أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، نهاية الأسبوع الماضي، الإرهابي ''ب. أمحمد'' المكنى أبو الليث الجزائري، بثلاث سنوات حبسا نافذا، وهو أحد مؤسسي جماعة ''أنصار الفتح'' الناشطة بفرنسا، والتي نفذت عدة عمليات إرهابية مست مواقع حساسة بالتراب الفرنسي منها مترو باريس ومركز المخابرات الفرنسية. حيثيات القضية تعود إلى سنة 2005 تاريخ إلقاء القبض على المتهم بمطار هواري بومدين، وهو يتأهب للسفر إلى باريس بناء على معلومات تلقتها مصالح الأمن من طرف السلطات الفرنسية مفادها أن المتهم محل بحث، باعتباره كان المخطط الرئيسي للعمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا سنة ,1995 حيث جرت إحالة المتهم على التحقيق بعدما وجهت له تهمة إنشاء وتنظيم جماعة إرهابية تنشط في الخارج والانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الداخل. وتوصلت التحريات الدقيقة إلى أن المتهم غادر التراب الوطني لأول مرة بداية التسعينات متجها إلى بولونيا ثم إلى ألمانيا، حيث ألقت السلطات الألمانية القبض عليه بتهمة المتاجرة في المخدرات، غير أنه تم إطلاق سراحه بكفالة ليتوجه بعدها مباشرة إلى باريس، حيث استقر هناك وفتح محل قصابة، وفي تلك الفترة تعرف على أحد الإرهابيين الذي أقنعه بفكرة الجهاد، حيث قاما بتأسيس جماعة ''أنصار الفتح'' التي ضمت عددا كبيرا من المهاجرين الشباب، خصوصا وأن إنشائها تزامن مع الغزو الأمريكي للعراق، وحصرت مهمة هذه الجماعة في تجنيد عدد كبير من الشباب وإقناعهم بضرورة نصرة العراقيين. وضمت الجماعة كل من ''أ. ق'' و ''ب.ج'' و''ت.ف'' وغيرهم من العناصر الإرهابية التي كانت تعمل على جمع التبرعات وإرسالها للعراق. كما قام المتهم بإرسال الإرهابي ''أ.ق'' في شهر فيفري 2005 إلى جنوب لبنان لتعلم فنيات القتال وكيفية استعمال المتفجرات. وفي أفريل من نفس السنة، سافر أبو الليث الجزائري إلى سوريا، حيث حضر اجتماعا شهد مبايعة ''أبو محمد التونسي'' قائدا للجماعة وتم تكليف التنظيم الذي كان يترأسه المتهم بجمع المعلومات حول مراكز حساسة في فرنسا بغرض تفجيرها لاحقا مثل ميترو باريس ومركز المخابرات الفرنسية. كما جاء أيضا في ملف القضية أن المتهم دخل إلى الجزائر سنة 2005 وتنقل رفقة الإرهابي ''سمير'' إلى منطقة القل. من جهته، فنّد المتهم بشدة الوقائع التي وردت في محاضر الضبطية القضائية. في حين اعترف أنه بالفعل فكّر في السفر إلى العراق والجهاد هناك، لكن وبمجرد وصوله إلى سوريا سمع بفتوى 24 عالما تحرم هذا النوع من العمل فعاد في اليوم ذاته إلى فرنسا، مضيفا أنه حاول إقناع بعض العناصر الإرهابية التي كانت معه بالعدول عن مثل هذه الأعمال، وأنكر تورطه في التخطيط لعمليات إرهابية داخل فرنسا. من جهته، النائب العام اعتبر تصريحات المتهم لدى الضبطية القضائية متسلسلة ومنطقية، مشيرا إلى أنه كان عضوا نشطا في جماعة ''أنصار الفتح'' التي ساهم في تأسيسها بغرض تنفيذ عمليات إرهابية خارج الوطن. وبناء على هذا التمس تسليط عقوبة السجن المؤبد ضده وبعد المداولة القانونية في القضية تمت إدانة المتهم بثلاث سنوات حبسا نافذا.