مبادرات بالجملة عبر التراب الوطني التكافل الاجتماعي يتعاظم في رمضان بالجزائر يعتبر شهر رمضان الفضيل من أكثر الشهور في السنة التي تسجل فيها أعلى نسب التكافل الاجتماعي والتضامن المجتمعي في الجزائر وذلك لعظم الثواب الذي خصَّ به الله تعالى هذا الشهر المبارك حيث جعل ثواب عمل الخير فيه مضاعفاً لأنه جلَّ في علاه يكون جواداً كريماً غفوراً رحيماً وله عتقاء من النار في رمضان مثلما صح في الحديث الشريف وهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين والذي حثنا فيه نبينا عليه أفضل الصلاة والسَّلام على فعل الخير والتكافل فيما بيننا حيث أنه كان أجود من الريح المرسلة في شهر الرحمة والغفران. عميرة أيسر الشعب الجزائري المسلم يحرص في شهر رمضان على الإحسان إلى الفئات والطبقات الاجتماعية الهشة سواء عن طريق التبرعات العينية التي يقدمها للجمعيات الخيرية المنتشرة على كامل التراب الوطني أو عبر المساهمة في إعداد وتجهيز موائد الرحمة المنتشرة عبر مختلف المطاعم التي تخصص حيزاً كبيراً من نشاطها اليومية في إعداد مختلف الأطباق التقليدية الشهية لإفطار الصائمين مجاناً وعابري السبيل ومن تقطعت بهم السبل بالإضافة إلى ما يقوم به الكثير من الشباب الجزائري المتطوع من أعمال يبتغون بها وجه لله عز وجل ويتقربون بها إليه كالوقوف على جوانب الطرق السَّريعة في مختلف أنحاء البلاد وهم حاملين لأكياس خاصة تحتوي الكثير من الأطعمة وقارورات المياه بغية إفطار الصائمين من المستعملين لهذه الطرق والذي لم يسعفهم الوقت والحظ في الإفطار مع عائلاتهم وخاصة إذا كانوا من الموظفين في ولايات بعيدة أو تجاراً...الخ. توطيد العلاقات زيادة على ذلك فإن مظاهر التكافل الاجتماعي تكون حتىَّ بين أفراد العائلات الجزائرية التي توطد علاقاتها فيما بينها من خلال تبادل الزيارات وخاصة في أوقات السهرات الرمضانية وتبادل الأطعمة والحلويات وهناك عائلات تقدم لفروعها المُحتاجة مبالغ مالية مجزية تعينهم على مواجهة أعباء ومصاريف هذا الشهر الفضيل التي زادت هذا العام بشكل كبير جداً وذلك نظراً لارتفاع أسعار مختلف المتوجات الاستهلاكية التي يقبل الصائمون على شرائها في شهر الرحمة والغفران وحتى المساجد والزوايا لها نصيب من حملات التكافل الاجتماعي وذلك من خلال حرصها على فتح أبوابها طيلة هذا الشهر للمحتاجين والفقراء وإطعامها للمصليين بعد صلاة المغرب كما هي عادة الكثير من المساجد في مختلف أنحاء الوطن بينما تقوم الكثير من البلديات في الجزائر وبشكل رسمي بتحويل الكثير من قاعاتها إلى مطاعم عامة لاحتضان الصائمين من المشردين والعمال الأفارقة وغيرهم. وكذلك تقوم الدولة بتقديم إعانات مالية تتراوح ما بين 4 آلاف إلى 10 آلاف دينار للعائلات المعوزة والفقيرة أو توزيع قفة رمضان كل سنة والتي تساهم إلى حد ما في التخفيف من معاناة الكثير من العائلات الجزائرية المعوزة التي لا يجد معيلوها أحياناً موارد مالية تقيهم ذلَّ السؤال ومرارة الحاجة والحرمان وبالتالي فبالرغم من كل المظاهر السَّلبية التي تطبع بعض الممارسات المشينة في هذا الشهر المبارك ولكن تبقى عمليات التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الجزائري واحدة من العلامات الفارقة فيه والتي تميزه عن الكثير من المجتمعات العربية أو الإسلامية الأخرى.