تهم ثقيلة تلاحق الرئيس الأمريكي السابق ترامب تحت مقصلة القضاء والتاريخ بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي المحاكمة الثانية للرئيس السابق دونالد ترامب بتهمة تحريض أنصاره على مهاجمة مبنى الكابيتول في 6 جانفي الماضي. ق.د/وكالات بدأت المحاكمة التاريخية للرئيس الجمهوري السابق بدقيقة صمت تلاها بدء التصويت على قرار يفصّل إطار المناقشات. وكان مجلس النواب قد وجه التهم لترامب الشهر الماضي على خلفية دوره في اقتحام مبنى الكونغرس من جانب حشد من مناصريه. وفي المحاكمة التي تعد الأولى من نوعها بحق رئيس سابق سيقوم أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو بمهام هيئة المحلفين. واعتبر النائب والمدعي الديمقراطي جيمي راسكن في مستهل المحاكمة أن ملف الاتهام بحق الرئيس السابق يستند إلى وقائع ملموسة وصلبة . ووعد راسكن وهو أستاذ سابق للقانون بتجنب إعطاء دروس طويلة مملة وعرض شريطا مصورا من بضع دقائق يضم مقتطفات من تصريحات نارية أدلى بها ترامب أمام أنصاره الذين تظاهروا في واشنطن في 6 جانفي ومشاهد من أعمال عنف خلال اقتحامهم لاحقا مبنى الكابيتول. من جهته قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف إن ترامب مسؤول عن أخطر هجوم على ديمقراطيتنا في تاريخ أمريكا . وتعقد المحاكمة في حين لا تزال غالبية أجزاء مبنى الكابيتول مغلقة وتخضع لتدابير أمنية مشددة بعد شهر على الاضطرابات. ووسط استمرار المخاوف من هجمات يشنها متطرفون لا يزال 6 آلاف عنصر من الحرس الوطني منتشرين في واشنطن. وبدأت المرافعات أمس الأربعاء يحصل فيها كل جانب على 16 ساعة توزع على مدى يومين. ثم يوجه أعضاء مجلس الشيوخ الأسئلة إلى الجانبين وفي حال أراد أي طرف استدعاء شهود يطرح الأمر للتصويت مع ضرورة أن يحصل على أغلبية الأصوات علما بأن ترامب رفض طلبا أرسله إليه المدعون العامون الديمقراطيون للاستماع إلى شهادته تحت القسم. وفي حال أدين ترامب بالتهمة الموجهة إليه (تتطلب الإدانة أكثرية الثلثين) فإن مجلس الشيوخ سيجري على إثر ذلك تصويتا بالأغلبية البسيطة لمنعه من تولي أي منصب عام في المستقبل. *تنديد فريق دفاع ترامب في السياق ذاته ندد الفريق القانوني لترامب بالمحاكمة معتبرا أنها انتهاك للدستور وأنه من العبث تحميل الرئيس السابق مسؤولية أعمال العنف. لكن النواب الديمقراطيين الذين يتولون مهمّة الادّعاء اعتبروا أن الرئيس السابق ارتكب انتهاكا للدستور هو الأخطر في تاريخ الرئاسة الممتد 232 عاما بتحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس. *مساءلة دستورية وفي وقت سابق صوتت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي على إجراء محاكمة كاملة للرئيس السابق دونالد ترامب بعدما أيدوا حجة الديمقراطيين بأن الإجراء مسموح به بموجب الدستور الأمريكي. وبأغلبية 56 سناتوراً مقابل 44 صوّت المجلس لمصلحة اعتبار المحاكمة دستورية وبالتالي المضيّ قدماً بإجراءات عزل الرئيس السابق حتى بعد أن انتهت ولايته وغادر البيت الأبيض وعاد مواطناً عادياً. واعتبر أحد محامي الدفاع عن ترامب أن محاكمة الملياردير الجمهوري في مجلس الشيوخ هي استغلال سياسي لآلية العزل وسوف تمزّق البلاد . وقال ديفيد شون في مستهلّ محاكمة ترامب المتّهم بتحريض مناصريه على اقتحام مقرّ الكونغرس في السادس من يناير إنّ هذه المحاكمة سوف تسبّب للأمة ندوباً جديدة وعميقة لأنّ أمريكيين كثراً يرونها على حقيقتها: محاولة من قبل مجموعة سياسيين لإخراج دونالد ترامب من الحياة السياسية وحرمان 74 مليون ناخب من حقوقهم . واعتبر أنّ المحاكمة سياسية وستجعل الولاياتالمتحدة أكثر انقساماً وستضعف كثيراً مكانتها في العالم. وأكّد المحامي أنّ هؤلاء النخب سخروا منهم على مدى أربع سنوات وتابع لم ترُق لهم نتائج انتخابات 2016 مستعيداً في ذلك مقولة لطالما ردّدها الرئيس الجمهوري السابق. وفي 13 جانفي أي بعد أسبوع على اقتحام الكونغرس وجّه مجلس النواب لترامب الاتّهام ب التحريض على التمرّد . وبعد عام على محاكمة لعزله دخل ترامب التاريخ بصفته أول رئيس أمريكي تطلق بحقه مرتين إجراءات العزل وهو أول رئيس على الإطلاق يحاكم بعد انتهاء ولايته. لكن شون اعتبر أنّ مجلس الشيوخ ليس الجهة ذات الاختصاص لمحاكمة مواطن عادي وأن محاكمة ترامب مخالفة للدستور . في المقابل يفرض الدستور تصويت غالبية الثلثين لإصدار حكم إدانة. وعلى الرغم من أن بعض الجمهوريين قد يصوّتون مع الديموقراطيين ضد ترامب إلا أن من الصعب جداً الوصول إلى العدد المطلوب وبالتالي فإن لدى ترامب كل الفرص لتبرئته ربما اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل.