وقفت "أخبار اليوم "على معاناة أكثر من 700 عائلة من دواوير متناثرة بالجهة الشرقية الجنوبية من بلدية سيدي عكاشة منها دوار عمراوة ودواوير أخرى قريبة منها كدوار شقرة والبراقيش، حيث تبعد هذه الدواوير أو التجمعات السكنية المتناثرة على حوافي الجبال والغابات ب 10 كلم عن مقر البلدية ومعاناتهم متعددة وغير محصورة منها مشكل ماء الشرب، انعدام التغطية الصحية، الصرف الصحي، غياب مدرسة ابتدائية، إضافة إلى العزلة في ظل غياب المواصلات والنقل العمومي· هذه الانشغالات رفعها السكان إلى مسؤولي البلدية والدائرة في عدة شكاوي دون التفاتة أي مسؤول لانشغالاتهم كما كشفت عنها الجريدة في أعداد سابقة· وللوقوف على متاعب السكان تنقلنا إلى عين المكان رغم صعوبة المسلك أين رصدنا المطالب التي عبر عنها القاطنون وفي مقدمة المطالب فك العزلة عن المناطق المذكورة وتهيئة الطريق الرابط بين هذا الدوار والطريق الوطني رقم 19 ومنه إلى مقر البلدية على مسافة 10 كلم، حيث الطريق مهترئة وتصلح لكل شيء إلا للمركبات وحتى الجرارات تجد صعوبة في قطع هذا المسلك الوعر خاصة في فصل الشتاء أين يضحى الخطر يدق على كل مركبة تزور هذه المنطقة لأن أي خطأ أو زلج سيكون مصير مستعملي هذا الطريق الموت لا محالة نتيجة الانحدارات الوعرة والمسالك الصعبة ومخاطر الفيضانات، وإذا كان حال الطرقات بهذا الدوار فكيف يكون حال بقية الخدمات والبداية الخدمات الصحية التي هي غائبة تماما ومصير المريض والمرأة الحامل والمرضعة معلقة على ظهور الدواب لنقلها إلى أقرب مستوصف ببلدية سيدي عكاشة أو مستشفى تنس في الحالات المعقدة والمستعصية ونفس الأمر ينطبق على المتمدرسين بالتعليم المتوسط والثانوي والذين يعانون أكثر من غيرهم المتمدرسين بسبب غياب أي وسيلة نقل سواء مدرسي أو خاص، وفي هذا الوضع يتحتّم على الأطفال التنقل مشيا لمسافة 10 كلم وأحيانا على التلميذ دفع قيمة 100دينار في اليوم الواحد مقابل امتطاء وسيلة نقل ولا يهم نوعها بقدر ما يهم وجودها من أجل الوصول إلى إحدى المتوسطات أو الثانوية بمقر البلدية· أما أطفال التعليم الإبتدائي يزاولون دراستهم بإبتدائية سليمان احمد المتواجدة بدوار شقرة على بعد 3 كلم، وحسب السكان يزاول بهذه المدرسة من أبناء دوار عمراوة ما يقارب 40 تلميذا وهم بذلك يطالبون بمجمع مدرسي بذات الدوار، أما المشاكل الأخرى اليومية للسكان كالماء فيبقى البحث مستمر على جرعة تعيد إليهم الحياة في غياب أي بديل وحتى الصهاريج المائية تمنع من لزيارة هذه المناطق لصعوبة المسالك، ويبقى أمل السكان ظهور الدواب والتنقل إلى عين بوخندق والحال نفسه في التدفئة وطهي الأطعمة فالحصول على غاز البوتان يتطلب تضحيات ودفع مصاريف إضافية أو تلجأ سيدة الدار إلى الطهي التقليدي باستعمال الحطب خاصة وأنها لازالت محافظة على تقاليدها العريقة في صنع الأواني الطينية سواء باستعمال الطين أو أنواع أخرى من النباتات وحتى التدفئة الوسيلة المثلى المستعملة هي الحطب وخاصة من نوع الصنوبر في ظل توفر هذه المادة بالمنطقة، ويبقى في هذه المنطقة كل شيء غائب، أما المرافق الرياضية والثقافية التفكير فيها من الجنون، وأما من جانب الإسترزاق فسكان هذا الدوار يسترزقون على المحاصيل الفلاحية وتربية الماشية الغنم والماعز في غياب أي نشاط استرزاقي آخر··