ينتهزون رمضان لجلب استعطاف الناس المتسولون يتدفقون على شوارع الجزائر لاحظ الكل التدفق الكبير للمتسوّلين على شوارع العاصمة وهي ظاهرة باتت لصيقة بالشهر الفضيل وبسائر الأيام إلا ان وتيرتها تزداد في المواسم الدينية على غرار عاشوراء والمولد النبوي الشريف دون أن ننسى شهر رمضان المعظم الذي تحول الى شهر للتسول لدى هؤلاء بغرض الكسب السهل والسريع وجلب استعطاف الناس في أفضل الشهور لاسيما وأنهم يلهثون الى فعل الخير وكسب الثواب فلا يتوانون على مد يد العون الى المتسولين لكن يا ترى هل هؤلاء تحق فيهم تلك الصدقات أم أنها تمنح في غير مجراها الطبيعي ويتمسك المتصدق بعبارة النية هي الصح ولا أعلم بما يخفيه المتسول في جعبته وسريرته الامر الذي زاد من انتشار الظاهرة السلبية بتشجيع المتسولين والتصدق عليهم مما يمكنهم من جمع المال الوفير خلال رمضان وفي سائر الأيام. نسيمة خباجة انتشروا بالأماكن العمومية وبالساحات والأسواق والمساجد وزاد تعدادهم منذ بداية الشهر الفضيل وتضاعفوا مع الأيام الأخيرة وبداية العد التنازلي المقترن بفترة تقديم الزكاة كفرض لا يتوانى عن تأديته الجزائريون مثله مثل باقي الأركان الأساسية في الإسلام وهو ما شجع المتسولون على التسابق من اجل جمع الصدقات والظفر بمبالغ الزكاة من المتصدقين بحيث تزداد حرفتهم انتشارا خلال رمضان وينتشرون بالعشرات عبر الشوارع للبكاء والنواح والعويل واستعمال مختلف الأساليب للعب على عقول المواطنين الذين يشفقون على حالهم ويتصدقون عليهم. المساجد والأسواق وجهتهم المار عبر المساجد خلال رمضان يلاحظ الانتشار الكبير للمتسولين لاسيما في يوم الجمعة بحيث يكثر المصلون ولم تسلم حتى الفترات الليلية من انتشار هؤلاء تزامنا مع صلاة التراويح فالعمل او الحرفة المعهودة إن صح التعبير تمارس ليل نهار في شهر واحد في السنة يعود عليهم بمداخيل معتبرة وكانه تحول الى شهر التسول وليس شهرا للصيام والعبادة ونيل الثواب بل غيّر مجراه بعض الأصناف وحولوه الى شهر لأكل السحت والمعاصي ما يعكسه انتهاجهم للتسول بغرض الربح السهل. الأسواق هي وجهة أخرى لهؤلاء بحيث يغتنمون زحمتها للظفر بالصدقات من طرف المواطنين على اعتبار ان الأسواق تكون مليئة بالمتبضعين حسب ما يفرضه الشهر الفضيل وتكون مكانا لجمع القطع وحتى الأوراق النقدية التي قد تصل الى 500 و1000 دينار جزائري لأن الكثير من الجزائريين يفضلون مضاعفة إعمال الخير في رمضان لكسب الثواب إلا أنهم وعلى حسب ما يبدو أخطأوا في العنوان واستغلهم البعض وانتهزوا نواياهم الطيبة بغرض الانقضاض على جيوبهم. معارك طاحنة حول الأماكن الأعداد الهائلة للمتسولين عبر شوارع الجزائر في رمضان ادت الى حدوث أزمة في أماكن مزاولة الحرفة الأمر الذي ادى بدوره الى معارك طاحنة حول أماكن الظفر بالصدقات ومضاعفتها فكل متسول يبين سلطانه وملكيته لمساحة معينة وكأنها تدخل في ملكيته الخاصة ويمنع منعا باتا متسول آخر من الدخول اليها واقتحامها حتى ولو اقتضى الأمر استعمال العنف وهو ما لاحظناه امام أحد المحلات الراقية المختصة في بيع الحلويات الفاخرة بالعاصمة بحيث تعاركت متسولتان على مكان ممارسة التسول وادعت كل واحدة منهما ملكيتها للمكان واشتد الأمر الى حد التعارك بينهما بالأيدي مما أدى الى تدخل صاحب المحل لفض النزاع وقام بطردهما في الحال خاصة وأنهما يزعجان الوافدين الى المحل بإلحاحهما الشديد على التصدق عليهما وهو نفس الحال امام المساجد وبالأسواق والساحات العمومية بحيث احتل كل متسول مكانه الخاص الذي يأبى التفريط فيه بأي حال من الأحوال فرمضان يقبل مرة واحدة في السنة ويعولون على مضاعفة الكسب فيه بكل الطرق والأساليب الاحتيالية.