* 11 مليار دينار للتحسين الحضري استعدادا لتظاهرة 2011 شددت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي يوم الخميس بتلمسان على ضرورة المحافظة على الوجه الأصلي للمعالم الأثرية والمرافق الثقافية التي تمسها أشغال الترميم والتهيئة، مشيرة إلى أن وزارة الثقافة »تولي عناية خاصة للطابع الأصيل لكل معلم تاريخي وهي تعمل على البحث عن كنوزه المغمورة من نقوش وزخرفة من أجل إعادة إبرازها وتثمينها«.. أفادت تومي خلال زيارتها التفقدية لولاية تلمسان في إطار التحضيرات للتظاهرة الدولية »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011« أن أشغال الترميم والتهيئة قد أسندت إلى مؤسسات ومكاتب دراسات وطنية متخصصة تعتمد في عملها على تقنيات وأساليب خاصة ومواد »تتلاءم مع طبيعة كل مبنى للحفاظ على نمطه المعماري وهيكله الأصلي«. وأضافت الوزيرة أن هذه الجهود قد بدأت تعطي ثمارها على مستوى بعض المعالم التاريخية مثل مسجد »بني عشير« ببلدية بني سنوس والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر ميلادي، حيث سمحت الأشغال به بالكشف عن مظاهر معمارية قديمة كانت مغمورة. ويتضمن مسار بني سنوس عدة معالم تاريخية منها على الخصوص مسجد »تافسرة« ومسجد »الخميس« الذي عرف تحولات عديدة في عهد الفاطميين ثم الموحدين والزيانيين قبل توسيعه عشوائيا إبان الإستعمار الفرنسي. وذكرت السيدة خليدة تومي أن هذه العمليات التوسيعية المنجزة بالاسمنت المسلح أصبحت تشكل »تهديدا على الجزء القديم من المسجد«، وأن »الضرورة تستدعي اليوم اتخاذ كل التدابير لحماية هذا المعلم التاريخي بإشراك مكاتب دراسات ذات اختصاص«. كما عاينت الوزيرة ببلدية منصورة أشغال إنجاز قصر الثقافة الذي سيحتضن العديد من النشاطات المدرجة ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية. وبعين المكان، قدم مسؤولو مختلف المشاريع الجاري إنجازها شروحات وافية عن كل مشروع لاسيما منها مركز الدراسات الأندلسية الذي خصص له مبلغ يقدر ب 400 مليون دج، حيث تعرف أشغاله »وتيرة مرضية« إلى جانب المكتبة الولائية وأروقة المعارض ومسرح الهواء الطلق الذي انطلقت أشغاله مؤخرا وكذا قاعة سينما »كوليزي« التي تشهد أعمال تهيئة واسعة. وأكدت الوزيرة بعد استماعها لمختلف العروض على »ضرورة تكثيف الجهود لإتمام مختلف المشاريع في الأجال المحددة تحسبا للسنة المقبلة«. وفي سياق ذي صلة، خصصت وزارة السكن والعمران لفائدة ولاية تلمسان مبلغا قدره حوالي 11 مليار دج للمساهمة في التحسين الحضري استعدادا لتنظيم تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011« حسبما أفاد به مساء الخميس السيد نور الدين موسى. وأضاف وزير السكن والعمران خلال مرافقته لوزيرة الثقافة في زيارة تفقدية لولاية تلمسان »أن الوزارة قد أخذت على عاتقها عمليات التحسين العمراني عن طريق القيام بأشغال التهيئة والتزيين للمحيط الخارجي للمدينة بتبليط الأرصفة وتدعيم الإنارة العمومية وتجميل الشوارع والأحياء السكنية«. كما أضاف في نفس السياق أن هذه العمليات سترافق المشاريع الهامة المدرجة ضمن التحضيرات الخاصة بالتظاهرة الدولية المذكورة بغية تقديم أحسن صورة لضيوف الجزائر. وأضاف الوزير أن زيارته للولاية تقتصر على الجانب الثقافي للبحث عن سبل مساعدة القطاع في التحضير لهذه التظاهرة وإتمام جميع المشاريع المسطرة والمسارات الثقافية المبرمجة. وقد تم بالمناسبة تفقد بعض المشاريع الثقافية منها تهئية الموقع التاريخي للمنصورة الذي يتربع على مساحة 16.5 هكتار ويتطلب أكثر من 710 مليون دج للقيام بعمليات تهيئة المحيط والتطهير والإنارة العمومية وخلق فضاءات للراحة والتسلية، بالإضافة إلى زيارة بعض المواقع التاريخية الأخرى مثل المتحف والجامع الكبير لتلمسان و»المشور« بمختلف أجنحته.