طلبة وموظفون وبطالون يسارعون لكسب الخيرات في شهر الرحمة والغفران يشهد شهر رمضان الكريم كل سنة مختلف مظاهر التآزر والتآخي والقيام بأعمال الخير كل بما استطاع تقديمه من صدقات وتبرعات... إلا أن رمضان يعرف أيضا وجها آخر من أعمال الخير... رجال ونساء من ساعات العمل إلى التطوع، ينذرون أنفسهم طيلة 30 يوما خدمة للصائمين عبر الطرقات وفي مطاعم الرحمة والشوارع دون أي ثمن سوى جمع "دعاوي الخير" وترسيخ مبادئ الرحمة التي بدأت تتلاشى في مجتمعنا. كافل اليتيم، ناس الخير ودير الخير وانساه.. جزائر الخير، أيادي الخير... كلها أسماء يبرز صيتها خلال رمضان فيما تقابلها أسماء أخرى لفتيات وشباب متطوعين ينذرون أنفسهم للعمل مجانا في فروع الهلال الأحمر الجزائري عبر مواد الرحمة والكشافة الإسلامية وجمعيات خيرية وحتى في مجموعات شبانية تنظم نفسها كل رمضان لتقديم الخير من قفة المحتاج ووجبات إفطار لعابري السبيل عبر الطرقات ومطاعم الرحمة، فالفرق بين الجمعية ومجموعة تطوعية، أن الأولى تملك اعتمادا لها للعمل، فيما أن الثانية تنظم نفسها تلقائيا وتنشط خلال المواسم والأعياد الدينية بمجهوداتها الخاصة. متطوعون كخلايا النحل يضحون بعطلهم السنوية من أجل فعل الخير من خلال تقربنا من جمعيات ناس الخير والمجموعات الشبانية التي تسهر على توفير لقمة الإفطار لعابري السبيل والمتشردين والمعوزين بالعاصمة، تأكد لنا حسب "أحمد" أن التحضيرات الميدانية تبدأ قبيل استقبال شهر رمضان الكريم بحوالي شهرين تقريبا، حيث يلتقي الشباب من فتيات وفتيان جلهم طلبة وموظفون وتجار لوضع مخطط للعمل الميداني وتنظيم الأفواج، كما يتم تقسيم العمل بينهم ويتم تكليف كل فوج بعمل معين يضيف المتحدث، الذي أكد أن التركيز يبدأ بالتقرب من المراكز التجارية المعروفة والناشطة على مستوى ولاية الجزائر، إلى جانب التجار والأسواق بغية جمع المؤونة الخاصة بقفة رمضان التي يتم تقديمها للمحتاجين، إلى جانب زيارة المذابح والجزارين لتزويد الجمعية باللحوم الحمراء والبيضاء، فيما تزور الفتيات المنازل والعمارات لجمع المؤونة من المحسنين وفاعلي الخير، بعدها يتم ملء القفف الخاصة بمؤونة العائلات المحتاجة لتوزع مع أول يوم من شهر رمضان الكريم على المحتاجين، بينما يقوم الفوج الآخر بتخصيص محل أو مستودع لتحويله إلى مطعم الرحمة بينما تقوم الفتيات بعملية الطهي خلال رمضان. وحسب محدثنا فإن معظم الفتيات العاملات والشبان يختارون شهر رمضان الكريم لأخذ عطلتهم السنوية من أجل التفرغ للعمل الخيري دون أن يتلقوا أي راتب، حيث يحرمون قضاء عطلتهم السنوية في الاستحمام والتجوال، ليقضوها بين المحتاجين والمعوزين أملا في الحصول على ثواب الخير. "دير الخير" القبة تفتح مطاعم الرحمة وشباب الرحمة حسين داي تطعم عابري السبيل شباب "دير الخير" القبة اعتاد كل شهر رمضان تنظيم مطعم الرحمة حيث يتم تخصيص فطور جماعي للمحتاجين والفقراء وعابري السبيل. وما ميز الأعوام الأخيرة هو المهاجرون الأفارقة والسوريون الذين يجدون في مطاعم الرحمة بابا للحصول على لقمة تقيهم جوع "صيام العام" كما يقولون هم وأطفالهم الصغار، حيث يقصدون مطاعم الرحمة بالعاصمة بكثرة ويتم تقديم لهم أحسن الخدمات من طرف الشباب المتطوع الذي يضحي بلحظة الإفطار وسط دفء العائلة من اجل إطعام هؤلاء. كما يقصد مطاعم الرحمة المهاجرون السوريون إلى جانب المعوزين والمتشردين ن ونفس العمل يقوم به شباب الرحمة بحسين داي الذين أنقذوا العديد من عائلات المهاجرين الأفارقة والسوريين من الجوع. «جزائر الخير" باب الزوار في قفة رمضان ومطاعم الخير وكسوة العيد جمعية جزائر الخير بباب الزوار وهي جمعية وطنية تنشط عبر مختلف ولايات الوطن، كانت كالعادة السباقة إلى فتح مطاعم الرحمة لعابري السبيل عبر عديد الولايات بعد أن قدمت قفة رمضان للمحتاجين، حيث تضم عددا هائلا من الشباب المتطوع الذي ينذر نفسه كل شهر رمضان للغير على حساب حياته الخاصة، وحضرت الجمعية قفة رمضان التي وزعت عن طريق الشباب المتطوع بعد تحضير قائمة بعدد العائلات المحتاجة عن طريق تسجيلها في الجمعية، إلى جانب فتح مطاعم الرحمة طيلة 30 يوما من رمضان الكريم لفائدة عابري السبيل والأفارقة، بينما تحضر حاليا لما يسمى بكسوة العيد التي سيتم توزيعها على أطفال العائلات المعوزة وحتى أبناء الأفارقة أيضا. تقوم جمعية كافل اليتيم لعين طاية عن طريق طاقمها الشباني بتوزيع 4000 قفة رمضان التي سلمتها المعوزين في بيوتهم تفاديا للحرج، كما قامت بخياطة 4 آلاف كسوة عيد في ورشتها الخاصة التي تضم النساء الأرامل، حيث يشارك في الجمعية الأرامل والمعوزون أيضا عن طريق استغلال مهاراتهم لتقديم المساعدة ضمن مشروع الأرملة المنتجة. «أيادي الخير" البليدة إطعام في الطريق السيار وسحور للمتشردين شبان وفتيات "أيادي الخير" البليدة قاموا بمبادرة استحسنها الجميع عن طريق توفير وجبات ساخنة ومياه معدنية في الطريق السيار لسائقي الطرقات، الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى منازلهم قبيل دقائق الأذان وقد لاقت المبادرة استحسان المسافرين، خاصة أنها تهدف إلى الحد من حوادث المرور عن طريق "لا تسرع فطورك لدينا في الطريق السريع"، خاصة أن الشباب المتطوع يفطر هو أيضا في الطرقات.. كما يقوم بتقديم وجبة السحور بالنسبة للمتشردين الذين لا يملكون مأوى ليبقى في الأخير هؤلاء الشبان الذين نذروا أنفسهم وضحوا بلحظات الإفطار وسط دفء العائلة من أجل إسعاد فقير وإطعام مهاجر دمر بلده باكملة وتقديم كسوة العيد ليتيم خير خلف لخير سلف. حتى الشرطة لا تتأخر في إفطار الصائم عبر الطرقات في إطار تعزيز أواصر التلاحم مع المواطنين ومن أجل احتواء ظاهرة حوادث المرور، تنظم مصالح الأمن عبر الولايات، عملية إفطار جماعي لفائدة مستعملي الطريق، تحت عنوان: "شهر رمضان دون حوادث"، وهذا كل يوم جمعة، طيلة هذا الشهر الفضيل، حيث سيتم توزيع الآلاف من الوجبات الإفطار على مستخدمي الطريق عبر عدة ولايات الوطن، على مستوى الحواجز الأمنية لاحتواء ظاهرة حوادث المرور والحد منها خلال شهر رمضان من جهة، وتقوية التقارب بين المواطنين والشرطة من جهة أخرى. للإشارة، تأتي هذه المبادرة في إطار تنفيذ توجيهات اللواء المدير العام للأمن الوطني التي تنص على ضرورة تعزيز مهام مصالح الأمن في مجال الوقاية والسلامة المرورية، كما تهدف إلى تثمين قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد الأمن الوطني ومختلف شرائح المجتمع لا سيما خلال شهر رمضان الفضيل.