عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له: أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم. فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار حبر من أحبار اليهود عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله؟ فقال اليهودي: إنّما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي . فقال اليهودي: جئت أسألك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينفعك شيء إن حدثتك؟ . قال: أسمع بأذني. فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه. فقال: سل . فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم في الظلمة دون الجسر . قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: فقراء المهاجرين . قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون . قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها . قال: فما شرابهم عليه؟ قال: من عين فيها تسمى سلسبيلاً . قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبيّ أو رجل أو رجلان. قال: ينفعك إن حدثتك . قال: أسمع بأذني. قال: جئت أسألك عن الولد. قال: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله . قال اليهودي: لقد صدقت وإنك لنبيّ. ثم انصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به