نحو إنشاء بطاقية وطنية ل البذور المحلية الجزائر تستورد 80 بالمائة من بذور الخضراوات والأشجار المثمرة ستشرع الغرفة الوطنية للفلاحة بالتعاون مع الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين في إعداد بطاقية وطنية لكل البذور الفلاحية المتواجدة عبر التراب الوطني استعدادا لإنشاء بنك وطني خاص للمحافظة على البذور المحلية وتطويرها حسب ما أفاد به رئيس الاتحاد منيب اوبيري. وذكر السيد منيب خلال ندوة أقيمت بالغرفة الوطنية للفلاحة حول أهمية المحافظة على البذور وتطويرها ودورها في تحقيق الأمن الغذائي المستدام أن عملية جرد أصناف هذه البذور سوف تتم بالتعاون مع خبراء وباحثين من مراكز البحث العلمي كالمعهد الوطني الجزائري للأبحاث الزراعية والمعهد التقني للزراعات الواسعة إلى جانب الفاعلين في القطاع من فلاحين وخواص وكذا المهندسين الزراعيين الذين يمتلكون قطع فلاحية. وحسب ذات المتحدث ستتم تجربة هذه البذور في الميدان على أراض نموذجية قبل معالجتها وحفظها وتطويرها على مستوى المخابر التابعة للمعاهد قبل ان يتم التصديق عليها من طرف المركز الوطني لمراقبة البذور وتصديقها. وحسب تقديرات رئيس لاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين تحصي الجزائر أكثر من 2.000 صنف من مختلف الشعب الزراعية يعود البعض منها إلى آلاف السنين مشيرا إلى ان الأمر يدعو إلى الاستعجال من اجل حمايتها من الانقراض خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة. ونوّه السيد منيب بأهمية إنشاء هذا البنك لما له من دور في تطوير الإنتاج الوطني من حيث الكمية والنوعية وإخراج البلاد من التبعية للخارج. وفي هذا الصدد شدد السيد منيب على ضرورة تسريع وتيرة انجاز هذا البنك للمحافظة على البذور المحلية باعتبار ان الأمر يعد استراتيجيا لأنه يتعلق بالأمن الغذائي والقومي للبلاد لاسيما أن الجزائر تعاني من تبعية بنسبة أكثر من 80 بالمائة من بذور الخضراوات التي تستورد من الخارج تثقل كاهل الخزينة العمومية . ويرى أنه من غير المعقول أن تجلب الأشجار المثمرة من الخارج إضافة إلى البذور بينما لدينا مراكز لتطوير البذور والشتائل تغنينا عن الاستيراد. من جانبه يقول عبد الرزاق شبوطي باحث في الفلاحة: أنه من غير المعقول توفر البلاد على بذور محلية تتميز بخصائص متفردة لكن ليس لديها صفة الإنتاج الواسع مقارنة بالبذور المستوردة لكن ما يميزها من الخصائص كونها متكيفة مع المناخ الجزائري ولذلك يمكننا استغلالها . من جانبه اعتبر رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة محمد يزيد حمبلي أن النمو الديمغرافي والتزايد الكبير في الطلب على الغذاء يتطلب مسايرة من طرف البحث العلمي لإيجاد أنواع وأصناف جديدة من البذور ذات مردودية كبيرة من خلال تطوير الأصناف القاعدية الموجودة. كما شدد على ضرورة ايجاد أصناف متأقلمة مع التغيرات المناخية لتحقيق الاستقلالية التامة في هذا المجال خاصة في ظل الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم.و نوه بأهمية تنويع الأصناف بدل الذهاب إلى الأصناف الأحادية في الزراعة. و في هذا الصدد ذكر بتطوير بذور البطاطا إلى أكثر من 60 صنفا مما سمح للجزائر بالاستغناء عن استيرادها داعيا إلى تعميم هذه التجربة على سائر بذور الخضروات والبقوليات الأخرى.