ينسلخن من الأنوثة لمجابهة الظروف نساء يزاحمن الرجال في التجارة الفوضوية بعد أن كانت التجارة الفوضوية حكرا على الرجال والشبان من مختلف الأعمار اقتحمتها في الآونة الأخيرة النسوة ورحن إلى افتراش الأرصفة والطرقات لبيع بعض المستلزمات بحيث تجردن من أنوثتهنّ وظهرن بهيأة تشبه الهيأة الرجالية بحيث عادة ما يلبسن الألبسة الرياضية ويصففن شعرهن مثل الرجال فالحرفة التي يمارسنها فرضت عليهن الانسلاخ من الطبيعة الأنثوية لامتهان التجارة مع مختلف الأصناف عبر الطرقات وهي ليست بالأمر الهين فالمهمة صعبة جعلتهن متشبهات بالرجال. نسيمة خباجة شاعت الظاهرة عبر أغلب ولايات الوطن فخلال رمضان راحت بعض النسوة الى الركض الى الشوارع من اجل ترويج مصنوعاتهن المنزلية ولم يعتمدن على أطفالهن كما كن سابقا فالحرية المطلقة دفعت بالمرأة الى امتهان البيع عبر الشوارع ما أدى بالسلطات المحلية الى اتخاذ بعض التدابير لحمايتهن وتخصيص مساحات لعرض منتجاتهن خلال رمضان على غرار الديول و المطلوع مثلما كان عليه الأمر في ولاية معسكر ولم تعد الظاهرة مقتصرة على ولاية دون اخرى بحيث ان الظروف الصعبة التي تتخبط فيها بعض العائلات دفعت بربات البيوت الى الخروج من اجل العمل وامتهان التجارة الفوضوية عبر الأرصفة مثلهن مثل ذلك الشاب الذي يسعى الى الاسترزاق ببيع بعض السلع والظاهرة زحفت حتى الى عاصمة البلاد بحيث انتشرت في الطريق المحاذي لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بساحة اول ماي بالجزائر العاصمة بعض النسوة اللائي رحن يعرضن بعض السلع البسيطة ولم يكن في هذه المرة ب الحايك أو الحجاب كما عهدنا عليه بالنظر الى حشمة البعض خاصة وأن الحرف الممارسة هي رجالية مائة بالمائة في مجتمعنا بل راحت النسوة الى اختيار الهيئة والتصفيفة الرجالية حتى يصعب علينا التفرقة بينهن وبين الرجال حسب ما يتوافق مع طبيعة التجارة الفوضوية عبر الشوارع التي تصعب حتى على الرجال فما بال النسوة. وهي ظاهرة جديدة وقفنا عليها حتى ان كل من يعبر كان يدقق النظر في هؤلاء النسوة اللواتي اصطفين هناك بمحاذاة طاولاتهن وجلب منظرهن العابرين الذين لم يعهدوا على تواجدهن هناك. انعدام فرص العمل سبب تلك المهن لم تأت من العدم بل أن شحّ فرص العمل دفع بالمرأة الى خلق حرف لم تكن معروفة من قبل وبذلك خرجت من مهنتها التقليدية عبر المنازل في تحضير بعض المصنوعات المنزلية وبيعها بالاعتماد على الأطفال أو تجار الحي واختارت أن تلج عالم التجارة الفوضوية وتروّج منتجاتها بنفسها عبر الأرصفة مادام أن التجارة تعود بالأرباح ومنهنّ من خرجت أصلا عن تلك الحرف المنزلية وراحت الى بيع سلع أخرى على غرار الخردوات او الأواني والمستلزمات المنزلية والملابس وجابهت مختلف الظروف الصعبة لأجل الحصول على عائدات تسد بها رمق العائلة مثلما أوضحته لنا عجوز كانت تجلس على الرصيف بالعاصمة إذ قالت أنه بعد وفاة زوجها لم تجد إلا الأرصفة لخلق مهنة تعود عليها ببعض العائدات حتى ولو كانت بسيطة لتوفر الخبز والحليب لأبنائها بحيث كانت تبيع بعض المستلزمات البسيطة المخصصة لغرف الحمام وعن الظروف قالت إن كل الباعة يحترمونها فهي في مرتبة امهم خاصة وأنها كانت تلبس الحجاب و العجار وعبرت بالقول انها تلتزم بستر نفسها لكي لا تظهر لعامة الناس فالناس أصناف ومعادن. رأي العنصر الرجالي اقتربنا من بعض الرجال لرصد آرائهم حول اقتحام النسوة لعالم التجارة الفوضوية بكل صعابها وسلبياتها ومدى القدرة على مجابهة ظروفها من طرف الجنس اللطيف فكانت آراء متباينة. يقول الشاب عادل: بالفعل اصطدمت بتلك المناظر على مستوى ساحة اول ماي ولم يعجبني الأمر فالمرأة اقتحمت كل الميادين إلا أن هناك مهن لا تليق بطبيعتها الأنثوية و هؤلاء النسوة يتشبهن في هيأتهن بالرجال وهو أمر سلبي ضف الى ذلك مختلف الصعاب التي تواجههنّ مع اصناف التجار فأنا شخصيا - يقول- لم تعجبني الظاهرة وهي تسيء للمرأة الجزائرية التي شاع عنها شغل المناصب المحترمة فالمهن الرجالية تبقى رجالية بكل ما تخفيه من مصاعب وتنازلات التي لا يقوى عليها أحيانا حتى الرجال فما بالنا بالنسوة. أما كريم في العقد الخامس فقال إن الحرفة لا تليق بهن وحسب ما رآه فإن بعض الأصناف من النسوة هن من تجرأن على مجالسة الرجال في تلك الحرف ما يظهر من الهيئة الخارجة عن المألوف ومن قصة الشعر فبعضهن شبه مسترجلات وأضاف انه يرفض ان تمارس امرأة من عائلته تلك الحرفة فالشوارع لا ترحم حتى العابرين فما بالنا بسيدة تمكث طيلة ساعات العمل من التاسعة صباحا إلى الرابعة مساء أمام طاولة البيع مهما كان نوع السلعة فهناك مهن لا تتناسب مع جنس المرأة ولا بد من تركها للجنس الخشن الذي يقوى على مجابهة الصعاب في أي مجال. اما السيد محمد في العقد السادس فقال إن التجارة هي تجوز للجنسين معا إلا أنه لابد ان تكون وفق أطر معقولة فلو كانت المرأة تمارسها في محل فلا حرج لكن أن تمارسها في طريق عمومي وتتعرض إلى الإزعاج والبهدلة فذلك امر خارج عن الأعراف الاجتماعية في الجزائر وقال إنه يحتار من بعض النسوة اللواتي يتشبهن بالرجال ويمتهن الحرفة عبر الشوارع وهي مواقف تجلب الحرج حسب رأيه خاصة واننا لم نألف تلك المناظر والحرفة هي أقرب الى الرجال.