مكاسب حُقّقت ورهانات في الأفق.. كورونا تفسد نكهة احتفال المرأة الجزائرية بعيدها العالمي
تحتفل المرأة الجزائرية اليوم على غرار باقي نساء العالم بيومها العالمي وهي المناسبة التي تعود كل مرة لنتوقف عند تثمين المكاسب المحققة ونقيم مكانتها في المجتمع والأشواط التي قطعتها في خوض غمار التنمية جنبا إلى جنب مع شريكها الرجل لتبرهن بأنها قادرة على توظيف إمكانياتها في مواجهة كل التحديات ومرة أخرى يأتي احتفال المرأة الجزائرية بعيدها العالمي في ظل تفشي جائحة كورونا وهو ما يفسد نكهة هذا الاحتفال إلى حد بعيد. نسيمة خباجة حققت المرأة الجزائرية مكاسب جمة في كل المجالات فشاركت بنضالها وضحت بأغلى ما عندها من أجل تحرير الجزائر واستطاعت بحكم خصوصيتها من تحطيم الصورة النمطية للمرأة المغلوب عن أمرها فرفعت التحدي ليس فقط في بناء أسرة متماسكة بل بالعمل عندما اقتحمت كل المجالات التي لم يكن لأحد أن يتصور بأنها ستنجح فيها يوما من الأيام لتحجز لنفسها بذلك مكانة في عالم الإبداع والمهن الصعبة. ولأن المرأة الجزائرية طموحة فقد لازمها الأمل لتبوء مكانة أكبر في الحياة الوطنية وخاصة السياسية وخطت من ثمة خطوات متسارعة في السنوات الأخيرة بعد تعزيز مكانتها السياسية وتوسيع حظوظها في المجالس المنتخبة إلى جانب ضمان حرياتها وحقوقها من خلال نصوص تشريعية تحميها من العنف الممارس ضدها ومن التحرشات التي قد تتعرض إليها من دون إغفال جانب المساواة بينها وبين الرجل في فرص العمل والتعليم فالمرأة التي كانت لا تخطو بالأمس بضع خطوات صارت تقطع أميالا لتحقي ذاتها وإبراز قدراتها الشخصية والعلمية والإبداعية في مختلف الميادين .
المقاولاتية النسوية.. إبراز للقدرات
أصبحت المرأة الجزائرية عنصرا فعالا خارج الإطار التقليدي الذي عرفت به لاسيما بعد ولوجها عالم المقاولاتية فبالرغم من ضآلة نسبة مشاركتها في أعمال المقاولاتية وإدارة الإعمال بالمقارنة مع الرجال إلا أن أرقام السنوات الأخيرة تشير إلى قفزة نوعية في مساهمتها في عدد من المجالات المقاولاتية المتميزة. كما ان حصة المرأة من المشاريع المقاولاتية أصبحت تشهد ارتفاعا سنة بعد أخرى مع تحفيزها بتمويل اكبر للمؤسسات التي تدار من طرف النساء وتشير إحصاءات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر التي تعد القبلة المفضلة للنساء إلى نسب عالية للمشاركة النسوية في مشاريع المقاولاتية تفوق 70 بالمائة وقد ولجت المرأة مختلف الميادين الاستثمارية حتى التي كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال فالنساء المقاولات تحولن إلى نوعية مختلفة من المشاريع لاسيما تلك المتعلقة بميدان الفلاحة ومجال النظافة وكذا الصناعة الابتكارية كما أن هناك نسوة مقاولات نجحن حتى في مجال التصنيع ومنهن من نجحن في توظيف اكثر من 50 امرأة في مشاريعهن وهي أرقام ايجابية بالنظر إلى ما تفرضه سوق المقاولاتية في الجزائر من منافسة. وتسعى العديد من المنظمات والجمعيات لدعم خطوات المرأة في هذا المجال الجديد الذي أصبح يجذب كل عام المزيد من النساء الطموحات حيث تقوم العديد من الجمعيات على غرار الجمعية الجزائرية للنساء رئيسات المؤسسات بمرافقة ودعم الراغبات في ولوج المقاولاتية من النساء لا سيما اللواتي تخرجن من الجامعات الجزائرية بأفكار استثمارية كما ان التكوين يعتبر اول خطوة لا بد من تقديمها للمرأة المقاولة الراغبة في الاستثمار بالإضافة إلى مهمة الإعلام بأهم الأجهزة الداعمة والمرافقة على مستوى كل الهيئات الإدارية من اجل ضمان نجاح المقاولاتية النسوية وهي المهمة التي يجب ان تشارك فيها كل الفعاليات الراغبة في تحويل وتقويم صورة المرأة الجزائرية المقاولة. المرأة الريفية.. واقع وتحديات إن القول بأن المرأة الريفية هي المرأة العاكسة لنمو المجتمعات حقيقة أصبح ينادي بها الجميع وواقع فرض نفسه بفعل الزمن فمكانة المرأة تعتبر اليوم معيارا مهما يوضح درجة تقدم أي مجتمع وقياس حركة تفاعله مع معطيات العصر الحديث بكل ما يحمله من قيم ومبادئ حيث تزايد في العقود الأخيرة الحديث عن دور المرأة وضرورة تمكينها في المجتمعات ما جعل الهيئات والمنظمات الدولية تتسابق من أجل عقد المؤتمرات والقمم للمناداة بضرورة إشراك المرأة في التنمية لأنها تشكل نصف قوة المجتمع وتعطيل هذه القوة يعني اختزال نصف الموارد والتطورات فالجزائر في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية السياسية الجديدة التي يشهدها العالم بما لها من تأثيرات داخلية وخارجية على الأقاليم والدول أصبحت في حاجة ماسة إلى إيجاد بديل للموارد النفطية التي لطالما اعتمد عليها في دفع العجلة التنموية وذلك من خلال تنمية القطاع الفلاحي الانتاجي والاعتماد على طاقات المرأة وإمكانياتها فقد أكدت الأبحاث أن زيادة مشاركة المرأة في المجهودات التنموية سوف يحسن الاقتصاد الوطني وينمي القطاع الخاص وينعش الإنتاجية والابتكار وبذلك تعتبر المرأة مستفيد أول وفعال أساسي في عملية التنمية وتعتبر كذلك قوة فعالة ودافعة بعجلة النمو الاقتصادي فالمرأة تمثل نصف المجتمع ولديها القدرة على التأثير المباشر في النصف الآخر إدراكا من الجزائر بدور وأهمية مشاركة المرأة حاولت تبني عدة برامج وتجسيد العديد من المشاريع من أجل توسيع مشاركة المرأة سواء في المدن الحضرية أو عبر الأرياف والقرى في كل الجوانب الحياتية وكذا تحقيق مكانتها على مختلف الأصعدة ولم يعد يقتصر دور المرأة الريفية في البيت بل خرجت وأحدثت قفزة نوعية لانجاز مشاريع مهمة ذات طابع فلاحي أو حيواني يقوي اقتصاد الدولة ويخلق مناصب شغل وبرزت المرأة الريفية في مختلف الميادين بطاقتها وإبداعاتها المهمة .