العربية تعانِي إهمالاً شنيعاً من أبنائها اللغة هي التاريخ وهي الجغرافية.. الشيخ أبو اسماعيل خليفة احتفى العالم يوم الجمعة باللغة العربية باعتبارها إحدى اللغات الرسمية العالمية وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم وهي لغة الفصاحة والبلاغة والبيان ولغة المفردات الجميلة. ولكنها للأسف.. تعانِي من أبنائها إهمالا شنيعا وأخطارا رهيبة من قبل أعدائها ومؤامرات منسوجة نسجا دقيقا محكما ماكرا من قبلهم صدورا عن الذهنيّة الاستعماريّة أو الشعوبيّة المُنْتِنَة والمتحدثين وراء الميكروفونات لا يبالون بل يخلطون المصطلحات الأجنبية والألفاظ العامية باللغة العربية.. والجميع يعلم أن حشو هذه المصطلحات لا ينمّ عن فقر اللغة العربية بالمعاني والمفردات وإنما ينمّ عن ادعاء مظهري وثقافي وحضاري. حقّا: إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها * هوانا بها كانت على الناس أهونا مع العلم ان اللغة العربية ليست مهمّة للتخاطب وفقط فذلك أمر تشترك فيه جميع اللغات ولكنها شعيرة تمارس بروح الشعيرة وتُطلب بروح الفريضة.. فهل يعقلون؟!. إن اللغة هي التأريخ وهي الجغرافيا اللغة معلم بارز في تحديد الهوية وإثبات الذات فكيف إذا كانت هذه اللغة هي لغة القرآن ولسان الإسلام؟!. كان الحسن بن أبي الحسن-من التابعين-إذا عثَر لسانه بشيء من اللحن قال: أستغفر الله فسئل في ذلك فقال: مَن أخطأ فيها - أي في العربية - فقد كذب على العرب ومن كذب فقد عمل سوءً والله - عز وجل - يقول: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا . النساء: 110. ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه: تعلموا العربية فإنها من الدين . ويقول شعبة رحمه الله: تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل ويقول عبد الملك بن مروان: أصلحوا ألسنتكم فإن المرء تنوبه النائبة فيستعير الثوب والدابة ولا يمكنه أن يستعير اللسان وجمال الرجل فصاحته . ورحم الله الشاعر حافظ إبراهيم إذ يقول على لسانها: رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي * وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني * عقمت فلم أجزع لقول عداتي وسعت كتاب الله لفظًا وغاية * وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة * وتنسيق أسماء لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن * فهل سألوا الغواص عن صدفاتي وهل يعلم أبناء اللغة العربية أنه في قانون فرنسا أنها تعاقب من يحاضر أو يكتب ويستخدم كلمة أجنبية مع وجود مرادف فرنسي لها بدفع غرامة قدرها 3500 دولار. وقانون لزوم الفرنسية الذي صدر عام 1994 من جملة ما نص عليه منع أي مواطن من استخدام ألفاظ أو عبارات أجنبية مادامت هناك مرادفات مقابلة لها في الفرنسية. ألا يدعونا هذا إلى الغيرة على لغتنا العربية فنتّخذ تدابير شاملة لوقايتها من العثرات مع يقيننا بأن اللغة العربية محفوظة لأنها لغة القرآن الكريم.. ولقد استوعبت شريعة الله وتعاليمه أفلا تكون قادرة على حمل أمتعة دنيانا.. فاللّهم حبّب إلينا لغة القرآن وأعنا على المحافظة عليها وارزقنا فهم كتابك والعمل به وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.