أسواق النفط تترقب نتائج الاجتماع الحاسم ** كيف سيتعامل اجتماع الجزائر مع ضغوطات ترامب؟ ن. أيمن تتجه أنظار أسواق النفط إلى اجتماع الجزائر الذي ينعقد اليوم الأحد بمشاركة الدول المنضوية في اتفاق أوبك + الذي تقوده موسكو والرياض وسط حالة من الترقب لنتائج هذا الاجتماع الحاسم ومن المتوقع أن يبحث المشاركون في الاجتماع قضية ضخ كميات إضافية من الخام إلى أسواق النفط في ظل مخاوف من حدوث عجز في معروض النفط مع دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في نوفمبر القادم. ووصف متتبعون اجتماع الجزائر ب الأخطر والأكثر حسما لمستقبل أسعار النفط في الفترة الحالية ويُرتقب أن يلقي بظلاله على أسواق البترول لأشهر عديدة.. وتبحث منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول غير أعضاء بالمنظمة في الجزائر احتمال زيادة جديدة في إنتاج النفط قدرها 500 ألف برميل يومياً لتعويض انخفاض إمدادات إيران بسبب العقوبات الأمريكية وفق مصادر رويترز . ويأتي هذا الاجتماع بعد ضغوطات متكررة مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إضافة إلى طلبه المباشر من السعودية زيادة إنتاج النفط وإعلانه موافقة الأخيرة على طرحه. ويسعى ترامب إلى خفض أسعار الوقود في الولاياتالمتحدة قبيل انتخابات الكونغرس في أكتوبر المقبل. وبموازاة ذلك أعاد ترامب فرض العقوبات على اقتصاد إيران بما فيه صادراتها النفطية ما يعني انخفاض المعروض الدولي وارتفاع الأسعار. ولضمان حصر التأثيرات أمر ترامب السعودية بزيادة إنتاجها مليوني برميل يومياً. وتريد واشنطن وقف صادرات النفط الإيرانية تماما بحلول نوفمبر وهي تشجع المنتجين مثل السعودية وغيرها من أعضاء أوبك وروسيا على ضخ المزيد لتغطية النقص. وفي جويلية الماضي اتهم ترامب أوبك بدفع أسعار الوقود إلى الصعود وقال على حسابه الشخصي في موقع تويتر : يجب على أوبك المحتكرة أن تتذكر أن أسعار البنزين مرتفعة وأنهم لا يفعلون شيئا يذكر للمساعدة. هم يدفعون الأسعار إلى الارتفاع بينما الولاياتالمتحدة تدافع عن الكثير من أعضائها (أوبك) مقابل القليل جدا من الدولارات... هذا يجب أن يكون طريقا في اتجاهين. خفضوا الأسعار الآن! . وفي أواخر 2016 توصلت أوبك وروسيا وحلفاء آخرون إلى اتفاق لخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً. لكن بعد أشهر من تخفيضات في الإمدادات بأكثر مما يدعو إليه الاتفاق اتفقوا في جوان على زيادة الإنتاج عبر العودة إلى مستوى امتثال عند نسبة 100 في المئة من التخفيضات ويعادل ذلك زيادة للإنتاج قدرها نحو مليون برميل يومياً. وقال المصدر ل رويترز إن المناقشات الحالية لم تنته بعد لكنها ستعني أن منتجي النفط سيحتاجون إلى خفض مستوى الامتثال إلى أقل من 100 في المئة. وارتفعت أسعار النفط قليلا مساء الجمعة في تعاملات قوية متقلبة تخلت فيها عن معظم مكاسبها التي سجلتها في وقت سابق من الجلسة بفعل أنباء بأن منتجين كبار سيدرسون زيادة في الإمدادات بعد يوم من توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سهام الانتقاد مجددا إلى منظمة أوبك. وينتظر المستثمرون ليروا ما إذا كانت أوبك ومنتجون رئيسيون غير أعضاء بالمنظمة سيقررون ضخ المزيد من الخام لتعويض انخفاض في الإمدادات من إيران حال سريان المزيد من العقوبات الأمريكية في الرابع من نوفمبر. ومن طوكيو قال رئيس رابطة البترول اليابانية إن شركات التكرير في البلاد أوقفت تحميلات الخام الإيراني مؤقتا قبل فرض العقوبات الأمريكية وأصبحت تشتري خامات بديلة في الوقت الذي لم يتضح بعد ما إن كانت اليابان ستحصل على إعفاء من العقوبات. وقال تاكاشي تسوكيوكا رئيس رابطة البترول حين سئل عما إذا كانت شركات التكرير اليابانية تخطط لوقف التحميلات الإيرانية من أكتوبر: أرى أن كل شركة تتخذ نفس الموقف وتعلق مؤقتا (التحميلات) وتراقب الوضع بعناية . غير أن تسوكيوكا الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة إديميتسو كوسان لم يعلق على تفاصيل رد فعل كل شركة من شركات التكرير. وتقول شركات تكرير كثيرة في اليابان رابع أكبر مستهلك للنفط في العالم إنها مجبرة على وقف الواردات تماما من أحد أهم مورديها على عكس ما حدث في الجولة السابقة من العقوبات حين اكتفت بتقليص الواردات من إيران. على خط مواز قال مصدران في قطاع النفط يوم الخميس إن الهند ستقوم بتسوية مدفوعات الخام الإيراني باستخدام الروبية عبر بنوك محلية بدءا من نوفمبر في الوقت الذي ستصعب تسوية تجارة النفط عبر البنوك الأوروبية بسبب العقوبات الأمريكية على طهران.