فعاليات جمعوية تكثف جهودها.. هبّة تضامنية قوية لتوفير الأكسجين لمرضى كورونا سارع عدد من الجمعيات والنشطاء الخيريين بولاية البليدة فور تسجيل نقص الأكسجين الطبي بمستشفيات الولاية لاسيما لفائدة المصابين بفيروس كوفيد-19 إلى تنظيم حملات جمع التبرعات لاقتناء مولدات ومكثفات الأكسيجين بهدف المساعدة على توفير هذه المادة الحيوية للمرضى. فعقب تسجيل مستشفيات الولاية خاصة تلك المخصصة للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا تذبذبا في التزود بمادة الأكسجين سارعت السلطات الولائية إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتوفير هذه المادة وهي الجهود التي تدعمت باطلاق حملات لجمع التبرعات لاقتناء مكثفات ومولدات الأكسجين بمبادرة من جمعيات خيرية وكذا نشطاء وممثلي المجتمع المدني ومتعاملين اقتصاديين. وتعرف هذه المبادرات الخيرية التي تم إطلاقها منذ نحو أسبوع تجاوبا من طرف المواطنين وفقا لقدراتهم المادية في صورة فاجأت القائمين على هذه الحملات وفقا لما صرحوا به لوكالة الأنباء الجزائرية. ومن بين هذه المبادرات التي تمكن القائمون عليها من جمع مبلغ مالي قارب المليارين سنتيم في ظرف أسبوع واحد فقط مبادرة نداء الإنسانية لفائدة مستشفى العفرون المخصص للحالات المصابة بهذا الفيروس المعدي من القاطنين بالجهة الغربية للولاية. وبحسب ما أشار إليه رئيس فوج النهضة للكشافة الإسلامية الجزائرية حميد عمروس فقد أكدت الأطراف المشاركة في هذه المبادرة الخيرية أنه لم يكن يتوقع جمع هذا المبلغ المعتبر في ظرف أسبوع واحد فقط لافتا إلى أن أيام قليلة فقط تفصل عن تحقيق الهدف المرجو في ظل تواصل استقبال التبرعات. وأضاف أنه تم جمع نحو 8ر1 مليار سنتيم في حين أن تكلفة شراء مولد أكسجين لفائدة مستشفى العفرون تقدر بنحو 9ر2 مليار سنتيم مشيرا إلى تشكيل لجنة متخصصة لمتابعة عملية الشراء بالتنسيق مع إدارة المستشفى وكذا تقنيين وخبراء في المجال. كما تم التعاقد مع شركة متخصصة في هذا المجال لتوفير هذا العتاد الطبي والتي التزمت باستيراده وتثبيته في المستشفى في ظرف لا يتعدى 25 يوما وفقا لما أشار إليه ذات المتحدث. بدورها أطلقت جمعية كافل اليتيم الطبعة الثانية من مبادرة تكافل2 تحت شعار ساهم معنا لإنقاذ الأرواح لجمع تبرعات عينية ممثلة في مكثفات الأكسجين ووسائل الوقاية وكذا مالية لاقتناء مولدات ومكثفات الأكسجين. وفي هذا الصدد تم تشكيل خلية إدارة أزمة على مستوى المقر الرئيسي للجمعية الكائن ببلدية بني مراد قصد التنسيق بين مختلف فروعها يقول المكلف بالاعلام على مستوى الجمعية طارق لطرش منوها بتجاوب المواطنين مع هذه الحملة حتى من طرف الجالية المقيمة بالخارج على غرار فرنسا وهولندا واسبانيا. وبهدف إضفاء الشفافية والمصداقية على هذه المبادرة الخيرية تم استحداث تطبيق إلكتروني يقيد جميع التبرعات العينية وكذا المالية التي تصل الجمعية مشيرا إلى استفادة العديد من الحالات المستعجلة من الفئة التي تتكفل بها الجمعية (فئة الأرامل والأيتام) من مكثفات الأكسجين التي تتوفر عليها والبالغ عددها عشرة مكثفات سيتم تدعيمها قريبا بعدد إضافي لتغطية الطلبات الكثيرة من مختلف شرائح المجتمع. وبهدف التكفل بأكبر عدد ممكن من الحالات المحتاجة لهذا العتاد الطبي فان الجمعية تحرص على متابعة الحالة الصحية لكل مريض يستفيد من جهاز مكثف الأكسجين بغية منحه لشخص آخر بحاجة إليه بعد استكمال استخدامه. كما عرفت هذه الهبات التضامنية التي ثمنتها السلطات المحلية والتي قامت بدورها بتدعيم المؤسسات الاستشفائية ب200 مكثف أكسجين كدفعة أولى انخراط المتعاملين الاقتصاديين ممثلين في نادي المقاولين والصناعيين للمتيجة والغرفة الولائية للتجارة والصناعة الذين باشروا إجراءات استيراد سبع محطات لتوليد الأكسجين. ولنفس الهدف قرر المجلس الشعبي الولائي إلغاء بعض العمليات التي كانت مسجلة في الميزانية الإضافية لسنة 2021 وكذا تلك التي لا تكتسي طابعا استعجاليا وإعادة تخصيص أغلفتها المالية التي ناهزت ال28 مليار سنتيم لإقتناء مولدات ومكثفات الأكسجين للمساهمة في توفير هذه المادة الطبية الحيوية لمرضى وباء كورونا.