الرب في رمضان هو الرب فيما بعد رمضان فاذا كانت السُبُل كلها تبذل فى رمضان لارضاء الله بقراءة القرآن ومساعدة المحتاجين ومداواة المرضى وتسهيل حاجات المحتاجين والهمّة العالية في كل أمور الدين .. فان الأمر يستوجب الاستمرار على ذلك بعد رمضان فتستقيم النفس وتسمو الروح ( فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ) هود :112 وقال صلى الله عليه وسلم : قل آمنت بالله ثم استقم . رواه مسلم فلئن كان فى رمضان الإكثار من قراءة القرآن فالجميل أن تستمر على سائر الشهور والأيام ولئن كان الخشوع فى الصلاة والإسراع إليها على وقتها في رمضان فان ذلك أوجب على الدوام ولئن كان العون والمساعدة للمرضى والمحتاجين في رمضان فإنهم أيضا _ هم أنفسهم _ المحتاجون بعد رمضان وعلى سائر الشهور والأعوام فليستمر لهم العطاء وليكن بعد رمضان معهم كل الوفاء ولئن كان البعد عن المحرمات في رمضان سمتا عاما للصائمين فأن الأمر لايختلف عنه بعد رمضان بل أن الأصل هو البعد عنها في كل زمان وأيا كان المكان . ولئن كان دعاؤك وإلحاحك على الله في رمضان لايتوقف فأن الإلحاح بعد رمضان مطلوب لعل الله يجبر الكسر ويرفع الهم ويعتق الرقبة ويفك الحصر ويحرر الأقصى . ثالثا : اجعل شعارك لن أنقض غزلى بعد رمضان إسأل ربك ثباتا بعد رمضان على ماكنت عليه وادعوه بقوة ومن قلبك : اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك اجعله شعارك ومنهاجك فى الثبات وعدم التبديل بعد رمضان فلا تهدم نفسك التى ربيتها فى رمضان على الحب لتحوّلها بعده الى البغض لاتتوقف عن الدعاء والصلاة فى المسجد والتسبيح والنوافل ولاتهجر قرآنك فحَمَلَة القرآن هم الذين تصدوا لليهود فى حرب الفرقان فى غزة العزة لاتستبدل قرائتك له بسماع الأغانى ولاتستبدل احسانك لوالديك بعقوقك لهما ولو بكلمة أف ولاتستبدل صبرك وتحملك ونَفَسَك الطويل _ الذي رباك عليه رمضان _ بيأس وقنوط ولاتستبدل حنانك ورأفتك بالمحتاجين والمرضى في رمضان بنفور وبُعد بعد رمضان ولاتستبدل صفاء القلب من الحقد والحسد الذي تربيت عليه في رمضان بغلّ وحقد وحسد ومحاربة الناس بعد رمضان ولاتستبدل لين الجانب وحسن الخلق الذي سموت به في رمضان بسوء أخلاق وطول لسان بعد رمضان ولاتستبدل حبك لزوجك وأبنائك ورحمتك بهم في رمضان إلى قسوة معهم وغلظة وسوء عشرة وهوان .