في المدينةالمنورة على سكانها أفضل الصلاة والسلام تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم عن وعد الله الحق موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل والمسارعة الى الخيرات ومجانبة المحرمات. وقال: إن الله وعدكم وعد الحق ولا خلف لوعده ولا معقب لحكمة وعد عبادة الطائعين بالحياة الطيبة في دنياهم ووعدهم بأحسن العاقبة في اخراهم يحل عليهم رضوانه ويمتعهم بالنعيم المقيم في جنات الخلد مع النبيين والصالحين الذين اتبعوا الصراط المستقيم أي لو انهم آمنوا بالقرآن وعملوا به مع إيمانهم بكتابهم من غير تحريف له لأحياهم الله حياة طيبة في الدينا وأدخلهم الله جنات النعيم فالله تعالى بلطفه وكرمه ورحمته وقدرته يتولى أمور عباده الطائعين ويدبرهم بأحسن تدبير في حياتهم وبعد مماتهم. وأضاف فضيلته قائلاً: إن المؤمنين يشاهدون ما وعدهم ربهم في حياتهم الدنيا ويتتابع عليهم ثواب الله وتتصل بهم وتترادف عليهم آلاء الله كما قال عز وجل (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وسيجدون في الآخرة الأجر الموعود والنعيم الممدود لقوله تعالى(أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ). وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن النفس لا تسلم من الجهل إلا بالعلم النافع الذي جاءت به الشريعة ولا تسلم من الظلم إلا بالعمل الصالح ولابد للمسلم أن يرغب إلى الله دائماً ويدعوه لصلاح نفسه فعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها) رواه مسلم. ونبه الشيخ الحذيفي من الشيطان لأنه له مع ابن آدم سبعة أحوال فهو يدعوه إلى الكفر والعياذ بالله فإن استجاب الإنسان فقد بلغ منه الشيطان الغاية وضمه لحزبه وإن لم يستجب للكفر دعاه للبدعة فإن نجا من البدعة بالاعتصام بالسنة والمتابعة للكتاب والسنة دعاه للكبائر وزينها له وسوّف له التوبة فتمادى في الكبائر حتى تتغلب عليه فيهلك فإن لم يستجب له في الكبائر دعاه إلى صغائر الذنوب ويهونها عليه حتى يصرّ عليها فتكون بالإصرار كبائر فيهلك لمجانبة التوبة فإن لم يستجب له دعاه إلى الاشتغال بالمباحات عن الاستكثار من الطاعات وشغله بها عن التزود والاجتهاد لآخرته فإن نجا من هذه دعاه بالاشتغال بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة لينقص ثوابه فإن الأعمال الصالحة تتفاضل في ثوابها فإن لم يقدر الشيطان على هذا كله سلط عليه جنده وأتباعه بأنواع الأذى والشر مبيناً أنه لا نجاة من شر الشيطان إلا بمداومة الاستعاذة منه بالله ومداومة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات جماعة فهي حصن وملاذ.