ن· أ أكّد وزير الشؤون الخارجية السيّد مراد مدلسي أن إفريقيا تبقى فضاء أمل ومستقبل بالرغم من الصعوبات الظرفية والتحدّيات التي تواجهها· وأبرز السيّد مدلسي في كلمة ألقاها خلال حفل نظّم في الجزائر العاصمة إحياء ليوم إفريقيا الذي يحتفل به هذه السنة تحت شعار "تسريع وتيرة تمكين الشباب من أجل التنمية المستدامة" الجهود المبذولة في مجال السِّلم والأمن في إفريقيا، مضيفا أن هذه الجهود ترمي إلى وضع حدّ للنّزاعات العديدة "التي تزعزع القارّة الإفريقية وتعيق تنميتها وانتعاشها الاقتصادي وتعطل اندماجها"· وقال السيّد مدلسي بهذا الصدد إنه "تمّ القيام بأشياء كثيرة"، مضيفا أنه بفضل الجهود المبذولة ضمن الاتحاد الإفريقي "نجحت إفريقيا في أن تظهر كفضاء قادر على رفع تحدّيات السلام والاستقرار والتطوّر الاقتصادي"، وسجّل قائلا: "مع ذلك يبقى بذل الكثير من الجهود" من أجل بلوغ هذه الأهداف، مشيرا إلى مختلف المشاكل التي تزعزع البلدان الإفريقية على غرار الوضع في الصحراء الغربية وليبيا أو الصومال· وعلاوة على هذه النّزاعات تطرّق السيّد مدلسي إلى مكافحة الإرهاب وتشعباته، والذي يبقى -كما قال- "تحدّيا كبيرا يدعو إلى تعبئة حقيقية من الجميع، لا سيّما المجتمع الدولي"، وفي هذا الإطار ذكّر بأن الجزائر بذلت "الكثير من الجهود على الصعيد الدولي والقارّي وفي فضاء الساحل الصحراوي من أجل استحداث إطارات وآليات تشاور تهدف إلى التوصّل إلى الوقاية من آفة الإرهاب ومحاربتها· وعلى الصعيد الدولي تعتبر الجزائر أن "مسألة تمويل الجماعات الإرهابية يجب أن تبقى من الأولويات بالنّسبة للمجتمع الدولي من خلال المصادقة من قبل الأمم المتّحدة على آلية قانونية تجرّم عملية دفع الفدية للإرهابيين في مقابل الإفراج عن الرهائن"· من جهة أخرى، ذكر السيّد مدلسي أنه "لا يمكن فصل الجهود التي تبذل من أجل السِّلم والاستقرار في إفريقيا عن الجهود التي نبذلها لصالح تنميتها الاقتصادية والاجتماعية"· وفي هذا السياق بالذات ما تزال مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد) تستقطب اهتمام الأفارقة وتستفيد من دعم المجتمع الدولي مؤكّدة كلّ يوم "نجاعتها" و"ملاءمتها" من أجل إرساء أسس "تنمية قوية ومتضامنة و مستدامة" للقارّة الإفريقية· ومن جهته، قال الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والأفريقية السيّد عبد القادر مساهل إن إفريقيا حقّقت تقدّما ملحوظا على الصعيدين السياسي والاقتصادي بالرغم من جسامة التحدّيات التي تواجهها في مجال السلم والأمن· وقال السيّد مساهل بالمناسبة ذاتها إن "كلّ العالم يقرّ بأن إفريقيا حقّقت تقدّما ملحوظا وتنصهر في حركية واعدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي"، مضيفا أنه "بالرغم من جسامة التحدّيات التي تواجهها في مجال السِّلم والأمن توصّلت إفريقيا إلى حلّ عدّة نزاعات وتزوّدت بالأدوات التي تمكّنها من لعب دور اساسي لتهدئة الأزمات وتسوية النّزاعات في القارّة"· وأبرز السيّد مساهل أن "الديمقراطية ودولة القانون والحكامة واحترام حقوق الإنسان وترقية المرأة كلّها مفاهيم تسود بشكل واسع في القارّة"، وقال إن "النمو المعتبر الذي حقّقته البلدان الإفريقية خلال العشرية الأخيرة والتوقّعات الإيجابية للسنوات المقبلة والإجراءات التي تمّ اتّخادها لتعجيل الإندماج الإقليمي والقارّي تدلّ على صواب السياسات الشاملة التي يتمّ تنفيذها في إفريقيا"·