تصطدم العائلات المقبلة على إقامة زفاف أبنائها تزامنا مع بداية موسم الأفراح بكابوس اسمه "قاعات الزفاف" بسبب التلاعبات الحاصلة في حجزها والاستفادة منها يوم العرس، وبالنظر إلى البزنسة الحاصلة من طرف أصحابها بدليل المبالغ الخيالية التي وصلت إليها بعض القاعات الراقية والتي قد تصل إلى 22 مليون سنتيم تبعا لمستوى القاعة والخدمات المعروضة لتنخفض إلى 7 ملايين كأدنى حد. خباجة نسيمة والمشكل الذي صادفته الكثير من العائلات في الآونة الأخيرة واشتكت منه هي المبالغ المالية الإضافية الذي يفرضها بعض القاعات في حالة ما إذا تم اختيار أيام العطلة الأسبوعية من اجل إقامة العرس بحيث يفرض على من اختار يوم السبت أو الجمعة أن يدفع أكثر، على طريقة البيع في المزاد العلني مما أدى إلى تعكر الأجواء، وخلق فوضى عارمة شهدتها بعض القاعات وأدت إلى نشوب نزاعات بين الزبائن خاصة وان هناك من حذف موعده على حساب آخر كون أن الطرف الآخر استجاب لطلبات أصحاب القاعة ودفع أكثر ليستفيد من إقامة عرسه أيام العطلة الأمر الذي رأى فيه الأغلبية انه ظلم بعينه بدليل أن حتى القاعات صارت تمنح لأصحاب "الشكارة" أو من يدفع أكثر. التقينا بالشاب رضوان بالقرب من إحدى قاعات الزفاف ببوزريعة ووجدناه متحسرا فاقتربنا منه وراح مباشرة يشكي لنا همه مع صاحب القاعة الذي استبدل موعد زفافه بموعد آخر وأخّره لمدة 15 يوماً بذريعة انه اخطأ، ومنح له تاريخ يوم محجوز من طرف عائلة أخرى، والأكثر من ذلك انه لم يستفد من نفس اليوم الذي كان يوم سبت، وطالبه صاحب القاعة بصريح العبارة إن هو أراد الاستفادة من نفس اليوم عليه بإضافة مبلغ 5000 دينار وهي القاعدة المعمول بها منذ بداية موسم الأفراح فكانت المصيبة مصيبتين، واكتفى باليوم المحدد حسب رغبة صاحب القاعة كونه لم يرد إضافة مصاريف أخرى وإثقال كاهله بها إضافة إلى مصاريف العرس وما يتطلبه من تكاليف كثيرة. سيدة أخرى التقيناها أمام قاعة بالعاصمة تلك القاعة التي ذاع صيتها بكثرة المشاكل على مستواها والتي يتكبدها أصحابُ العرس في الأيام القليلة التي تسبق العرس بحيث أن مشكلتها هي من نوع آخر واصطدمت بعد وفودها إلى القاعة للتأكد من موعد الزفاف الذي هو على بعد أسبوعين، بعائلة أخرى حُجز لها في نفس اليوم، فما كان عليها إلا ذرف دموع الحزن خاصة وأن السيدة الأخرى تغلبت عليها بعد أن دفعت إلى صاحب القاعة مبالغ إضافية، واستفادت من نفس الموعد الأول، ليلي عرسها عرس تلك السيدة وصادف يوم الأحد ولم تجد ما تفعله وفوضت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى خاصة وأننا في زمن تلبُّى فيه المطالب فورا لمن يدفع أكثر بعد طغيان المادة على الضمائر والعقول. وتكبدت بذلك العائلات خسائر وتكاليف إضافية بعد أن فرض عليها الأمر المحتوم استبدال تواريخ الدعوات وإلغاء الدعوات الأولى على الرغم من تكاليفها المادية بالإضافة إلى انزعاجها والزيادة في ضغوطها التي لا تخلو منها الأعراس الجزائرية من كل جانب، بالنظر إلى تكاليفها التي صارت باهظة أضف إلى ذلك السلوكات التي صارت تميز قاعات الزفاف.