أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أول أمس، بتلمسان على ضرورة المحافظة على الوجه الأصلي للمعالم الأثرية والمرافق الثقافية التي تمسها أشغال الترميم والتهيئة. وأوضحت تومي خلال زيارتها التفقدية لولاية تلمسان في إطار التحضيرات للتظاهرة الدولية "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" استهلتها بتفقد المسار الثقافي العاشر الخاص ببلدية بني سنوس وضواحيها المسطر في إطار التظاهرة، أن وزارة الثقافة "تولي عناية خاصة للطابع الأصيل لكل معلم تاريخي وهي تعمل على البحث عن كنوزه المغمورة من نقوش وزخرفة من أجل إعادة إبرازها وتثمينها". وأكدت الوزيرة أن هذه العمليات قد أسندت الى مؤسسات ومكاتب دراسات وطنية متخصصة تعتمد في عملها على تقنيات وأساليب خاصة ومواد "تتلاءم مع طبيعة كل مبنى للحفاظ على نمطه المعماري وهيكله الأصلي". كما أضافت أن هذه الجهود قد بدأت تعطي ثمارها على مستوى بعض المعالم التاريخية مثل مسجد "بني عشير" ببلدية بني سنوس والذي يعود تاريخ بنائه الى القرن العاشر ميلادي، حيث سمحت الأشغال به بالكشف عن مظاهر معمارية قديمة كانت مغمورة. ويتضمن مسار بني سنوس عدة معالم تاريخية منها على الخصوص مسجد "تافسرة" ومسجد "الخميس" الذي عرف تحولات عديدة في عهد الفاطميين ثم الموحدين والزيانيين قبل توسيعه عشوائيا إبان الاستعمار الفرنسي. وذكرت خليدة تومي أن هذه العمليات التوسيعية المنجزة بالاسمنت المسلح أصبحت تشكل "تهديدا على الجزء القديم من المسجد" أن "الضرورة تستدعي اليوم اتخاذ كل التدابير لحماية هذا المعلم التاريخي بإشراك مكاتب دراسات ذات اختصاص". كما عاينت الوزيرة ببلدية منصورة أشغال إنجاز قصر الثقافة الذي سيحتضن العديد من النشاطات المدرجة ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. وبعين المكان قدم مسؤولو مختلف المشاريع الجاري إنجازها شروحات وافية عن كل مشروع لاسيما منها مركز الدراسات الأندلسية الذي خصص له مبلغ يقدر ب 400 مليون دج، حيث تعرف أشغاله "وتيرة مرضية" الى جانب المكتبة الولائية وأروقة المعارض ومسرح الهواء الطلق الذي انطلقت أشغاله مؤخرا وكذا قاعة سينما "كوليزي" التي تشهد أعمال تهيئة واسعة. وقد أكدت الوزيرة بعد استماعها لمختلف العروض على "ضرورة تكثيف الجهود لإتمام مختلف المشاريع في الآجال المحددة تحسبا للسنة المقبلة".