سلوك يتنافى ومعاني الشهر الفضيل آفة تبذير الخبز تستفحل في رمضان تتضاعف آفة تبذير الخبز في الجزائر خلال الشهر الفضيل رغم حملات التوعية التي تم تنظيمها من طرف الجمعيات قبل رمضان قصد التقليص من الظاهرة الا انها تتواصل بحيث تكشف الاحصائيات عن تبذير 18 مليون خبزة في اليوم على المستوى الوطني ومردّ ذلك ان العائلات تنوّع في كمية الخبز خلال رمضان ويكون مآل نصف الكمية سلة النفايات كما تم جمع 3 طن و 230 كلغ من مادة الخبز خلال الاسبوع الاول من الشهر الفضيل من طرف مؤسسات التنظيف في الجزائر العاصمة مما يؤكد ان حجم التبذير في مادة الخبز يرتفع بصفة قياسية خلال رمضان مقارنة مع باقي أشهر السنة وقد بلغ قرابة 14 طنا خلال رمضان في السنة الماضية. نسيمة خباجة يشكل الخبز ديكورا عبر المزابل خلال الشهر الفضيل وهو ما يجلب الاسف خاصة وانه سلوك منافي لشيم مجتمعنا ومبادىء ديننا الحنيف وما يثير دهشة عمال التنظيف وجود أرغفة كاملة من شتى أنواع الخبز و الحلويات وغيرها من العجائن والأطباق داخل حاويات النفايات وقد تم بيع مادة الخبز التي تم جمعها خلال الأسبوع الأول من رمضان الحالي والتي تقدر بأزيد من 3 طن لفائدة الفلاحين بقيمة بلغت 23.240 دينار حيث يتم استعمالها لإطعام المواشي . تبذير الخبز يتنافى ومعاني الصوم تتزايد خلال شهر رمضان بولاية عين الدفلى ظاهرة التبذير بشكل ملموس سيما منها مادة الخبز ما يجعل هذه العادات السلبية بعيدة كل البعد عن الغرض الحقيقي من فعل الصيام ففي حين أنه من المفروض أن المقتنيات في هذا الشهر الفضيل تقل إلا أن التبذير و زيادة الرغبة في الشراء تنفجر خلال هذه الفترة مما يتناقض بشكل صارخ مع المعنى الحقيقي للركن الرابع للإسلام. و بعدما كان من المفروض أن يكون هذا الشهر مخصص للتفاني و العبادة أضحى شهر الاستهلاك الجامح وزيادة الإنفاق والإهدار بامتياز وهي ممارسات تشوه بالتأكيد صورة المسلم و تفرغ فعل الصوم من معناه الحقيقي والحد منه و جعله مجرد إجراء شكلي. انواع الخبز تسيل لعاب الصائمين وحسب ما عبر به العديد من الأشخاص الذين قابلتهم وكالة الانباء الجزائرية بولاية عين الدفلى فإن الشعور بالجوع الناجم عن الصيام يؤدي إلى نفقات غير معقولة و لذا فان الصائم يرضخ حسبهم لشهيته ويشتري دون تفكير ثلاثة أو أربعة أضعاف مما يحتاجه من مادة الخبز وحسب رأيهم فإن هذا الموقف يزيد من انتهاز الخبازين الفرصة و يبدعون في تحضير الخبز بهدف واضح وهو جذب المستهلكين وتشجيعهم على الشراء ويلاحظ أنه حتى الأطفال ينضمون إلى هذه الظاهرة ويقتحمون الساحات العامة والأسواق لتقديم أشكال مختلفة من الخبز التقليدي المغري. رمي الخبز بالمزابل سلوك سلبي بالنسبة لعمي علي متقاعد التقته وكالة الانباء الجزائرية بالقرب من مسجد الخضرة في وسط مدينة عين الدفلى فان تفاقم ظاهرة تبذير الخبز في رمضان تعود بالأساس إلى رفض الناس (خاصة الشباب) تناول الخبز البايت (الذي يعود للامس) و يفضلون بذلك الخبز الطازج الذي يشترونه قبل ساعتين أو ثلاث ساعات عن موعد الافطار واضاف قائلا: أنه من الواضح أن عواقب هذا الشراء المحموم للخبز لا يمكن إلا أن تكون ضارة من جميع النواحي والمفارقة يضيف المتحدث هي أن الناس يتحدثون عن غلاء المعيشة في نفس الوقت لا يترددون في هدر أموالهم الأمر الذي نهى عنه ديننا نهائيا . وفقًا لمدير مركز الردم التقني لعين الدفلى متاعي علي فإن تدفق النفايات المنزلية الملقاة خلال اليومين الأولين من الشهر الكريم يظهر الزيادة المذهلة في الاستهلاك مشيرا الى ارتفاع حجم النفايات من قبل هذا المركز من 160 الى 210 طنا منذ بداية شهر رمضان معربًا عن أسفه لكون الكميات الكبيرة من الخبز مختلطة مع القمامة الصلبة. الإسلام نهى عن التبذير و بعدما أوضح أن الصيام هو عبادة يرجى منها الحصول على رضا الله أكد رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لعين الدفلى بن يمينة زيتوني أن هذه الممارسة (الصيام) تزرع ضبط النفس وتحسن الذات لدى الفرد و أكد أن الصيام الصحيح لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يؤدي إلى الإفراط في الاستهلاك ملحا على أهمية التحمل والانضباط الذاتي اللذين يفترض أن يتحلى بهما الصائم. واعتبر ان التبذير فعل محرم في الاسلام مستندا ببعض الآيات القرآنية مثل ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفورا الاية 26 من سورة الإسراء و يبني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين الآية 31 من سورة الأعراف. و قال أن بعض الناس يعتبرون شهر رمضان فترة للاحتفال أو الترفيه بينما في الواقع يجب تكريسه للتفاني في العبادة و الطاعات التي لا تقدر بثمن مؤكدا انه من خلال الامتناع عن الأكل والشرب يطمح المسلم للسيطرة على رغباته من أجل رفع نفسه روحيا للوصول إلى التقوى كما يعلمنا القرآن وبدلاً من إنفاق الأموال على شراء المنتجات الغذائية التي ستأخذ مسار القمامة فانه من الحكمة التبرع بهذه الأموال إلى الفقراء الذين لا يستطيعون توفير لقمة العيش يقول السيد زيتوني في الختام.