يبدأ هذا الجمعة ويستمر 38 جولة موسم استثنائي للبطولة الجزائرية يُنتظر أن يدخل 20 ناديا غمار بطولة الرابطة الأولى في موسمها الكروي الجديد 2020-2021 الذي سينطلق هذا الجمعة في ظروف استثنائية فرضها فيروس كورونا المستجد. فبعد غياب دام حوالي ثمانية أشهر سيعود اللاعبون المحترفون إلى الميادين من جديد ولكن دون حضور الأنصار في سابقة هي الأولى من نوعها وذلك تطبيقا لأساسيات البروتوكول الصحي الخاص بالفيروس التاجي . وعلى عكس المواسم الفارطة ستشهد الرابطة المحترفة الأولى هذه المرة تواجد 20 فريقا عوض 16 وذلك بعد قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) بإجراء تعديل في النظام الهرمي للمنافسة. ومع برمجة 38 جولة سيكون اللاعبون مجبرين على التحضير بدنيا جيدا لمواصلة المشوار واللعب إلى غاية الرمق الأخير من البطولة في موسم جد استثنائي. المرشحون من أجل فرض السيطرة ومن المتوقع أن تكون المنافسة على المراتب الأولى محصورة بين الأندية التي غالبا ما فرضت منطقها وهي التي تتوفر على كل الامكانيات من أجل الوصول لمبتغاها على غرار التطبيق الصارم للنقاط الرئيسية للبروتوكول الصحي الخاص باستئناف البطولة. وسيكون شباب بلوزداد بطل الموسم الفارط -الذي تم توقيفه بسبب جائحة كورونا- أمام مهمة التأكيد أياما قليلة فقط بعد تتويجه بكأس السوبر أمام الجار اتحاد الجزائر (2-1) بملعب 5 جويلية. ويبقى النادي العاصمي المرشح الأول لنيل اللقب حسب المتتبعين نظرا للاستقرار الذي يعيشه على مختلف المستويات بفضل الإمكانيات التي وفّرها مجمع مدار صاحب أغلبية اسهم شباب بلوزداد. من جهته يطمح فريق مولودية الجزائر إلى خطف اللقب وإسعاد أنصاره وذلك تزامنا مع عيد ميلاد النادي رقم 100. وقامت الادارة ببعض الانتدابات النوعية في انتظار حقيقة الميدان عند انطلاق الموسم. نفس الأمر بالنسبة لوفاق سطيف -صاحب المرتبة الثالثة في الموسم الفارط- الذي حافظ على ركائز الفريق مع تجديد عقد المدرب التونسي نبيل الكوكي مهندس ريمونتادا في البطولة الماضية جعلت النسر الأسود ينافس على اللقب في العودة رغم مرحلة ذهاب سيئة. ويطمح الوفاق للتأكيد والتتويج باللقب الذي غاب عن خزائنه في السنوات الثلاث الأخيرة خاصة بعد انتخاب رئيس جديد للنادي الرياضي الهاوي ألا وهو كمال لافي. ورغم أن الفرق السالفة الذكر تبقى مرشحة بقوة للسيطرة بالطول والعرض على غمار المنافسة إلا أن المفاجأة تبقى واردة في ظل تواجد أندية مثل شباب قسنطينة الذي لن يرضى إلا بالنتائج الايجابية خاصة بعد تسجيل عودة المدرب عبد القادر عمراني. وحتى اتحاد الجزائر أيضا معني على الرغم من الرحيل المبكر للمدرب الفرنسي فرانسوا تشيكوليني المقال من منصبه بسبب مقاطعته لحفل تسليم الميداليات الذي أعقب مباراة الكأس الممتازة وهو ما أحدث زلزالا في بيت النادي والتي باتت إدارته مطالبة بإعادة الهدوء لتحقيق بداية موسم موفقة وتفادي أي تعثر قد يضر بالفريق. وتأمل إدارة سوسطارة التي استقدمت 11 لاعبا خلال الميركاتو الصيفي من بينهم هداف شباب قسنطينة اسماعيل بلقاسمي في محو آثار الموسم الفارط المخيب عندما عجز الفريق في التأهل لأي منافسة قارية مكتفيا باحتلال الصف السادس. من جهتها تطمح كل من شبيبة الساورة ومولودية وهران وبدرجة أقل نصر حسين داي لصنع المفاجأة من خلال مزاحمة الكبار. الأندية الصاعدة تسعى لضمان البقاء تسغى الأندية الثاعدة ممثلة في كل من شبيبة سكيكدة وسريع غليزان ووداد تلمسان واولمبي المدية لضمان البقاء ليس ألان بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها هذه الأندية وطبيعة البطولة. فعلى سبيل المثال يستعد الصاعد الجديد شبيبة سكيكدة للعودة إلى قسم الأضواء بعد غياب 33 سنة في ظل وضعية خاصة جدا بفعل تأثيرات جائحة كورونا. من جهته يأمل فريق وداد تلمسان الغائب عن دوري الأضواء ثماني مواسم كاملة لاستعادة بر يقه المفقود وهو الذي سبق وان لعب الأدوار الأولى في بطولة القسم الأول شانه شان سريع غليزان العائد هو الآخر للبطولة الأولى بعد ثلاث مواسم من الغياب وسيخوض السريع أول مباراة له في غياب رئيسه قلبه النابض حمزة بحري بعد الحكم عليه بسنة سجنا نافذة الأمر الذي قد تكون له انعكاسان سلبية على مستقبل السريع الباحث عن ورقة البقاء نفس الورقة بأمل في تحقيقه فريق اولمبي المدية العائد إلى الدرجة الأولى بعد موسم واحد قضاه في الدرجة الثانية. صعوبة تطبيق البروتوكول الصحي يضاعف متاعب الأندية أجمعت الأندية المحترفة على صعوبة تطبيق واحترام تدابير البروتوكول الصحي الذي فرضته السلطات بمناسبة افتتاح بطولة الرابطة الأولى المقرر غدا الجمعة. ومع اقتراب عودة عجلة الدوري إلى الدوران عقب توقف اضطراري منذ 16 مارس الماضي يكثر الحديث عن مدى قدرة الأندية على تطبيق تدابير وتعليمات الوقاية التي يتضمنها البروتوكول الصحي بهدف محاربة الفيروس التاجي في ظل التزايد المستمر لضحاياه في الجزائر. وكان الموعد الكروي الأخير بين الشباب والاتحاد في نهائي ألكاس الممتازة اختبارا حقيقيا للفاعلين في الكرة الوطنية للوقوف على مدى جاهزية الأندية لتطبيق التدابير الصحية المفروضة قبل الدخول في الأمور الجدية التي ستنطلق مع البطولة الوطنية بصيغتها الجديدة بتواجد 20 ناديا يتنافسون طوال 38 جولة. ومن أهم النقاط التي يحتويها البروتوكول الصحي الخاص بفيروس كورونا تحسبا لاستئناف بطولة الرابطة المحترفة الأولى هو إجراء كل فريق لاختبارات التفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) للاعبين والطاقم الفني قبل 72 ساعة من كل مباراة. والمعلوم أن نتائج التحليل تبقى صالحة في وقت إجرائه وفقط لأنه يمكن أن يصاب اللاعب بالعدوى قبل ظهور النتائج في حال اختلاطه مع شخص مصاب. ومن هنا يجب على النادي أن يفصل لاعبيه عن العالم الخارجي مباشرة بعد إجرائه تحليل بي سي آر إلى غاية يوم المباراة. وتركزت المنهجية التي اتبعتها الإدارة البلوزدادية بمناسبة مباراة الكأس الممتازة على عزل اللاعبين وإجراء التحاليل بالفندق الذي احتضن تربص الفريق. الأندية تشتكي من التكاليف والرابطة ترتدي ثوب المنقذ ومن بين النقاط الرئيسية للبروتوكول الصحي كوفيد-19 هو لعب المباريات دون جمهور بهدف تقليص عدد الأشخاص المتواجدين بالملعب مع ضمان نظافة مرافقه وتنظيم حركة السير فيه لا سيما في المداخل والمناطق الضيقة من خلال وضع علامات على الأرض. ويبدو أن تنفيذ البروتوكول الصحي سيثقل كاهل الأندية الجزائرية من الناحية المادية خاصة بالنسبة للفرق التي تفتقر للإمكانيات حيث اضطرت لتخصيص ميزانية إضافية لمجابهة هذه الأزمة الصحية قبل أن تعلن الرابطة المحترفة عن استعدادها للتكفل بتحاليل بي سي آر .