مشاركون في ندوة اعتبروه واجبا وطنيا تأكيد على أهمية استرجاع المدفع التاريخي بابا مرزوق أكد مشاركون في ندوة نظمت أمس الاثنين بمركز الفنون والثقافة رؤساء البحر (حصن 23 ) بالجزائر العاصمة حول تاريخ مدفع بابا مرزوق والسبل القانونية لاسترجاعه على أهمية استرجاع هذا المدفع الذي يعد رمزا يعكس القوة البحرية الجزائرية وتحفة فنية من التراث الوطني. وبالمناسبة أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن مدفع بابا مرزوق الذي تم سرقته ونهبه من طرف الجيش الفرنسي منذ 191 سنة جزء مهم من الهوية الجزائرية ورمز للتراث الثقافي والتاريخي الوطني واسترجاعه واجب وطني جماعي مبرزة أن هناك ترسانة قانونية على المستوى الدولي تعزز مطلب الجزائر لاسترجاع هذه القطعة التاريخية التي تعرض منذ سنة 1833 بساحة الترسانة العسكرية لبراست بفرنسا . وأشارت السيدة بن براهم إلى أن هناك - إلى جانب الطرق القانونية- طرق سياسية وديبلوماسية يمكن أن تسهل وتسرع في عودة هذه القطعة التاريخية المرتبطة بالذاكرة الجماعية الجزائرية إلى أرض الوطن إلى جانب غيرها من القطع من الممتلكات الثقافية والتاريخية التي تم نهبها والاستيلاء عليها خلال حقبة الاحتلال الفرنسي ومتواجدة حاليا في المتاحف الفرنسية وفي مجموعات متحفية خاصة داعية إلى العمل في إطار لجنة ثنائية مشتركة جزائرية-فرنسية من أجل تسريع استرجاع المدفع التاريخي . كما تناولت المحامية التي تترأس اللجنة الوطنية لاسترجاع مدفع بابا مرزوق تفاصيل مختلف النصوص والقوانين الدولية التي تتيح للجزائر المطالبة باسترجاع المدفع معتبرة أن العملية تقتضي التحصن ومعرفة حثيثة بالقانون الدولي والفرنسي لتكون الطلبات مؤسسة وفق معايير محددة مضيفة أنه لا يوجد أي مانع قانوني لاسترجاع المدفع وهو تحفة فنية تم تصنيعها في الجزائر سنة 1542 ولم يعد في الخدمة كسلاح منذ قرابة 200 عام . وأضافت أن مدفع بابا مرزوق أصبح تحفة فنية ولم يعد سلاحا وليس مصنف ولم يتم جرده ضمن التراث التاريخي الفرنسي حيث توقف دوره القتالي منذ 1666 مشيرة إلى أن هذه القطعة الحربية تم نقلها من موطنها الأصلي وهو الجزائر إلى فرنسا بطلب من القائد العسكري ديبري وترحيله كغنيمة حرب عنوة رغم أنف الجزائريين حيث أن هذه القطعة أهملت مدة ثلاث سنوات قبل أن تنقل إلى مدينة برست الفرنسية في ساحة اميرالية الميناء. وبدوره قدم الطبيب والباحث بالتاريخ اسماعيل بولبينة عرضا تفصيليا ركز فيه على خصوصيات هذا المدفع الذي تم صنعه في 1542 في دار النحاس بالقرب من القصبة السفلى. ويبلغ طوله 7 أمتار وهو مصنوع كليا من معدن البرونز وكان مدى قذائفه خارقا للعادة بالنسبة لتلك الفترة (4.872 متر) وبوزن 12 طنا. وكان بإمكانه لوحده ردع أي عدوان على الجزائر إلى غاية الاستيلاء عليه في 17 يويلو 1830 من طرف الفرنسيين. وذكر الباحث الذي تحدث عن تصدي مدفع بابا مرزوق لكل الهجومات التي قامت بها الاساطيل البحرية الغربية طمعا في السيطرة على الجزائر أن هذه القطعة الفريدة كانت موجهة نحو رايس حميدو (غرب الجزائر) وبعد صده سنة 1671 لأسطول الأميرال دوكان الذي كان يحاصر الجزائر دخل المدفع التاريخ من زاوية أخرى كلفته حقد وضغينة الفرنسيين تمت تغذيتهما على مدى قرنين من الزمن.