كلما قرأت وسمعت هذه الآية التي في سورة آل عمران:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[آل عمران : 30]. استشعرت أن كل عمل من خير أو سوء مكتوب في الدنيا محضر يوم القيامة فيفرح الإنسان بالخير ويتمنى أن يكون بينه وبين الشر أمدًا بعيدًا. وأعظم ما في الآية من الترهيب {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} فإنها تخلع القلوب وترتعد وترتعش منها الأجساد خوفًا واضطرابًا. وأعظم ما في الآية من الترغيب والرحمة {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} فإنه مع قوته وشدته ورهبته رؤوف رحيم بعباده وإن مظاهر رأفته ورحمته كثيرة. ومن مظاهر رأفته ورحمته أنه حذر عباده قبل أن يعاقبهم وأنه يعفو عن كثير من ذنوب عباده وأنه فتح لهم باب التوبة حتى يقلعوا عن خطاياهم .