تشهد المملكة العربية السعودية حاليا تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية الحيوية أبرزها وأجلّها مشاريع تطوير المقدسات الإسلامية الحرمين الشريفين ومنطقة المشاعر المقدسة ما يساهم في أمان وراحة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق إلى بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ومشروع قطار الحرمين هو أحد هذه المشروعات العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خدمة للإسلام وعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما وهو إضافة نوعية لمنظومة النقل بالمملكة حيث يوفر التنقل الآمن والسريع وبأعلى مستويات الكفاءة للحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين على حد سواء مجسدا الغاية الاستراتيجية منه تحقيقا لرؤية المملكة 2030. ولهذا المشروع أهمية استراتيجية ويحظى باهتمام عالمي كونه ينجز في أطهر بقاع العالم ويربط المدينةالمنورةبمكةالمكرمة قلب المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومهد الإسلام مرورا بمدينتي جدة والملك عبد الله الاقتصادية برابغ ومطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد وذلك تيسيرا لأداء مناسك الحج والعمرة. ولئن كان الهدف من إقامة هذا الصرح الذي يعد مفخرة للعالم الإسلامي هو - في المقام الأول - تأمين وسيلة نقل سريعة ومريحة وآمنة للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين خلال مواسم الحج والعمرة فإن له _ بحسب دراسة جدواه _ فوائد ومزايا اقتصادية وبيئية واجتماعية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تشغيل ما يفوق 2000 وظيفة تقليل التلوث الناتج عن عوادم السيارات وتخفيف الضغط والزحام على الطرق وتقليل الحوادث المرورية. ويستهدف مشروع قطار الحرمين الذي يبدأ تشغيله التجاري رسميا في شهر سبتمبر 2018 نقل حوالي 60 مليون راكب سنويا بعد استكمال المشروع. وقد انطلقت في يونيو الماضي أولى الرحلات التجريبية للقطار بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مرورا بمحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ في حين ينتظر الانتهاء من محطة جدة الرئيسية في القريب العاجل وكذلك محطة مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد التي سيرتبط تشغيلها مع التشغيل الرسمي للمطار. يذكر أن مشروع قطار الحرمين هو عبارة عن خط حديدي كهربائي مزدوج بطول 450 كلم لربط المدينتين المقدستين (مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة) ويقطع المسافة بينهما بسرعة عالية تبلغ (300 كلم / الساعة) وصمم لخدمة عشرات الملايين من الركاب من خلال 35 قطارا بسعة 417 مقعدا للقطار الواحد وهو مجهز بأفضل وسائل الراحة ويعمل وفق أحدث نظم التشغيل العالمية. وتوصف محطات قطار الحرمين بأنها تحف معمارية مستوحى من الثقافة والتراث المحليين ومصممة على أفضل المعايير العالمية لمحطات القطارات السريعة. تحتوي كل واحدة منها على صالة قدوم ومغادرة وصالة لكبار الشخصيات بالإضافة إلى مسجد ومركز للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية وأرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب ومواقف للسيارات. وتم تغطية المبنى كذلك بنظام الحريق والإطفاء الذي يعمل على التحكم والمراقبة عن طريق غرفة التحكم الرئيسة مضافة إليها مولدات احتياطية موزعة على مرافق المبنى. وبعد تحقق حلم قطار الحرمين لا شك أن هناك خططا أخرى لتطوير هذا المشروع وتحقيق إنجازات أخرى أكبر وأكثر شمولا في ظل توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكومة بمواصلة الجهود لتحقيق أعلى مستوى من الخدمات للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة .