محلات الأعشاب تُنافس الصيدليات الطب البديل.. وِجهة الجزائريين للوقاية من كورونا المنحى التصاعدي الرهيب للإصابات بكورونا في الجزائر جعل المواطنين يهبون إلى مختلف الطرق من اجل الوقاية واكتساب المناعة لمكافحة الفيروس الخبيث فبعد الإقبال الكبير على مختلف الفيتامينات والمكملات الغذائية عبر الصيدليات صارت محلات بيع الأعشاب تنافس تلك الأخيرة من حيث الإقبال وهو ما تعكسه الطوابير الطويلة والاكتظاظ داخل تلك المحلات لطلب مختلف أنواع الأعشاب حتى تلك النادرة. نسيمة خباجة العلاج الشعبي عرف في مجتمعنا مند أمد بعيد وكانت تستعمل جداتنا مختلف أنواع الأعشاب لمداواة أمراض مختلفة على غرار الزكام والسعال بحيث يتم الاعتماد على الاستطباب المنزلي دون الحاجة إلى اللجوء إلى طبيب للكشف واستمر الاستعمال الواسع لمختلف أنواع الأعشاب تلك المعروفة منذ زمان على غرار التيزانة والشيح والزعتر لتدخل القائمة أنواع جديدة على غرار الزنجبيل والقسط الهندي واكليل الجيل والشوفان وبذور الشيا وغيرها ووجد البعض في العودة إلى بعض انواع الأعشاب في الظرف الصحي الراهن حلا للوقاية أو حتى التخفيف من أعراض الفيروس الفتاك لاسيما بالنسبة للذين يخضعون للعلاج المنزلي ولم تتطلب إصابتهم الدخول للمستشفيات. طوابير بمحلات الأعشاب انتعشت تجارة الأعشاب الطبية بمختلف أنواعها تزامنا ووباء كورونا بحيث اضحى الاقبال عليها يفوق أحيانا الإقبال على الصيدليات واختار الكثيرون العلاج الشعبي حتى أن أصحاب تلك المحلات تفاعلوا مع فترة الوباء والطلب الكبير على معروضاتهم واصطفت انواع من الأعشاب عبر رفوف محلاتهم وكانت الاكثر طلبا الانواع التي تقاوم السعال وأعراض الزكام والتي تساعد على التنفس على غرار التيزانة والزعتر إلى جانب القرنفل وأعواد القرفة والشيح وغيرها وهي كلها أعشاب يكثر عليها الإقبال خلال هذه الفترة. ونحن على مستوى احد المحلات دخلت سيدة في العقد السادس وراحت تطلب العديد من انواع الأعشاب إلى جانب بعض الزيوت كزيت القرنفل وزيت الحبة السوداء اقتربنا منها للاستفسار عن اسباب اقبالها على تلك الأعشاب فقالت إن علاج اعراض الزكام والسعال وسيلان الأنف كان يتم في البيوت بالمشروبات الساخنة التي تساعد على الشفاء إضافة إلى النصائح والتوصيات حتى من عند بعض الاطباء الذين لهم نظرة ايجابية حول بعض الأعشاب النافعة كالتيزانة والزعتر والشيح الأمر الذي دفعها إلى شراء انواع من الأعشاب والزيوت العطرية للانتفاع بها مع افراد عائلتها لاكتساب المناعة ومجابهة الفيروس الفتاك. صاحب المحل قال: بالفعل.. ومنذ ظهور الوباء صار الاقبال قياسي على محله لاقتناء مختلف انواع الأعشاب ومن الزبائن من يجلبون معهم قوائم طويلة لشراء حزمة من الأعشاب المفيدة للجهاز التنفسي كما لا نتأخر عن إسداء المعلومات للزبون حول بعض انواع الأعشاب- يقول- قصد المنفعة العامة وبيان المقادير وطريقة الاستعمال لتجنب أي أضرار أو تأثيرات جانبية. ارتفاع للأسعار الطلب المتزايد على الأعشاب تسبب في ارتفاع أسعارها وهو ما لاحظه الكل بحيث اتجه تجار الأزمات إلى إلهاب أسعار بعض أنواع الأعشاب والتوابل والزيوت التي كثر عليها الطلب تزامنا والجائحة وصنع القرنفل الحدث بصعوده إلى 4000 دينار للكيلوغرام لدى تجار الجملة بعد أن كان لا يتجاوز سعره 2800 دينار ومسّ الارتفاع العديد من أنواع الأعشاب الأخرى وحتى الزيوت وهو ما أثار حفيظة تجار التجزئة والزبائن على حد سواء في ظرف صحي صعب كان الأولى فيه تخفيض الأسعار فيه وليس إلهاب الجيوب فحتى الليمون الذي عادة ما يستعمل مع المشروبات الساخنة لتقوية الجهاز المناعي صعد سعره إلى 650 دينار للكيلوغرام. وهو ما أوضحه تاجر مختص في بيع الأعشاب بحيث اكد ان الأسعار ارتفعت بسبب الطلب الكبير على الأعشاب والتهبت بعض الانواع لدى تجار الجملة على غرار القرنفل الذي ارتفع سعره إلى 4000 دينار لكن ولحسن الحظ ان الزبائن يشترونه بالغرام بما يعادل 50 و100 دينار مما خفف عبئهم المادي. لكن وعلى الرغم من المنافع الكثيرة للأعشاب الطبية الا ان الاطباء يحذرون من الافراط في شربها لأن تناول الأعشاب الطبية بكثرة ودون مقادير محددة يحمل مخاطر صحية كبيرة فبعضها قد يحدث فشل كلوي أو تسمم بالدم أو غيرها. وتجدر الإشارة إلى أن التداوي بالأعشاب الطبية والنباتات البرية لطالما كان محل خلاف بين الأطباء والمختصين بحيث لا ينصح بتناول الوصفات العشبية دون ضوابط طبية وعلى أسس علمية محددة بدراسات كما ان البعض يتناولون الأعشاب البرية والوصفات المتنوعة كإجراءات وقائية لكن دون دراسات علمية وطبية محكمة توضح فوائد ومخاطر تلك الأعشاب وطريقة تناولها مما قد يعرضهم لمخاطر صحية أكثر من الفوائد المرجوة وبين خلافات الأطباء حول فوائد ومضار التداوي بالأعشاب يبقى اللجوء لها خيارا مطروحا بقوة خلال هذه الفترة للتخفيف من مخاطر وأعراض الفيروس الفتاك.