تفلّت وباء كورونا في لبنان بشكل قد يصعب السيطرة عليه في حال استمر الاستهتار بالإجراءات من قبل الوافدين من الخارج والمقيمين في الداخل وغياب التدابير الصارمة من قبل الدولة. وأبرز ما سُجّل هو إعلان عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص إصابته بالفيروس بعدما خالط مدير مكتب وزير الخارجية ليل الأربعاء هادي الهاشم الذي كان تعرّض للإصابة. وسرعان ما ساد القلق من أن يكون النائب عقيص قد نقل الفيروس إلى زملائه النواب ولاسيما إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبله يوم الخميس في عين التينة مع وفد قواتي وأجلسه إلى جانبه. وقد سارع الرئيس بري إلى إجراء فحص PCR وأفيد أن النتيجة جاءت سلبية كذلك فعل عدد من النواب الذين سيخضعون تباعاً مع عدد من موظفي البرلمان إلى هذا الفحص في وقت أعلنت الأمانة العامة للمجلس النيابي إرجاء كل اجتماعات اللجان المقررة يومي الاثنين والثلاثاء إلى وقت لاحق. كذلك فإن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي كان على تواصل مع عقيص أجرى أيضاً فحص PCR وجاءت النتيجة سلبية بحسب مكتبه الإعلامي. وكان النائب عقيص أعلن أنه خالط كثيراً من القيادات والناس وأنه كان على تواصل مع جعجع كما التقى الرئيس بري وتمنى ألا يكون تسبّب بإصابة أحد. وقد توالت التحذيرات من انتشار الوباء وخصوصاً من قبل مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الطبية الدكتورة بترا خوري التي سألت بأسى وأسف: إلى أين نتجه؟ . وقالت: يضرب كوفيد-19 مجتمعَنا بقوة وبخاصة من هم بعمر الشباب بين العاشرة والتاسعة عشرة سنبدأ قريباً برؤية مشاهدَ مروِّعة في مستشفياتنا مثل باقي البلدان. وعلى هذه الوتيرة ستمتلئ أسرّةُ العناية الفائقة بحلول منتصف اوت. نحن في مرحلة خطيرة جدا .