رحَّب بالجميع للمساهمة في إخراجها من الوضع الصعب.. تبون: هدفنا إنقاذ الجزائر.. * الدولة الجديدة تتطلب دستورا توافقيا يدوم لأطول مدة * لن أسمح أبداً بترك مواطنين يلهثون وراء كيس حليب * تشديد العقوبات ضد المعتدين على الأطقم الطبية * نتأسف لغلق المساجد.. لكن لكل ظرف أحكام * الجزائر تملك كفاءات على جميع المستويات س. إبراهيم أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن التغيير الهيكلي للدولة الجديدة يتطلب دستورا جديدا يأخذ العبرة من كل الدساتير الماضية ليكون توافقيا ويدوم لأطول مدة ممكنة مشددا على ضرورة إعادة اللحمة بين الجزائريين مشيرا إلى أن هدف الجزائر الجديدة يتمثل في إنقاذ الوطن الذي يشكل واجبا وطنيا وحقا لكل الجزائريين . وذكر الرئيس تبون في مقابلة مع مسؤولي بعض وسائل الإعلام الوطنية بثها التلفزيون الجزائري سهرة الأحد أن الدستور الجديد ستبنى عليه مؤسسات منتخبة وغير منتخبة ومجالس وهيئات وطنية أخرى تساعد في الرقابة ثم التوصل من خلال هذا الدستور إلى قوانين تضمن أخلقة الحياة السياسية والاقتصادية . وأضاف أن الجزائر خرجت من الأزمات المتكررة ومن الوضعية التي عاشتها سابقا بدون مسؤول ودون تسيير والتي أدت بالشعب إلى فقدان لحمته ودخلنا في متاهات مشددا على أن الرغبة الحقيقة التي تحذوه هي إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الجزائري . في هذا السياق دعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة الفصل نهائيا بين الماضي والحاضر من اجل بناء مستقبل يكون امتدادا للحاضر . وأبرز أن هدف الجزائر الجديدة يتمثل في إنقاذ الوطن الذي يشكل واجبا وطنيا وحقا لكل الجزائريين مؤكدا أن الجميع مُرحَّب به للمشاركة من أجل الخروج من الوضعية التي تعيشها البلاد وتفادي دوامة ممارسة الإقصاء من طرف من يكون في التسيير . وأضاف الرئيس تبون بأن الجزائر تملك كفاءات على جميع المستويات مجددا التأكيد على ضرورة تعزيز اللحمة بين الجزائريين من اجل بناء وطننا الذي لا نملك غيره . وأشار إلى أن الرسالة الحقيقية ل22 فبراير هي إحداث تغيير في نمط تسيير البلاد مضيفا أن تراكمات أزيد من 20 سنة تتطلب تغييرات جذرية لا يمكن تحقيقها بين عشية وضحاها مبرزا أن النية الحسنة والإرادة موجودة لتحقيق ذلك بالرغم من تداعيات أزمة كورونا. عقوبات مشدّدة أعلن رئيس الجمهورية أنه سيتم تشديد العقوبات ضد الأشخاص المعتدين على الأطقم الطبية في المستشفيات وهذا بموجب أمرية رئاسية في شكل قانون سيتم التوقيع عليها خلال الأسبوع القادم. وقال الرئيس تبون: أنا أتألم كشخص وكمواطن وكرئيس أننا نصل اليوم لنجد أن هناك من يعتدي على أطباء وممرضين لم يروا أبناءهم منذ أربعة أشهر وهم في الواقع بمثابة مجاهدين . وأضاف قائلا: أنا أتكلم باسم الشعب الجزائري وأؤكد أن الأطباء هم تحت الحماية الكاملة للدولة الجزائرية والشعب الجزائري . وبعد أن أبدى أسفه لمثل هذه التصرفات حذر رئيس الجمهورية كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأطقم الطبية مؤكدا أن العقوبات ستكون مشددة ضد الأشخاص المعتدين سواء بالعنف اللفظي أو الجسدي وستتراوح ما بين 5 و10 سنوات حبسا نافذا. كما انتقد الرئيس تبون التأخر المسجل في حصول مهنيي الصحة على المنحة الاستثنائية التي أقرتها الدولة لهم تعويضا لهم عن مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19) قائلا في ذات السياق: هذا عيب كبير. في بعض الاحيان توجد لامبالاة على المستوى التنفيذي في ابسط المسؤوليات لكننا سوف نتصدى لهذه البيروقراطية . واعتبر تبون أن البيروقراطية هي العدو اللدود للمجتمع وأنه بسبب هذه البيروقراطية تأخر صب التعويضات الممنوحة للمتضررين من جائحة كورونا مشيرا إلى أنه من المفروض أننا في المرحلة الثالثة من تعويض المتضررين لكن هناك من لم يستلم الدفعة الاولى . وأكد رئيس الجمهورية ان الدولة ستقوم بالتكفل بصغار التجار والحرفيين المتضررين من آثار فيروس كورونا وستقوم بتعويضهم . وبخصوص عيد الاضحى المبارك قال رئيس الجمهورية أن الأضحية من الناحية الدينية سنة أما من الجانب الصحي فهناك خطر (...) ولا يمكن لنا أن نتسامح مع من يعرض صحة المواطن للخطر . وأضاف فيما يتعلق بغلق المساجد أن كل الجزائريين يتأسفون اليوم لغلق المساجد فيما يتحسر الشباب على غلق المساحات ولكن لكل ظرف أحكام داعيا الجزائريين إلى التحلي باليقظة والوعي لمواجهة هذا الوضع. تحرير الاقتصاد الوطني من عقلية الريع وأكد رئيس الجمهورية أنه سيشرع عما قريب في إحداث تغييرات جذرية على الاقتصاد الوطني لتحريره من عقلية الريع والمضي به نحو خلق الثروة والتنافسية والابتكار يكون فيه المورد البشري أساس التنمية . وذكر الرئيس تبون أن جهود الدولة سترتكز أساسا على إنشاء نسيج قوي من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مدعم بشبكة من المؤسسات الناشئة المبتكرة والمؤسسات المصغرة مؤكدا أن هذا النسيج سيكون قاطرة الاقتصاد الوطني مستقبلا. وقال رئيس الجمهورية لا يمكن ان يبقى الاقتصاد سجين للمحروقات (..) من الضروري تحريره والبحث واستغلال موارد بديلة يكون فيها المورد البشري اساس الانطلاقة الحقيقية للاقتصاد الوطني . وفي هذا الصدد قال السيد تبون ان الدولة عازمة على تخفيض تأثير المحروقات على الاقتصاد الوطني إلى 20 بالمائة مع نهاية سنة 2021 وهو مسعى سيتحقق بتضافر جهود الفاعلين في المنظومة الاقتصادية الوطنية بأسرها . وتابع يقول اقتصاد المعرفة والذكاء هو الأساس والجزائر لحد الآن ما تزال عذراء وتتمتع بثروات كبيرة ما تزال غير مستغلة لكن للأسف عقلية الريع ظلت جاثمة على الاقتصاد لعقود طويلة إلى درجة أن أصبحنا نستورد البراغي وهذا غير مقبول بالمرة . وأضاف السيد تبون أن ثروة المحروقات نعمة لكن غياب العدالة واستشراء روح الاتكالية حولت هذه النعمة إلى نقمة (..) آن الأوان لتحويل هذه الثروة إلى أداة للتنمية . وأكد أن دعم قطاعات مثل الفلاحة والمؤسسات الناشئة موازاة مع كبح الاستيراد الفوضوي يسهم في تحقيق التنويع الاقتصادي المرجو . وربط السيد تبون نجاح هذه الخطوة بضرورة توفر الارادة والنية الحسنة نحو تغيير النمط الاقتصادي مشددا مرة أخرى على وجوب أخلقة الحياة الاقتصادية . و قال رئيس الجمهورية أن الجائحة التي تمر بها الجزائر على غرار باقي دول العالم هي اختبار حقيقي وفرصة لتغيير منهجية العمل لما بعد كوفيد-19 مؤكدا أن لقاء 16 و17 أوت المقبل حول خطة الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي سيكون ارضية اساسية نحو اقتصاد قائم على الابتكار والتنويع. الرئيس يشيد بالمجتمع المدني أشاد رئيس الجمهورية بالمجتمع المدني وبدوره المهم في مواجهة المشاكل اليومية للمواطنين. وقال الرئيس تبون ألح على المجتمع المدني لأنه نزيه وأنا ميال كثير للحركة الجمعوية التي تهتم بيوميات المواطنين لافتا إلى أن البلاد في الوقت الحالي ليست في مرحلة انتخابات بل في مرحلة بناء للمجتمع المدني فيها دور مهم. وعبر رئيس الجمهورية في هذا الاطار عن فخره بوجود العديد من الشباب الذين ينشطون تطوعا ويضحون بعطلهم الأسبوعية لفائدة المرضى وحماية البيئة . وبعد أن أكد أن الدولة لن تكون قوية وعادلة إلا بالقانون شدد رئيس الجمهورية على ضرورة تطهير المناخ القديم متعهدا في هذا الاطار أن الذي جرى سابقا لن يتكرر أبدا وأن الامراض الاجتماعية والاقتصادية واللاأخلاق لابد ان تنتهي مبرزا أنه لابد من الاستفادة من دروس الماضي ليس بالنية الحسنة فقط بل بالقوانين . وفي رده عن سؤال حول تصوره للدولة الاجتماعية أكد أنها هي التي تكون وفية للذين ضحوا بأنفسهم من أجل بناء دولة عادلة تحارب الفقر مشددا على ضرورة توزيع الدخل القومي على المواطنين بالقسطاس . وأشار في هذا السياق إلى انه لن يسمح أبدا بترك مواطنين يلهثون وراء كيس حليب . كما تعهد الرئيس بعدم قبوله بوجود فئة من المواطنين يشيدون منازل محترمة ويعيش أولادهم في ظروف محترمة وفئة أخرى تعيش في بيوت قصديرية . وقال أن أغلب المواطنين لا يطالبون بالثراء ولكن بصون كرامتهم مجددا التأكيد على أن برنامجه يقوم على صون كرامة المواطن ويطمح لبناء جيل جديد من خلال إعطاء نفس الحظوظ ونفس الفرص لكل الجزائريين . وأوضح أن ضمان مبدأ تساوي الفرص بين المواطنين ضروري من منطلق أن الديمقراطية تبنى على هذا المبدأ .