت المنافسة، منها عرض فيلم "الإخوة لشهب" خاص بالمستثمرات الفلاحية الضخمة عبر الوطن، حتى الوصول إلى مؤسسة "لشهب لتعبئة الفواكه" بأقواو في البليدة، ثم فيلم آخر عن المدرسة العليا للأعمال بالجزائر، ثم فيلم "القرطبية بين الماضي والمستقبل"، يروي عراقة عائلة بن قرطبي في النجارة الفنية الإسلامية وخبرتها التي تعدت الحدود. عرض أيضا فيلم "إلى أمي"، أو صورة بألوان الورد، وكان قمة في تقنيات التصوير، خاصة من حيث الألوان والإضاءة، ثم فيلم "أفريكا" وكذا أفلام أخرى ترويجية لعدة مؤسسات، منها "كوسيدار" ، ثم "ديفاندوس" (مجمع الصناعات المحلية)، كما عرض فيلما عن أطفال مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين، وزيارة إيمان خليف لهم، من إنتاج "اليونسيف"، وكذا فيلم آخر عن صناعة الصوف التقليدية بمنطقة مسعد، وفيلم ترويجي خاص بالحملة الوطنية لمكافحة التبذير، وغيرها. توزيع جوائز المهرجان بعدها تقدم أسامة راعي، ممثلا للجنة التحكيم، ليؤكد أن المهمة كانت صعبة، علما أنه تم استقبال 90 فيلما مشاركا ذا جودة (اختير 14 فيلما)، مع الالتزام بكل المعايير التي حددت، بالتنسيق مع إدارة المهرجان، مشيرا إلى أنه لم يتم الأخذ بعين الاعتبار الماركات ولا المؤسسات، بل جودة العمل في حد ذاته، مع الالتزام بأصالة الفكرة والإبداع ومدى تأثير الفيلم ورسالته مع الجودة البصرية والإيقاع والمونتاج والحبكة والسرد وطريقة الكتابة. في فئة الفيلم في الاتصال الجماهيري، عادت الجائزة الأولى لمحمد رضا خليفة، عن فيلمه "ليزا"، أي المدرسة العليا لإدارة الأعمال، والثانية لايدير يفسين "إلى أمي"، والثالثة "القرطبية بين الماضي والمستقبل "ليانيس رمضان. في فئة الأفلام المؤسساتية، جاء في المرتبة الأولى "دوفتيس" لرضوان زعبوبي، والثانية "أفريكا" لبوزيدي عبد الرزاق و"كوسيدار" لشنان، وفي الفيلم التحسيسي، فاز بالأولى ياسين خلوفي في "صورة حرة" أو "صناعة الصوف بمسعد"، والثانية في "حملة ضد التبذير" لماسي تبلالي، والثالثة "أطفال مخيمات تندوف" لبلال محساس. فيما يخص الومضات الإشهارية، فازت بالأولى ياسمين شويخ عن "أوان"، والثانية لعزيز شنان عن "الخطوط الجوية الجزائرية"، والثالثة "سيفيتال" لسيد علي تنطوح. اختتمت اللقاء، مديرة المهرجان ورئيسة جمعية "تحيا سينما"، ظريفة مزنر، التي أكدت أن المهرجان كان فرصة من أجل إبراز المبادرات والإبداعات في مجال الصورة المؤسساتية، وتسليط الضوء على المواهب والمشاريع السمعية البصرية المبتكرة. للإشارة، فقد تضمن المهرجان، تنظيم حلقات نقاش وورشات عمل مفتوحة، وجلسات تفاعلية أطرها خبراء في العديد من المحاور، إلى جانب تخصيص فضاءات للشبكات وتبادل المواهب واللقاءات المهنية.