أطلقت جمعية "الجاحظية" مؤخّرا، مجلتها "استهلال". وتضمّن عددها الأوّل لسنة 2025، بعض نشاطات الجمعية، وكذا التظاهرات الثقافية عموما، والإصدارات، ومساهمات المثقفين والأدباء، وغيرها من شؤون الفكر والثقافة والفن في بلادنا. تضمّن العدد الأول من المجلة وقفات عند الكثير من المعارض والندوات والقراءات، مع استمرار برنامج "أطفال غزة" الذي تنظّمه "الجاحظية" للموسم الثاني على التوالي، ومتابعات أخرى في الرواية والشعر والفكر والمسرح والسينما والشريط المرسوم والفنون التشكيلية وغيرها. وجاء في كلمة العدد التي وقّعها الكاتب عبد الحميد صحراوي (مسؤول النشر ورئيس "الجاحظية ")، أنّ الجمعية لاتزال تحتفظ بجميل من سبقوا من المؤسّسين، وعلى رأسهم الطاهر وطار ويوسف سبتي رحمهما الله. وكذلك الحال مع من بقوا أوفياء للجاحظية، ومع من التحقوا بها لأوّل مرة بعد عودة نشاطها. وأكّد كاتب الافتتاحية أنّ فكرة "استهلال" جاءت بعد النجاح الذي تحقّق العام الفارط ببرنامج "أطفال غزة" ، والذي تضمّن إقامة معارض وندوات ومحاضرات وعروض أفلام ومسرحيات استمرت على مدار السنة، وبالتالي فإنّ "استهلال" هو مواصلة لهذا النشاط، حسب الأستاذ صحراوي، لكن بنفَس جديد، هدفه التعريف بكتّابنا الكبار، وتشجيع القرّاء. ثم جاءت فكرة هذه النشرية لتواكب النشاط الشهري للجمعية والحدث الثقافي عموما، بعيدا عن التخصّص والدراسات الأكاديمية (كما كانت مجلة "التبيين" التي صدرت عن "الجاحظية" سابقا). وسجّل العدد عدّة تظاهرات أقامتها الجمعية؛ مظاهرات11 ديسمبر 1960، وعيد الثورة، وغيرهما من المناسبات الوطنية. كما توقف عند "أسماء معروفة في الجاحظية" ، منها الناقد عبد الباقي هزرشي، ومحمد ساري، وإنعام بيوض، وحفيظ دراجي، والسينمائي خالد كبيش، الذي وعد بعرض حصري لفيلمه الجديد "من أجل حسناء" بمقر "الجاحظية"، وكذلك المسرحي عبد الحميد رابية، والطاهر ومان، وسعدي بزيان، ولمين بحري، والمطرب سليم الشاوي، وتونس آيت علي التي عرضت مجانا عملها "ألو" بالجاحظية رمضان الفارط، إضافة إلى أساتذة أكاديميين، وممثلي الجالية الفلسطينية بالجزائر وغيرهم. وتوقف العدد، أيضا، عند تظاهرة "تضامن" التي لايزال برنامجها "أطفال غزة" ، مستمرا للموسم الثاني؛ حيث تمّ تخصيص الكثير من النشاطات لتعريف الجمهور بما يعانيه الشعب الفلسطيني. كما لايزال معرض غزة مفتوحا برواق "محمد خدة" ، وبقاعتي "سبتي" و«وطار" ، وبه الكثير من اللوحات التشكيلية من توقيع عدة فنانين منهم إبراهيم شعباني. ولوحات أخرى لمجموعة من الشباب بعنوان "الجزائر –غرنيكا- غزة"، مستوحاة من لوحة بيكاسو التي رسمها تنديدا بمجازر النازية في قرية غرنيكا بإسبانيا. واحتفت المجلة، أيضا، بالروائي والمترجم السعيد بوطاجين؛ عرفانا بمسيرته الإبداعية مع عرض بعض أعماله ومقالاته في معرض ببهو المقر. كما اقترح العدد بعضا من الروايات الجديدة في تقديم راق؛ منها رواية "منام القيلولة" لأمين الزاوي، إضافة إلى متابعات أخرى في المسرح؛ منها مسرحية "ثائرون" تحت عنوان "عظمة المقاومة الشعبية في منطقة القبائل"، وفيلم شكيب طالب بن زياد، ومساحة أخرى للسير؛ منها سيرة الشاعرة والمناضلة "أنا غريكي" للكاتب لزهاري لبتر، مع وقفة أخرى لآخر إصدارات مجلة "نقد" وما فيها من ملفات ودراسات؛ منها حرب الإبادة في غزة، وما كتبه دحو جربال في "الحياة والموت في غزة" ، بمشاركة أقلام جزائرية وعربية وأجنبية. ويحضر بالعدد، أيضا، الفن التشكيلي؛ من خلال معرض محمد خدة، وكذا معرض عبد القادر حنيفي المختص في الألوان المائية التي يجيد توزيعها والتعبير بها. ثم ركن "الحكواتي" من خلال حكايات وألوان مع ماحي الصديق، الذي قدّم، مؤخرا، عرضه بالجاحظية بعنوان "قراءة في نص عبد القادر".