إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا فَعُقْبَى كُلّ خَافِقَة سُكُونُ رمضان .. فرصة في طيَّاتها فرصٌ 1/ فرصة الفرح في الدنيا والآخرة: عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ عمل ابن آدمَ يُضَاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف قال الله - عز وجل -: إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجْلي للصائم فرحتان فرحة عند فِطْره وفرحة عند لقاء ربِّه ولخلوف فيه أطيبُ عند الله من ريح المسك)) رواه مسلم. قال الإمام النووي: قال العلماء: أمَّا فرحتُه عند لقاء ربِّه فبما يراه من جزائه وتذكُّر نعمة الله - تعالى - عليه بتوفيقه لذلك وأمَّا عند فِطْره فسببُها تمامُ عبادته وسلامتها من المفسدات وما يرجوه من ثوابها. 2- فرصة العِتْق من النار عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لله - عز وجل - عند كلِّ فِطْر عُتقاء وذلك في كل ليلة)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. 3- فرصة إجابة الدعاء: تأمَّل أخي قولَ الله - تعالى - وهو يتحدَّث عن شهر رمضان وأحْكام الصيام: _ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ _ قال الإمام السَّعدي: فمَن دعا ربَّه بقلْب حاضر ودعاء مشروع ولم يمنعْ مانعٌ من إجابة الدعاء كأكْل الحرام ونحوه فإنَّ الله قد وعدَه بالإجابة وخصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهي الاستجابة لله - تعالى - بالانقياد لأوامره ونواهيه القوليَّة والفِعْليَّة والإيمان به الموجِب للاستجابة فلهذا قال:_ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ _ أي: يحصلُ لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة ويزول عنهم الغَي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة . وعن أبي هريرة أو أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لله عُتقاء في كلِّ يوم وليلة لكلِّ عبد منهم دعوة مستجابة)) رواه الإمام أحمد وصحَّحه الألباني. 4- مَغْفرة الذنوب قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد مَن أدركَ رمضان فماتَ فلم يُغفرْ له فأُدخل النارَ فأبعده الله قُلْ: آمين فقلتُ: آمين ...)) رواه الحاكم وصحَّحه الألباني. يقول الإمام ابن القَيِّم: والله - عزَّ وجل - إذا أرادَ بعبده خيرًا فَتَحَ له أبوابَ التوبة والندم والانكسار والذل والافتِقار والاستعانة به وصِدْق اللجوء إليه ودوام التضرُّع والدعاء والتقرُّب إليه بما أمكنَ من الحسنات.