فصلت أمس محكمة جنايات العاصمة في جريمة قتل احتضنتها مدينة باريس الفرنسية بطلها "حرّاف" جزائري يدعى "ح·م·ل" أقدم على إزهاق روح شابّ من جنسية تونسية بعد خلاف حول تسديد ثمن "ساندويتش" في إحدى المحلاّت، ما جعل المتّهم محلّ بحث من طرف "الأنتربول" بعد دخوله التراب الجزائري في اليوم الموالي للجريمة هروبا من العقاب، غير أن القضاء الجزائري أدانه لجريمته ب 10 سنوات سجنا نافذا· تحريك الدعوى العمومية ضد المتّهم جاءت بعدما تلقّت مصالح الأمن إرسالية أمر بالقبض الدولي من طرف "الأنتربوول" ضد المدعو "ح·م·ل" شهر نوفمبر 2009 لارتكابه جريمة قتل في مقهى باريسي في جويلية 2002 راح ضحّيتها مغترب من جنسية تونسية، وعليه تمكّنت عناصر الأمن التابعة للشرطة القضائية لأمن باب الوادي من إلقاء القبض على المتّهم في شارع ميرا بباب الوادي واستدراجه إلى مركز الشرطة، أين اعترف بالتّهمة المنسوبة إليه، حيث صرّح في محضر سماعه بأنه هاجر بطريقة غير شرعية إلى إسبانيا سنة 1999رفقة مجموعة من أصدقائه، وبعد شهرين دخل التراب الفرنسي واستقرّ في مدينة بارباس التي تضمّ عددا كبيرا من الجالية المغاربية واتّخذ من السرقة وسيلة للعيش. وفي يوم الواقعة وكالعادة قصد المتّهم محلاّ تجاريا رفقة صديقه في حدود الساعة التاسعة ليلا لاقتناء بعض المواد الغذائية وكانا في حالة سكر، حيث اشترى صديق المتّهم وجبة باردة وطلب بعدها من صاحب المحلّ سكّينا من أجل تقطيع الخبز بغية تحضير "ساندويتش "فكان له ذلك، وعندما همّ بالانصراف طلب منه صاحب المحلّ وهو الضحّية إعادة السكّين، ليتقدّم المتّهم ويدخل معه في مناوشات كلامية تفاقمت إلى شجار حادّ. وفي لحظة غضب أخذ المتّهم السكّين من يد صديقه وقام بطعن الضحّية طعنتين على مستوى الفخذ والأخرى على مستوى الصدر أسقطته أرضا، ليفرّا بعدها إلى وجهة مجهولة وليقرّر المتّهم دخول التراب الوطني للإفلات من العقاب· المتّهم أمس تراجع عن تصريحاته نافيا كلّ ما نسب إليه، مؤكّدا أن دخوله التراب الوطني كان بسبب تعرّض والده لوعكة صحّية، بينما جاء في تصريحات الشهود أن الجاني لديه ندبة على مستوى الوجه في حين أنه لم يكن يحمل أيّ ندبة من قبل· ومن جهتها، النيابة العامّة أشارت في مرافعتها إلى أن محاكمة المتّهم جاءت وفقا للاتّفاقيات المبرمة مع القضاء الفرنسي لتبادل الرّعايا المتّهمين، خاصّة في حال عدم وجود حكم قضائي ضدهم، وأن مثول المتّهم جاء بناء على تصريحات عدد من الشهود الذين تواجدوا في مسرح الجريمة، إضافة إلى اعتراف المتّهم بجميع تفاصيل الجريمة والدافع وراء ارتكابها هو استفزاز الضحّية حتى يتمكّن رفقة صديقه من عدم تسديد مقتنياتهم، ملتمسا إدانته بالمؤبّد قبل أن تنطق هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بالحكم السالف ذكره·