مصطفى مهدي رغم المخاطر التي يتسبب فيها التدخين، إلا أن المدخنين في تزايد، ورغم الحملات التحسيسية الكثيرة، إلا أن الظاهرة في تنامي، وعدد ضحاياها يتضاعف سنة بعد اخرى، البعض يرجع ذلك الى سياسات الدول التي لم تضع قوانين تحد من الظاهرة، وان بعض المواد التي وضعتها لا تفعل شيئا، فلا الشعارات التي ترافق علب السجائر والتي تؤكد على ان السيجارة مضرة للصحة، بل ومميتة، ولامنعها في المؤسسات، حسن الوضع، وامام المطالبات برفع سعر السيجارة، ومنعها حتى في الاماكن العمومية، وغيرها من الاجراءات التي من شانها ان تحد، او تخفف من الظاهرة، فان للشباب، وهي الفئة الأكثر تضررا، والاكثر قربا من الخطر، بحكم ان الشاب اما أنه مدخن من وقت قريب وبالتالي وجب نصحه، وردعه، واما انه ليس مدخن، وان له رفقاء مدخنين، يمكن ان يجروه معهم، فوجب ابعاده عن هذا السم القاتل، بعض الشباب من المدخنين، ومن غير المدخنين، وحتى اولئك الذين دخنوا لمدة ثم توقفوا، كلّ هؤلاء شاركوا في بعض الحملات التحسيسية التي اطلقوها على الشبكة العنكبوتية، وقد تصفحنا صفحات هؤلاء، والطريقة التي حاول بها كل واحد ان يوصل رسالته الى غيره، وتاكدوا ان بعضهم وفق الى حد بعيد، بل تحسب انه صار ادرى من الاطباء بنفسية المدخن، والطريق الى عقله. كانت البداية مع صفحة رضا "كونترا على الدخان"، هذه هي التسمية التي اطلقها على صفحته على الفايس بوك، اندهشنا ونحن نرى ذلك، خاصة بعدما علمنا ان رضا هذا لا يتجاوز العشرين من العمر، لكنه مع ذلك فعل المستحيل لكي ينبه المدخنين الى خطورة السيجارة، فعلى صفحته تجد صورا لمدخنين تضررت اجسادهم بفعل التدخين، نصائح طبية تحذر من الظاهرة وتعدد مخاطرها، واخيرا نصائح للتصدي، والتوقف عن التدخين بالنسبة للمدخنين، واخرى بالابتعاد عن السيجارة بالنسبة للمراهقين الذين لم يدخنوا، انتظرنا رضا الى ان راح يغير فيلا صفحته لنسأله عن سرّ اهتمامه بهذه الآفة، فقال انه دخن لمدة خمس سنوات، ثم توقف، وذلك لانه محظوظ، يقول، حيث انه رأى ما فعلته السيجارة باصدقاء له، ولهذا قرر محاربتها. عينة اخرى لاسماعيل، وهو شاب في الثلاثين، يدخن منذ خمسة عشر سنة، اصيب بمرض خبيث جعله يتوقف عن التدخين مرغما، ولهذا قرر أن يحارب هذا العدو الذي يفتك بالاف الارواح يوميا، ليس هذا فحسب، ولكنه دعا الآخرين إلى ان يتقاسموا معه، كل واحد على صفحته، او ما يسمى بخدة "التقاسم" يتقاسمون معه تلك الفيديوهات التي وضعها والتي تصور اشخاصا في المستشفى يعانون الأمرين من المرض، ومقاطع فيديو اخرى لاعضاء من الجسد بترت، واخرى شوهت، وغير ذلك من الصور التي تجعل اي مدخن يفكر مليا قبل ان يشعل سيجارته وهو يراها. اما آخرون فقد فضلوا كسر "الطابو"، هن ّ فتيات قررن ان يكشفن عن معاناتهن كمدخنات، لا ينتمين، صحيح، الى الطبقة الشعبية، ولكن مبادرتهن تستحق التحية، من حيث انهن عبرن، وبكل وضوح وصراحة عن مصير الفتاة التي تقع في الادمان، وعن نتائج ذلك، ومنهن نريمان، كشفت عن وجهها، وقالت انها لا تخجل من ذلك، وانما تخجل ان استمرت في التدخين.