اصطدم الجميع بأسعار التمر التي تداولت في الأسواق في أولى أيام الشهر الفضيل بحيث لم يعرف انخفاضا في أسعاره طيلة الموسم وازدادت وتيرتها مع حلول رمضان، خاصة وانه من بين المواد الضرورية على موائد الإفطار بحيث يفضل الكل تكسير الصيام وافتتاح إفطارهم به، اقتداء بسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. إلا أن أسعاره المتداولة حرمت العديد من العائلات من تلك السنة الحميدة وصار من بين المواد الذي تبعد عن العائلات على الرغم من الإنتاج الوفير الذي تزخر به صحرائنا الشاسعة، وعلى الرغم من معقولية الأسعار على مستوى تلك الولايات والتي تصل إلى مستويات منخفضة، يحدث العكس في المناطق الشمالية وكذا الولايات الداخلية التي تسجل ارتفاعا ثابتا في أسعاره دون أن يمسها انخفاض. ويشتكي الكل من تضاؤل تلك المادة في كامل السنة وكذا ارتفاع سعرها، حتى بات من بين الفواكه التي تبعد عن العائلات الجزائرية، وان كان الكل يتقبلون الأمر خارج رمضان ذلك لم يهضم الجميع الأمر مع حلول رمضان المعظم بحيث حرمت الأسعار الصائمين نكهة تذوقه على الرغم من منافعه الصحية المتعددة التي تفيد الصائم. قمنا بجولة عبر بعض الأسواق في اليوم الأول من رمضان فاصطدمنا بتلك الأسعار التي قابلتنا والتي لم تنزل عن 450 دينار للكيلوغرام الواحد لترتفع إلى حدود 500 دينار بالنسبة للأنواع الرفيعة على غرار دقلة نور، وسجلنا تذمر المواطنين من الارتفاع الذي شهدته أسعار التمور والتي حرمتهم من عادة تناوله قبل الإفطار مرفقا بالحليب أو اللبن، وهي الفرصة التي انتهزها التجار للرفع من سعره الذي سوف يبقيه مكدسا لديهم من دون شك فالقدرة الشرائية لأغلب العائلات لا تمكنهم ولا تسمح لهم باقتنائه وهو على ذلك السعر بالنظر إلى المتطلبات الضرورية الكثيرة التي يتطلبها الشهر الفضيل والتي تضع التمر في خانة الكماليات التي تبعد عن الأسر سيما وان سعره لا يسمح باقتنائه. اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى بعض الأسواق المنتشرة عبر العاصمة على غرار سوق المرادية والمرادية والسوق المغطى ببلكور فأعرب الكل عن استيائهم من الأسعار التي أطلقها التجار مع افتتاح رمضان لاسيما مادة التمر التي تعد الحاضرة الأولى في موائد الإفطار لكن سعرها غيبها في هذه المرة وفي كل مرة، فالتمر أضحى من الفواكه التي تبعد عن العائلات الجزائرية في الوقت الذي يسمح به الإنتاج الوفير من تذوق الجميع لأجود أنواعه. عن هذا قالت إحدى السيدات انه بالفعل نار الأسعار اكتووا بها في أوائل الشهر الفضيل ولم يقتصر الارتفاع على التمر فقط والذي ألف الكل ارتفاع أسعاره من قبل، بل مس جل المواد الضرورية في رمضان وأضافت أنها لم تستطع تغييب عادة بداية الافطار عن طريق حبيبات التمر عن أفراد عائلتها، الأمر الذي دفعها إلى اقتنائه بالغرامات وجلبت كمية منه بسعر 200 دينار على حسب قدرتها المادية، لتختم بالقول انه فاق بكثير سعر الموز على الرغم من تضاؤل إنتاجه على الأراضي الجزائرية، وعلى أصحاب القرار حل المعادلة الصعبة فلماذا نذهب إلى تصديره ونحن لم نحقق الاكتفاء في الداخل بدليل تلك الأسعار الملتهبة التي حرمت الكثيرين من تذوقه.