حنان قرقاش يبدو أن القارة الاوربية لم تعد تصدر إلينا السواح من أبنائها ومن المغتربين أبنائنا فحسب، مع كل صيف، بل صارت تصدر أيضا من حين إلى آخر، مرضا من الأمراض الخطيرة، التي نسمع فجأة عن ظهورها بأحد بلدانها، وانتشارها انتشار النار في الهشيم في بقية بلدان القارة العجوز، لتعلن بذلك حالة الطوارئ بأوروبا كلها، وتنطلق تقارير وأخبار انتشار هذا الداء، لترعب بقية بلدان العالم، ومن بينها بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، الذين أن لم يكن عدد كبير منهم، يقيمون فيها، أو يملكون أقارب في هذه الدول الأوروبية، فإنهم دونما شك ليسوا بمنأى عما يحدث في الضفة الشمالية لمتوسطهم. فبعد جنون البقر، وأنفلونزا الطيور، وأخيرا وليس آخر، أنفلونزا الخنازير، التي عيشت العالم بأسره رعبا حقيقيا، نال الجزائريون نصيبهم منه، وان كان لم يحصد عددا كبيرا من الضحايا، مقارنة بما حصده في دول أخرى، يتابع الكثير من الجزائريين باهتمام بالغ، الأخبار المتعلقة ببكتيريا الخضر التي انتشرت بصورة كبيرة في ألمانيا، وعدد من الدول الأوروبية المجاورة، واحدث حالة استنفار قصوى بها، وان كان الأمر إلى غاية اللحظة، منحصرا في اروبا فحسب،فان عددا كبيرا من الجزائريين، يتخوفون من أن تنتقل العدوى إليهم، مع أفواج المغتربين والسواح القادمين من هناك، لقضاء عطلتهم الصيفية في الجزائر، هذا على الرغم من التطمينات التي قدمتها الجهات المعنية، بخصوص عدم وجود أي اثر لهذه العدوى في البلاد، وكمذا وجود رقابة صارمة وكافية لاكتشافها على مستوى المطارات والموانئ، من خلال المخابر التي تخضع المنتجات القادمة من أوروبا للتحليل، مطمئنين بذلك المستهلك الجزائري. ولان أنباء انتشار هذه البكتيريا والضحايا الذين يسقطون بسببها كل يوم تقريبا، أخذت نصيبا واسعا عبر مختلف القنوات و الفضائيات العربية و الأجنبية، فان ذلك جعل عددا من الجزائريين، يتخوفون من احتمال انتشار هذه البكتيريا هنا بالجزائر، خلال هذه الصائفة، خصوصا مع توافد أعداد كبيرة جدا، من مختلف الدول الأوروبية، ولذلك فان التساؤل الأكبر لدى هؤلاء، هو احتمالات انتقال العدوى، مثلما حدث مع فيروس أنفلونزا الخنازير، والإجراءات الاحتياطية التي عليهم اتخاذها في هذا الإطار، خصوصا وان الامر دفع ببعض منهم، الى الابتعاد قليلا عن استهلاك بعض اناع الفاكهة المستوردة، نظرا لمخاوفهم من احتمال احتوائها على تلك البكتيريا، هذه الاخيرة المعروفة باسم بكتيريا الخيار، تسبب – حسب المختصين- التحلل الدموي وهي مضاعفات خطيرة لنوع من البكتيريا المعوية المنتجة للسموم، وتنتقل للإنسان عبر تناول الخضراوات المصابة بها خاصة الخيار والخس والطماطم. وطبقا لتأكيدات المركز الأوروبي للترصد والتحكم في الأمراض ومنظمة الصحة العالمية، فإن ميكروب " اشريشيا كولاي "، موجود حاليا في نبات الخيار فقط وتظهر أعراض المرض في صورة تكسير لكرات الدم الحمراء وفشل كلوى ومن أبرز أعراض المرض أن يكون بول المصاب مدمما والإصابة بإسهال وارتفاع في درجة الحرارة، وتؤدي إلى الوفاة. وبحسب تأكيدات المتخصصين، تعد بكتيريا الخيار واحدة من أشرس أنواع البكتيريا حيث يتسبب في حدوث مرض الفشل الكلوي كما أنه يصيب الجهاز العصبي المركزي للإنسان، كما تصيب هذه البكتريا أيضاً الدم والكلى وفي حالات أخرى أشد خطورة تصيب الجهاز العصبي وتكمن خطورة وباء بكتيريا الخيار مع الأطفال وكبار السن، فيما أنها تصيب النساء بشكل كبير و أكثر ضحاياها من النساء، و تعد بذلك أكبر وباء قاتل من نوعه في العالم بأكمله. وتكون العدوى بالميكروب من تناول الأطعمة الملوثة به أو من شخص مصاب ببكتيريا "إشريشيا كولاى". ولعل هذا هو مربط الفرس، بالنسبة لعدد من الجزائريين، اللذين ينتظرون أقارب لهم من دول أوروبية عدة، هذه الصائفة، ويتخوفون بذلك اشد الخوف، من احتمال أن يحملوا لهم معهم، هذه البكتيريا القاتلة، التي تسببت في هلاك عدد من الأشخاص بألمانيا، التي تعتبر أول دولة اكتشفت بها الإصابة، فيما انتشرت العدوى ب10 دول اروربية أخرى، لذلك فإنهم باشروا منذ اتصالاتهم المكثفة، حرصا على سلامة ذويهم في تلك البلدان، وسلامتهم هم أيضا أثناء استقبالهم لهم هنا بالجزائر.