أصبحت المرأة الجزائرية عنصرا فعالا خارج الإطار التقليدي المعروفة به، خاصة بعد ولوجها عالم المقاولتية، فالبرغم من ضآلة نسبة مشاركتها في أعمال المقاولاتية وإدارة الأعمال بالمقارنة مع الرجال، إلا أن أرقام السنوات الأخيرة تشير إلى قفزة نوعية في مساهمتها في عدد من المجالات المقاولاتية المتميزة. وحسب ما أوضحته مولحسن سليمة، إطار بالصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، في تدخلها أمس على أمواج الإذاعة الوطنية، أن حصة المرأة من المشاريع المقاولاتية التي أحصيت على مستوى الصندوق إلى غاية فيفري 2016 قد بلغت 9 بالمائة، أما في سنة 2015 فقد تم تمويل أكثر من 15 بالمائة من المؤسسات التي تدار من طرف النساء. وتشير إحصاءات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر التي تعد القبلة المفضلة للنساء إلى نسب عالية للمشاركة النسوية في مشاريع المقولاتية، حيث أكد بن كرو عاشور، المكلف بالاتصال لدى الوكالة، أنه تم تمويل أكثر من 476 ألف مشروع لفائدة النساء، وهو ما يعادل 62 إلى 63 بالمائة، في إشارة واضحة إلى إقبال المرأة على خلق مشاريع مصغرة. وقد ولجت المرأة مختلف الميادين الاستثمارية حتى التي كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال، الأمر الذي أكده قطاش مبارك، المدير الفرعي للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب بالجزائر شرق، في تصريح للإذاعة، أن النساء المقاولات تحولن إلى نوعية مختلفة من المشاريع، لاسيما تلك المتعلقة بميدان الفلاحة ومجال النظافة وكذا الصناعة الابتكارية، مضيفا أن هناك نسوة مقاولات نجحن حتى في مجال التصنيع ومنهن من نجحن في توظيف أكثر من 50 امرأة في مشاريعهن، وهي أرقام إيجابية بالنظر إلى ما تفرضه سوق المقاولاتية في الجزائر من منافسة. وتسعى العديد من المنظمات والجمعيات لدعم خطوات المرأة في هذا المجال الجديد، الذي أصبح يجذب كل عام المزيد من النساء الطموحات، حيث تقوم العديد من الجمعيات، على غرار الجمعية الجزائرية للنساء، رئيسات المؤسسات، بمرافقة ودعم الراغبات في ولوج المقاولاتية من النساء.