يزاحمن الباعة الفوضويين نساء يبعن الأكلات التقليدية في الأسواق دفع العوز والفقر والترمّل بالكثيرات إلى امتهان حرف عبر الشوارع ومجابهة الصعاب والاحتكاك بأصناف خطيرة عبر محطات النقل وبمحاذاة الأسواق وعبر الأرصفة والشوارع لضمان لقمة العيش وامتهن بيع المأكولات التقليدية التي ينتجنها بالبيت على غرار المحاجب والمطلوع إلى غيرها من المنتجات المنزلية بحيث تحدين كافة الصعوبات التي تتربص بهن على مستوى الشوارع من تحرشات وظلم وحقرة من طرف البعض لأجل كسب لقمة العيش وعلى الرغم من النظرات التي تطالهن من الغير إلا أنهن عكفن على مواصلة حرفهن لإنقاذ أسرهن من الضياع. نسيمة خباجة وترى هؤلاء النساء أن امتهانهن لتلك الحرف عبر الشوارع ليست بالشيء الهين وواجهن الصعاب من دون أن ننسى التعرض إلى المساومات من طرف البعض ونظرات الاحتقار والظلم التي يتعرضن إليها خاصة وأن الكثيرين لا يحتملون رؤية النسوة وهن يمارسن تلك الحرف ويرون اقتصارها على الرجال فقط من دون النظر إلى الظروف التي دفعت بهن إلى سوق امتهان تلك المهن عبر الشوارع والمعاناة التي يتجرعنها مع واقعهن المرير. حمنا عبر الشوارع لالتقاط تلك الصور المأساوية لنساء جابهن الصعاب وتحدين واقعهن المرير لأجل الاستمرار في الحياة ورحن إلى بيع مختلف الحاجيات عبر الأرصفة وواجهن كل أشكال العنف منهم "و" هي فتاة تجاوزت العقد الثالث بسنوات قليلة مطلقة وأم لثلاثة أطفال امتهنت بيع المحاجب عبر محطات النقل بالعاصمة واكتسبت زبائن كثيرون تلذذوا بما تصنعه أناملها إلا أنها لم تنف أنها تتعرض إلى ضغوطات خاصة وان الله تعالى حباها بجمال أخاذ إذ قالت أنها تتعرض في كم من مرة إلى المعاكسات والتحرشات التي تضايقها كثيرا وفكرت في كم من مرة على التوقف عن المهنة إلا أنها تجد نفسها قد عادت إليها خاصة وان لا دخل لها بعد طلاقها والنفقة التي يتهرب منها دوما زوجها لا تكفيها في تغطية بعض الحاجيات مما دفعها إلى الخروج إلى الشارع وتعرضها إلى المطاردات من بعض الأصناف الذين لا يحترمون المرأة ويرونها دوما ذلك الكائن الضعيف الذي لا حول ولا قوة له. أما السيدة "م" التي وجدناها تعرض المطلوع والمعارك بمحاذاة السوق فقالت أن المعاناة هي واحدة فنظرات الاحتقار والازدراء تلاحقهن من طرف الكل وكأنهن يجنين على المجتمع بخروجهن إلى تلك المهن التي تبقى شريفة في ظل انعدام فرص العمل والشغل، وأضافت أن الظروف القاسية هي من دفعتها إلى العمل ومواجهة بعض الذئاب البشرية التي تتربص بالنسوة للنيل منهن ومن شرفهن، وقالت أنها تقف لهم بالمرصاد خاصة وان غايتها الأولى والأخيرة هي كسب لقمة العيش وان الظروف الصعبة من دفعتها إلى التجارة عبر الشوارع رغم أنها مهنة تلاءم أكثر الرجال لكن ما باليد حيلة و"قلّة الشي ترشّي" على حد قولها.