دعوات متزايدة لليقظة ونبذ الفتنة: حافظوا على الجزائر.. واحذروا الإشاعات * لجنة الفتوى تحذر من إشاعات أعداء الدين والوطن ف. هند ارتفعت العديد من الأصوات في الساعات الأخيرة للدعوة إلى نبذ الفتنة والحذر من الإشاعات والحفاظ على الجزائر التي يبدو واضحاً أنها تمر بظرف حساس ومعقد ربما لم يسبق لها أن مرّت بمثله من قبل بعد أن سعت بعض الأوساط لاستغلال جريمة اغتيال الشاب بن اسماعيل لتحويلها إلى فتنة خطيرة لا تُبقي ولا تذر وهو ما تفطن له الشرفاء الذين سارعوا للتأكيد على ضروة إطفاء نار الفتنة دون التنازل عن القصاص من المجرمين. دعت اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية إلى ضرورة التمسك بوحدة المجتمع الجزائري والتصدي لأي محاولة تهدف إلى المساس بها محذرة من الاشاعات المغرضة التي يسوق لها أعداء الدين والوطن لاسيما عبر وسائط التواصل الاجتماعي في هذه الظروف الاستثنائية . وأكدت اللجنة في بيان لها على أهمية التمسك بوحدة المجتمع الجزائري (...) التي التحمت فيها مقومات الهوية الوطنية: الاسلام والعربية والأمازيغية . وبعد أن استنكرت جرائم حرق الغابات التي وقعت في الكثير من الولايات أكدت اللجنة أن الافساد في الأرض من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر خصوصا اذا كان في ذلك ازهاق للأرواح واستنزاف لمقدرات الأمة وخيراتها . وبعد أن ذكرت أن زرع الفتنة والتفريق بين المجتمع الواحد من أكبر المعاصي دعت اللجنة الوزارية للفتوى الجزائريين إلى التصدي لأي محاولة تستهدف المساس بالوحدة الوطنية معتبرة أن هذا المسعى هو واجب شرعي والتزام وطني . ونوهت في نفس السياق بجهود أبناء الوطن من حماية مدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي وكذا مصالح الغابات وباقي السلطات الأمنية إلى جانب المجتمع المدني والمتطوعين الذين وقفوا كقلب رجل واحد في اطفاء ألسنة اللهب وانقاذ أرواح المواطنين وممتلكاتهم ورسموا اجمل صور التضامن والتكافل وأعظم ملامح البطولة والتضحية . كما أكدت اللجنة أن الاحكام المتعلقة بالجرائم والحدود والعقوبات من صلاحية أجهزة الدولة فقط وهي كما أضافت قاعدة جليلة من قواعد الشريعة الإسلامية ومبدأ أصيل من مبادئ الفقه والقانون . وأبرزت في هذا الإطار أن التحرِي في الجرائمِ والجنحِ والمخالفات والحكم على المجرمين الذين تم التحقق من إدانتهم وتنفيذ العقوبات عليهم هو من صلاحيات جهاز العدالة والقضاء الجزائري ولا يحق لأي فرد أن يتدخل في هذا الشأن لما في ذلك من أسباب الفوضى والاضطراب . كما أدانت اللجنة الفعل الإجرامي الشاذ الذي اقترفته أياد آثمة تعدّت على الشريعة وتجاوزت القانون وخرقت قيم الإنسانية حينما أقدمت على جريمة تبرأ منها القريب والبعيد معبرة عن ثقتها في عدالة ومؤسسات البلاد . شيخ الزاوية القاسمية يدعو إلى تحصين وحدة الأمة دعا شيخ الزاوية القاسمية رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية الشيخ محمد المأمون القاسمي هذا الاثنين شيوخ الزوايا وأئمة المساجد والعلماء والدعاة والمربين لتسخير طاقاتهم من أجل المحافظة على وحدة الأمة وتفويت الفرصة على أعداء الجزائر الذين يسعون لتحقيق مخططات ومشاريع تخريبية عجزت فرنسا عن تنفيذها . في بيان وجهه إلى الشعب الجزائري جرّاء الأحداث الأليمة التي عاشتها البلاد في الأيام الأخيرة قال الشيخ القاسمي: إننا نهيب بشيوخ الزوايا وأئمة المساجد والعلماء والدعاة والمربّين أن يسخّروا طاقاتهم للمحافظة على وحدة الأمة وقيمها الروحية والوطنية وتثبيت مرجعيتها الدينية الجامعة وتفويت الفرصة على أعدائها السافرين والمقنّعين الذين يسعون لتحقيق مخططات ومشاريع تخريبية عجزت فرنسا عن تنفيذها على امتداد فترة الاحتلال البغيض . واعتبر الشيخ القاسمي أنّ جريمة اغتيال الشاب جمال بن إسماعيل جاءت لتعكّر صفو الأجواء التي عمت أرجاء الوطن وسادتها روح الأخوّة والتعاون والتكافل داعيًا الجميع إلى الوقوف لقطع الطريق على المتربصين بوحدة الوطن والضرب بشدة وحزم على أيدي المجرمين الذين يفسدون الأرض ولا يصلحون . وفي السياق نفسه أكد رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية على ضرورة التحلي باليقظة ونبذ خطاب الكراهية وإثارة الفتن وجعل المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار معتبرًا أنّ هذا النوع من الأعمال الإجرامية لا ينبغي أن تعرقل الجهود التي ما فتئنا نبذلها مع المخلصين من أبناء الوطن لدرء الفتن ورأب الصدع والتقريب بين مكونات المجتمع . الإبراهيمي يدعو الجزائريين إلى تفويت الفرصة على الكائدين دعا وزير الشؤون الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي في نداء وجهه إلى الشعب الجزائري إلى تفويت الفرصة على الكائدين للجزائر والمتربصين بها مبرزا انه لا مخرج لنا من هذه الظروف العصيبة إلا بالتلاحم والتآزر . وذكر السيد الإبراهيمي بهذه المناسبة أنه في سنة 1956 طلب الشهيدان العربي بن مهدي وعبان رمضان من الشباب الجزائري آنذاك أن يتخلوا عن انتماءاتهم الحزبية الضيقة وأن يلتفوا تحت راية جبهة وجيش التحرير الوطني وهكذا انتزع استقلال الجزائر بفضل الله وبفضل النضال وتضحيات المجاهدين في كل الولايات . وأضاف قائلا: لو كان بن مهيدي وعبان على قيد الحياة لطلبا من شبابنا اليوم أن يتخلوا عن انتماءاتهم الجهوية الضيقة وأن يلتفوا حول شعار الوحدة الوطنية وأن ينبذوا كل طرق الإقصاء وكل أنواع التطرف وأن يكون هدفهم الوحيد خدمة الجزائر وبنائها وإنقاذها والحفاظ عليها . وبعد أن ذكر بسلسلة الحرائق التي ضربت عدة ولايات من الوطن أشار وزير الشؤون الخارجية الاسبق إلى أن بعضها طبيعي وبعضها بفعل أناس ذوي أغراض وأمراض وتسببت هذه الحرائق مثلما قال في خسائر بشرية مدنية وعسكرية ندعو لهم بالرحمة والغفران ولذويهم الصبر والسلوان كما خسرت بلادنا جزءا هاما من ثروتها الغابية . وأشار إلى أن أخطر هذه الحرائق هي التي أصابت ولاية تيزي وزو وأن ما ألم كل ذي وطنية صادقة ومشاعر إنسانية ذلك الحادث الفظيع الذي وقع لأحد أبنائنا من إزهاق لروحه وتمثيل بجسده وألم شديد وحزن كبير لأهله ولجميع أفراد الشعب . وخلص أحمد طالب الإبراهيمي إلى أن من أروع ما سجل هو تسامي أهل هذا الشاب على مصيبتهم وتصرفهم بالحكمة وكظم الغيض ولم يسمحوا للحقد والبغضاء أن يملأ قلوبهم ولكن هذا الفعل الشنيع لا يعفي الهيئات المعنية من كشف من قاموا به زرعا للأحقاد وابتغاء الفتنة .