قال التلفزيون السوري إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الجيش ومسلحين في بلدة جسر الشغور بشمال سوريا أمس الأحد مضيفا أن عددا كبيرا من الناس اعتقلوا. وتابع إن مواجهات ضارية تجري بين وحدات الجيش وأفراد تنظيمات مسلحة متمركزين في محيط جسر الشغور وبداخلها. وأضاف إن اثنين من أفراد التنظيمات المسلحة قتلا وألقي القبض على عدد كبير منهم. وقال إن وحدات الجيش أبطلت مفعول قنابل وعبوات ناسفة زرعها مسلحون على الجسور وطرق البلدة. وشددت القوات السورية القمع بشكل خاص في الأيام الأخيرة في محافظة ادلب (شمال غرب) على مسافة 330 كلم شمال دمشق. وقد أعلن التلفزيون الرسمي السوري الجمعة أن الجيش بدأ عملية عسكرية في محيط المدينة بطلب من سكان في المنطقة، متهما "مجموعات مسلحة بارتكاب فظائع". وقال ناشط لوكالة فرانس برس "بدأ الجيش منذ هذا الصباح قبيل الساعة 7,00 (4,00 تغ) بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والاسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب". وتابع "سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة" مؤكدا انتشار حوالي 200 دبابة في المنطقة. وقال ناشط حقوقي آخر نقلا عن سكان في المدينة "تسمع منذ هذا الصباح أصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت أعمدة من الدخان تتصاعد" من المدينة. ومن جهة أخرى، أفادت وكالة أنباء الأناضول أن أكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية ليل السبت الأحد، ما يرفع إلى 5051 عدد اللاجئين الذين أتوا من سوريا للعيش في خيم جنوب تركيا. وكان التعداد الأخير المقدم من مصدر رسمي بعد ظهر السبت أشار إلى وصول 4600 لاجئ من سوريا إلى تركيا. ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، يتوافد مئات السوريين يوميا إلى منطقة أنطاكيا الحدودية هربا من قمع قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار التلفزيون الحكومي إلى أن اللاجئين أتوا من مدينة جسر الشغور على بعد نحو 40 كلم من تركيا، حيث دخلت القوات السورية الأحد "لطرد المجموعات المسلحة". وينزل اللاجئون في مخيمين في أنطاكيا جهزهما الهلال الأحمر التركي. ويتم تجهيز مخيمين آخرين في هذه المنطقة. ويتولى الدركيون الأتراك الاهتمام بهؤلاء اللاجئين ويتم نقلهم إلى المخيمات أو المستشفيات. وادخل نحو ستين شخصا إلى المستشفى السبت للمعالجة من إصابات مختلفة بحسب مصادر محلية. كما أنشأت السلطات مستشفى ميدانيا صغيرا في ياغلادادي وهو الأول والأكبر في هذه المخيمات لتأمين العناية الطبية الطارئة للجرحى. وأشار المسؤول الرفيع في وزارة الخارجية التركية حاليت سيفيك السبت خلال زيارة ميدانية إلى أن تركيا "وضعت كل إمكاناتها لاستقبال اللاجئين السوريين"، من دون توضيح ما هو تقييم السلطات التركية لحجم حركة النزوح المتوقعة في الأيام المقبلة. وتمنع السلطات التركية الصحافيين الدخول إلى مخيمات اللاجئين، وهو تدبير يرمي بحسب مصدر في المفوضية العليا للاجئين إلى "احترام كتمان هوية" اللاجئين وهو ما يشكل "إجراء طبيعيا" في ما يتعلق بحقوق اللاجئين.