بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة تعمل على زرع الرّعب والذعر في أوساط النّاس وتشجيع أعمال إرهابية وعدم الإبلاغ عن جناية مثل المدعوون (م· محمد الشريف)، (ح· جمال) و(ح· أحمد) أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو للنّظر في القضية المنسوبة إليهم، والتي تعود وقائعها إلى شهر ديسمبر من السنة المنصرمة على أثر معلومات دقيقة وردت إلى مصالح الشرطة القضائية لمركز التحرّي والبحث والتحرّيات للمصالح العسكرية بالبليدة مفادها تعامل المدعو (م· محمد الشريف) مع الجماعات الإرهابية النّاشطة جنوب تيزي وزو، وبالتحديد لصالح سرية بوغني التابعة لكتيبة الفاروق المنضوية تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال· ألقي القبض على المتّهم وهو عامل يومي ينحدر من منطقة معاتقة، فصرّح خلال جلسة المحاكمة بأنه فعلا التقى بالجماعات الإرهابية المسلّحة منذ شهر جوان من السنة المنصرمة وذلك عن طريق صهره المتواجد في حالة فرار وهو المدعو (ك· إبراهيم) دون أن يعلم مسبقا بانخراطه في الجماعات المسلّحة، حيث طلب منه نقله إلى إحدى القرى الكائنة بتالة غيلاف ببوغني من أجل تسليم حاسوب محمول لأحد المشترين، لكنهما لم يجداه في اليوم الأوّل فعادا في اليوم الموالي، في وقت متأخّر نزل صهره من المركبة وعاد بعد برهة مع شخصين آخرين مسلّحين وركبا معهما السيّارة وسلّموا صهره مبلغ 4 ملايين سنتيم قيمة الحاسوب وسلاح رشاش، حينها فقط عرف بأن صهره إرهابي وبدافع الخوف نقلهم إلى غابة تادارث أوفلا ونزلوا جميعهم، وصرّح بأنه لم يقم بالتبليغ عن صهره خوفا على أخته الحامل وأنكر جميع التصريحات المدلى بها مسبقا، والتي تفيد بأنه كان ينقلهم في كلّ مرّة مقابل مبالغ مالية إلى أن ألقي القبض عليه، وصرّح بأن تلك الحقائق أدلى بها تحت طائلة التعذيب· أمّا المتّهم الثاني المنحدر من منطقة واسيف وهو ممرّض في عيادة مدوحة بتيزي وزو ومعلّم الكاراتي بواسيف، فقد جاء في محضر الضبطية القضائية أنه تمّ استغلال جدول مكالمات رقم هاتف أحد الإرهابيين وتبيّن أن المدعو (ح· أحمد) الممرّض كان على اتّصال بالجماعات الإرهابية ويتردّد باستمرار على أحد الأكواخ المتواجدة قرب مدجنة بإحدى قرى واسيف وكان يشاهد أفلاما وأشرطة تشيد بالأعمال الإرهابية، الأمر الذي نفاه تماما خلال جلسة المحاكمة مصرّحا بأنه فعلا التقى بمجموعة إرهابية وهو في طريقه إلى منزله ولم يقم بالتبليغ حوفا منهم· أمّا المتّهم الثالث وهو أستاذ متقاعد التحق بسلك التجارة بعد ذلك، تمسّك بالتصريحات المدلى بها عبر جميع مراحل التحقيق معترفا بأنه سلّم مبلغا ماليا قدّر ب 20 مليون سنتيم لجماعة إرهابية وذلك بعدما أخبر عناصر فرقة الدرك الوطني بذراع الميزان ومشتراس، حيث صرّح بأنه مطلع شهر ديسمبر التقى بجماعة إرهابية متكوّنة من 6 أشخاص مسلّحين اعترضوا طريقه وهو متّجه إلى المنزل وطلبوا منه مبلغ 20 مليون سنتيم فرفض وأخبرهم بأنه لا يحوز على مبلغ مماثل، إلاّ أن أحد الإرهابيين أخذ منه هاتفه ونقل رقمه مطالبا إيّاه بتجهيز المبلغ قبل 20 يوما، وبدافع الخوف كونه يقطن في قرية معزولة وخالية من التغطية الأمنية اتجه في اليوم الموالي إلى مقرّ قرفة الدرك الوطني بمشتراس، وبعدها إلى ذراع الميزان مستفسرا عن كيفية تعامله مع التهديد الممارس ضده فأخبروه بأن هاتفه سيكون تحت السماع إلى أن يتّصلوا به، ولمّا عاودت الجماعة الإرهابية الاتّصال به لم يقم بتبليغ مصالح الدرك بتسليمهم المبلغ ظنّا منه أنهم يعلمون بالأمر ما دام تحت الاستماع، إلاّ أنه وجد نفسه أمام العدالة بتهمة تشجيع أعمال إرهابية وتمويلها وعدم الإبلاغ عن جناية، في حين بقي أربعة إرهابيين في حالة فرار وهم المدعوون (ب· محمد)، (خ· أمين)، (ح· عبد العزيز) و(ك· إبراهيم)· ممثّل النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات وخلال مرافعته اِلتمس إنزال عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقّ المدعو (م· محمد الشريف) و15سنة سجنا نافذا في حقّ المدعوّين (ح· جمال) و(ح· أحمد)، في حين اِلتمست تسليط أقصى عقوبة في حقّ الفارّين· وبعد المداولة القانونية قضت محكمة الجنايات بإدانة الموقوفين بين سنة وثلاث سنوات حبسا نافذا، أمّا الفارّين فحُكم عليهم بعشرين سنة سجنا·