اِلتحق أمس أزيد من 140 ألف طالب بمختلف الجامعات والمعاهد الجزائرية للشروع في المرحلة الخامسة والنّهائية من التسجيلات الجماعية لحملة (باك 2011)، والتي تميّزت باستياء معظم الطلبة، حيث لم تنل التخصّصات التي وجّهوا إليها رضا الأغلبية، وقد كانت وجهتنا إلى كلّية الطبّ بالعاصمة أين تدفّق عدد كبير من الطلبة الذين استفادوا من التخصّصات العلمية كالطبّ والصيدلة وجراحة الأسنان والبيطرة لتأكيد تسجيلاتهم في التخصّصات التي وجّهوا إليها· تميّز اليوم الأوّل من التسجيلات النّهائية التي ستمتدّ إلى غاية تاريخ 04 أوت المقبل باستياء عدد كبير من الطلبة الذين عبّروا عن استيائهم ل (أخبار اليوم) من الأجواء التي تشهدها الجامعات الجزائرية منذ انطلاق عملية التسجيل بها، والتي أنستهم إلى حدّ ما نشوة النّجاح الذي حقّقوه في البكالوريا· كما أثارت المشاكل المصاحبة لإجراءات التسجيل حفيظة الكثيرين منهم كالتدفّق الكبير للطلبة في اليوم وانعدام التنظيم وسوء التسيير، إلى جانب تذمّر بعض الطلبة الذين حرموا من حقّ الطعن، حيث لم يوجّهوا إلى رغبتهم الأولى، وقد تعرّض هؤلاء الطلبة لصدمة الحرمان من حقّ تقديم الطعون بحجّة أن ذلك التخصّص داخل ضمن رغباتهم· وكان معظم الطلبة قد راحوا ضحّية سوء توجيههم خلال التسجيلات الأوّلية، حيث اعتقدوا أنه بمجرّد حصولهم على المعدّل المذكور في دليل الطالب يكونون قد ضمنوا مقعدا ضمن ذاك التخصّص في حين أن المعدّل ذاته يدخلهم فقط في قائمة الترتيب وبعدها يتمّ توجيه الطلبة حسب درجة استحقاقهم وعدد المقاعد المتاحة، وهذا ما حصل فعلا بعد حالة التشبّع التي عرفتها المدرسة التحضيرية بدرارية· وأمام مدخل كلّية الطبّ بالعاصمة تقرّب منّا طالب تحصّل على معدّل 15.75 تمّ توجيهه إلى كلّية الطبّ وهي الرّغبة الأولى، غير اأنه عبّر عن تذمّره من سوء التسيير وسوء الحظّ الذي طاله منذ إعلان نتائج البكالوريا، حيث واجه عدّة صعوبات في التسجيل عبر الأنترنت إلى جانب نسيانه أمس إحضار كشف النّقاط الأصلي لكثرة الوثائق المطلوبة، ما كلّفه عدم قَبول ملفه والعودة خائبا على أمل أن يعود في اليوم الموالي لتأكيد تسجيله· الطالبة (ب· ناريمان) المتحصّلة على شهادة البكالوريا فرع علوم إنسانية، التقيناها بالمدخل الرئيسي للجامعة المركزية وعلامات الاستياء ظاهرة على وجهها، حيث تفاجأت بأن التسجيلات لا تتمّ في الجامعة المركزية التي اقتصرت مهامها هذه السنة على استقبال الطعون فقط، مبدية تذمّرها من عدم إعلان الوزارة عن مراكز التسجيل مؤكّدة أنها أضاعت نهارها في التنقّل من جامعة إلى أخرى دون أن تنهي تسجيلاتها، وفيما يخصّ التخصّص الذي وجّهت إليه فقد أكّدت أنه تمّ توجيهها إلى تخصّص لغة إنجليزية وهو اختيارها الثالث ورغبتها منذ البداية، غير أنها عندما ناقشت الأمر مع والديها والمقرّبين من أفراد عائلتها اقتنعت بأن تدرج هذه الرّغبة كاختيار ثالث، علما منها أنه لم يتمّ توجيهها إلى اختيارها الأوّل وبالتالي ستكون قد أرضت الجميع وتحقّق رغبتها من ناحية أخرى· في السياق ذاته، خصّصت وازرة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة بوزريعة لاستقبال طلبة تخصّص لغات وآداب وعلوم إنسانية، فيما تمّ توجيه طلبة الحقوق إلى جامعة بن عكنون في حين استقبلت جامعة دالي ابراهيم كلاّ من طلبة العلوم الاقتصادية والمالية والتجارة، أمّا طلبة العلوم الشريعة فقد تمّ توجيهم إلى جامعة الخروبة بالعاصمة وأمّا جامعة هواري بومدين بباب الزوّار فقد استقبلت طلبة تخصّصات التقني والرياضة والعلوم البيولوجية، في حين تمّ استثناء الجامعة المركزية من عملية التسجيلات النّهائية واقتصرت مهامها على استقبل الطعون في اليومين الماضيين· أخطاء التسجيلات الجامعية لم تتوقّف عند التوجيه السيّئ وحرمان بعض الطلبة من حقّ الطعن وإنما امتدّت إلى عثور بعض الطلبة على أخطاء مطبعية في بطاقاتهم الجامعية· من جهة أخرى، رأى بعض المؤطّرين الذين سهروا على عملية التسجيلات النّهائية بكلّية الطبّ بالعاصمة أن العملية تمّت في أجواء عادية يتميّزها التنظيم المحكم، وأن بعض الأخطاء التي تذمّر منها الطلبة تعود للتدفّق الكبير لللطلبة في اليوم الأوّل من عملية التسجيل وارتباك البعض، ما أدّى إلى نسيانهم إحضار جميع الوثائق المطلوبة مؤكّدين أن الوزارة عمدت إلى توفير جملة من التسهيلات وهذا بتجميع عدّة مصالح إدارية وخدماتية بمراكز التسجيل حتى تسمح للطلبة المسجّلين بإتمام كلّ العمليات المطلوبة في ظرف وجيز·