صفقة ترامب تخيم على الذكرى 2019.. النكبة مستمرة منذ 71 عاما والفلسطينيون يحيون سنويا في الوطن والشتات ذكرى النكبة مؤكدين تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها قسرا عام 1948 غير أنهم يرون أن الذكرى هذا العام مختلفة في ظل هجمة غير مسبوقة تستهدف مشروعهم التحريري وحقهم في العودة. ق.د/وكالات يُطلق الفلسطينيون مصطلح النكبة على عملية تهجيرهم من أراضيهم على أيدي عصابات صهيونية مسلحة عام 1948 ويحيونها في 15 ماي من كل عام بمسيرات احتجاجية ومعارض تراثية تؤكد ارتباطهم بأراضيهم وحقهم في العودة إليها. في العام 1948 أُعلن قيام دولة الاحتلال على أراض فلسطينية ووقعت ثلاثة أرباع فلسطين تحت سيطرتها في حين حكمت الأردنالضفة الغربية وأصبح قطاع غزة تحت الإدارة المصرية. ** صفقة القرن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف يقول إن الفلسطينيين في الوطن والشتات يحيون ذكرى النكبة بمهرجانات وفعاليات تؤكد تمسكنا بحق العودة ورفضنا أي مقترحات من شأنها تصفية قضية اللاجئين . ويتابع: هناك خصوصية لهذا العام في ظل مخططات تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (6 ديسمبر 2017) اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس (في 14 ماي الماضي) ومحاولة تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) . ودعا أبو يوسف إلى التصدي لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا ب صفقة القرن والتي أعلنت واشنطن أنها ستكشف عنها بعد شهر رمضان الجاري. ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين بمساعدة دول عربية على تقديم تنازلات مجحفة لصالح دولة الاحتلال خاصة بشأن وضع مدينة القدسالمحتلة وحق عودة اللاجئين. ويشدد أبو يوسف على أن الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة الخطة ومتمسك بحق العودة. ويضيف أن فعاليات مركزية تُنظم في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات تؤكد تمسك الشعب بحق العودة . ويمضي قائلا: لا يمكن التفريط أو المساومة على حقنا بالعودة إلى ديارنا التي هُجرنا منها . ** يوم عن فلسطين فيما دعا رئيس الوزراء محمد اشتية في بيان الفلسطينيين إلى المشاركة في إحياء الذكرى واعتبار الأربعاء (ذكرى النكبة) يوما تعليميا عن فلسطين وتاريخها لإبقاء الذاكرة حيّة في قلب وعقل كل فلسطيني. ويقول رئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة محمد عليان إن الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى ال71 في ظل أخطار وتحديات صعبة جراء الموقف الأمريكي الذي يهدد المشروع الوطني. ويتابع رئيس اللجنة التابعة لمنظمة التحرير: الولاياتالمتحدة تخطط لتصفية قضية اللاجئين عبر صفقة القرن . ويشدد على أن الكل الفلسطيني موحد ومتمسك بحقوقه وفي مقدمتها حق العودة . ومنذ الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة مزعومة للاحتلال يرفض الرئيس محمود عباس التعاطي مع أي تحركات أمريكية في ملف السلام ويدعو إلى إيجاد آلية دولية بسبب انحياز واشنطن للاحتلال ويتمسك الفلسطينيونبالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلالالصهاينة للمدينة عام 1967 ولا ضمها إليها في 1981. * 70 مذبحة في العام 1948 هجرت العصابات الصهيونية قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة. كما تم تهجير آلاف آخرين لكنهم ظلوا داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال لاحقا. وبحسب بيانات رسمية فلسطينية ارتكبت العصابات الصهيونية خلال النكبة أكثر من 70 مجزرة ومذبحة بحق الفلسطينيين ما أودى بحياة ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني. وسيطر الاحتلال خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية دمر 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه. وفقا للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء فإن عدد الفلسطينيين تزايد 9 مرات منذ النكبة ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13.1 مليون نسمة منهم 6.02 ملايين لاجئ. وأضاف الجهاز في بيان بمناسبة الذكرى أن نحو 28.4 بالمئة من اللاجئين يعيشون في 58 مخيما رسميا تتبع لوكالة أونروا الأممية بواقع 10 مخيمات في الأردن و9 في سوريا و12 في لبنان و19 في الضفة الغربية (بما فيها القدس) و8 مخيمات في غزة. ولفت الجهاز إلى أن البيانات الحكومية لعام 2017 أظهرت أن اللاجئين يشكلون 43 بالمئة من الفلسطينيين المقيمين في فلسطين. لكن تلك التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين لوجود عدد غير مسجل لدى أونروا إذ لا يشمل الإحصاء من تم تشريدهم بعد 1949 وحتى عشية حرب جوان 1967 وأيضا من تم ترحيلهم على خلفية تلك الحرب. ومن بين العدد الإجمالي للفلسطينيين حول العالم يعيش حوالي 6.48 ملايين نسمة (49 بالمئة) في فلسطين التاريخية وهي: الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة و(الأراضي المحتلة عام 1948).