رغم المضايقات ورفض المجتمع نساء يقتحمن عالم المهن الرجالية بكل جدارة تبقى بعض المهن محرّمة على النسوة بالنظر إلى الصعاب التي يواجهنها إلى جانب التهم التي تلفق إليهن وعلى رأسها تهمة المرأة المسترجلة التي تصدر من بعض الأفواه إلا أن بعض النسوة صرفن النظر على تلك الأمور وتجرأن على اقتحام بعض المهن الرجالية من بابها الواسع على غرار حارسات الأمن وسائقات تاكسي وحتى حرفة الكلوندستان باتت تمارسها بعض الشابات بعد أن كانت حكرا على الرجال. نسيمة خباجة لازالت بعض الأسر تناهض امتهان بناتها بعض المهن حتى ولو بلغن درجة عالية من العلم والتعلم بالنظر إلى ما يفرضه المجتمع من ذهنيات خاصة وأننا في مجتمع ذكوري محض يعطي للذكر الحرية في امتهان أي مهنة أما الفتاة فلا وتخضع إلى قيود في ذلك خاصة وأن بعض المهن تفرض المداومة ليلا بما يمس السمعة والشرف على حسب آراء البعض إلى جانب أن بعض المهن تفرض الاقتران والتواصل مع الرجال لساعات طوال وهي أيضا من المهن التي تنبذها الأسر الجزائرية وكان الاهتمام أكثر بمهنة التعليم التي يحبذها الكل خاصة وأنها تعطي استقلالية أكثر ولا يكون تواصلها إلا مع التلاميذ إلى جانب العطل المتتالية ما جعلها مهنة محبوبة جدا من طرف الأزواج الذين يحلمون بالزواج بمعلمة التي افتكت حصة الأسد في فرص الزواج المتهاطلة حتى من الرجال من فرضوا على زوجاتهم مهنة التعليم أو الجلوس بالبيت ورفضهم القاطع لأي مهنة أخرى. نساء برتبة حارسات أمن من المهام الموكلة لبعض الرجال القيام بحراسة المؤسسات عمومية كانت أو خاصة وبعض المصالح الإدارية وبعض تلك المصالح تفرض الاتصال المستمر مع المواطنين على غرار البلديات والبنوك ومختلف المصالح الإدارية فهو ميدان يشق حتى على الرجال بسبب بعض الصراعات اليومية والروتينية فما بالنا النساء إلا أن بعضهن عقدنا العزم على امتهان الحرفة وتحمل مصاعبها فبتنا نرى نساء بمداخل المؤسسات العمومية والخاصة والمستشفيات والسجون ومنهن حتى من ترتدي اللباس المخصص لأعوان الأمن حتى تفرض الانضباط أكثر من طرف الوافدين على تلك المصالح وهو ما حدثتنا به إحدى الحارسات في مؤسسة عمومية إذ قالت إنها تقوم بمهمتها مثلها مثل أي عون أمن بالمؤسسة وفي بادئ الأمر رأت بعض التمييز والرفض من طرف الزملاء بالنظر إلى كونها أنثى لكن بمرور الأيام تكونت ألفة بينهم وهم يدافعون عنها في بعض المواقف التي تتعرض فيها إلى الظلم من طرف بعض الوافدين ويستضعفونها لأنها امرأة كما قالت إن الكثير من الفتيات يلتحقون بالمؤسسة لإيداع طلبات العمل والالتحاق بمصلحة أعوان الأمن متى أتيحت لهم الفرصة لذلك حسب ما يُعلمهم المدير وختمت بالقول إنها مهنة شريفة وتمتهنها منذ 4 سنوات ولا (أرضى التفريط فيها)- تقول - خاصة وأنها ألفت العمل في جو أخوي مع اكتساب احترام الكل.
سيارات الأجرة ميدان آخر في سنوات مضت لم تكن المرأة حاضرة لقيادة سيارة الأجرة واستقبال الزبائن وكانت المهنة رجالية محضة على عكس اليوم بحيث اقتحمت النسوة مجال احتراف قيادة سيارات الأجرة واحترفنها كمهنة لكسب الرزق مثلهن مثل الرجال إلا أن المجتمع لازال لم يتعود على المرأة سائقة سيارة الأجرة ولازالت تتبعها النظرات عبر الطرقات من باب الفضول ومن باب التعجب أيضا كونها مهنة رجالية في مجتمعنا وهو ما عبر لنا به السيد محمد إذ قال إن اقتحام المرأة لحرفة سيارات الأجرة هو شيء جديد في مجتمعنا خاصة وأنها حرفة محتكرة من طرف الرجال من مختلف الأعمار شبان وكهول وحتى شيوخ كونها مهنة حرّة لكن اليوم بتنا نشاهد نسوة على الرغم من قلّتهن إلا أنهن مارسن الحرفة عبر الشوارع الكبرى للعاصمة وعن رأيه قال إنها مهنة صعبة على النسوة لاسيما وأن الناس أصناف والمرأة بطبيعتها تخاف وتضعف أمام المواقف الصعبة وعلى من تحترف المهنة انتقاء الزبائن انتقاء جيدا. الكلوندستان مهنة وعرة يخضنها حرفة أخرى انتقتها بعض النسوة من بين عشرات الحرف وهي الكلوندستان ذلك الميدان الصعب جدا إلا أن البطالة الخانقة دفعت بعض السيدات وحتى الأوانس إلى امتهان تلك الحرفة التي تضبطها ضوابط فمن ممتهناتها من يقتصر زبائنهن على الجنس اللطيف ولا يستقبلن في سيارتهن سوى النسوة أما أخريات فلا فرق لديهن بين ركوب امرأة أو رجل وذلك مكمن الخطر خاصة وأن الحرفة ساقت رجالا إلى أروقة المحاكم بعد أن أقحموا في قضايا مخدرات وحتى جرائم قتل لكن رغم تلك الوقائع لم تجد النسوة أي إشكال في اقتحام الحرفة وممارستها في ساعات النهار وهو حال إحدى الشابات التي خاضت المهنة في حيها بحيث تتعامل أكثر مع النساء وترفض التعامل مع الرجال وقالت إن النسوة وجدن الراحة أكثر معها ويتصلن بها لنقلهن إلى المناسبات العائلية وقاعات الحفلات وإلى مشاوير أخرى كالطبيب والمستشفيات وتضمن هي مدخولها بتلك (الكورسات) على حد قولها خاصة وأنها تخرّجت من الجامعة ولم تظفر بمنصب شغل قار وهي تسترزق من تلك المهنة إلى أن تجد منصبا آخر يوافق شهادتها الجامعية.