كبارٌ بأحلام عُصفورية.. ومن لا يستشعر الخطر فهو في غفلة! إن من يقرأ المَشاهد قراءة صحيحة ولو على عجل يعلم أن أعداءً كثيرين في الداخل والخارج لا يريدون للجزائر أمانًا ولا استقرارًا ولا رخاء ولا ازدهارًا يرغبونها فوضى ويبغونها عوجًا حسدا من عند أنفسهم ولحاجة في نفوسهم ونفوس أسيادهم.. ولا أجمل من وصف هؤلاء الغوغائيين ما قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه: لا بأس بالقوم من طول ومن عظم * جسم البغال وأحلام العصافير وكلمة أحلام في البيت تعني: عقول لأن العقل يضبط المرء.. وللأسف.. يلوح في أفق حراك الشارع وعلى أمواج العالم الأزرق كبار بأحلام عصفورية دخلاء على الكلمة والوعي والثقافة والعمل المتصل بالشأن العام مثبطو العزائم والمحبطون والموتورون الذين يحاولون تقزيم كل جهد جزائري أعداء وبوحي من شياطين الخارج والداخل يحاولون قيادة المجتمع بالسخرية والإنتقاد وإطالة اللسان وإثارة الفتن والبلابل.. بل والدعوة لتأسيس مليشيات مسلّحة لزعزعة الأمن الاستقرار لصالح الأعداء. وليس عيبا أن يطالب المرء بحقوقه في وطنه إنما العيب أن تكون تلك الحقوق بمثابة الجسر للإنقضاض على الوطن بأنياب العدوانية والكراهية والإستيلاء على الضمير بمخالب الضمير الغائب.. فالوطن مهدّد في أي لحظة للسرقة من قبل هؤلاء الذين يقدمون المصالح الشخصية ويتبنون الرؤى الضيقة مقابل الوطنية. فلمصلحة مَن يتمّ تحريف بوصلة الحرية وتزييف الوطنية.. في ظلّ ما تعانيه أمتنا الإسلامية من فواجع ومواجع وما تعايشه من نكبات وإحباطات والتعثر الذي يصاحب خطاها كل ذلك أمر يشرحه الحال بأبلغ من كل مقال؟.. ودون استبعاد للأخطاء الذاتية أو التقليل من حجمها وأثرها فانه من اللازم: أن يستحضر الجزائريون بوعي عميق ومسؤول هذه المخاطر. فكثيرا ما يكون (التوقع الاستراتيجي) مبنيا على (هدف) استراتيجي بمعنى أن هذه القوى أو تلك (قررت) تحقيق هدف تريده وما الله بغافل عما يعمل الظالمون . فالعقل.. العقل.. العقل: هو المرساة الخفية الحقيقية التي تربط العواطف بمراسي الوطن لمنع دخول مثل هذه الكائنات السائبة إلى مزارع الأمن وحقول الخير. فأمن الوطن للجميع وسيادته من سيادة الجميع.. ومن لا يستشعر الخطر فهو في غفلة!. حفظ الله الجزائر وحفظ لها رجالها ولتسقط الآفات الصغيرة التي تخرج فجأة بسمومها للنيل من أشجارها الوارفة النّبل..